مقالة الدكتور ابراهيم العلاف عن (خان قاسم اغا في الموصل ) في جريدة (صباح الموصل ) البغدادية
خان قاسم اغا في الموصل القديمة
ا. د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث
المتمرس – جامعة الموصل
وقبل كل شيء اقول ، الموصليون بُناة ..لم ينتظروا طويلا ، فأعادوا بناء هذا الخان وعمره ( ) 271 سنة .نعم من أسسه وبناه هم
الجليليون الذين حكموا الموصل كولاة عن الدولة العثمانية بين سنتي 1726-1834
ميلادية والخان خان قاسم اغا ، أُسس وبني سنة 1750 ميلادي 1164 هجرية .
وأنا
اكتب مقالا عن هذا الخان (خان الحاج قاسم اغا ) في الموصل ، هذا الخان
التجاري التاريخي وعمره (270) سنة والذي شيد سنة 1164 هجرية أي سنة 1750 ميلادية ، وعمره
عند كتابة هذه السطور ( 270) سنة، وقد اعيد بناؤه وفقا للعناصر والأسس الاثارية
والمعمارية مع مراعاة المعاصرة لابد ان
اذكر بتقدير واعتزاز جهود الاخ المهندس الاستاذ محمد الجليلي وهندسته وتصميمه ،
واذكر ايضا ان ما لفت انتباهي أن من كان وراء اعادة وبعث هذا الصرح المعماري
التجاري الكبير وافتتاحه في كانون الاول سنة 2020 ، هو (الاخ
الاستاذ وضاح بن عبد الرحمن بك عزيز بك الجليلي ) ، من الاسرة الجليلية الكريمة. والاخ
الاستاذ وضاح عبد الرحمن الجليلي من مواليد الموصل سنة 1967
تخرج في كلية الحقوق - جامعة الموصل بدورتها الثالثة ... مارس مهنة المحاماة لفترة وجيزة... بعدها تولى الادارة والإشراف على أملاك اسرته... وبعد تحرير الموصل من عناصر داعش وما لحق بالمدينة من تدمير ومنها منطقة الاسواق التجارية التقليدية المجاورة لجامع الباشا ، وجدنا ان الاخ الاستاذ وضاح الجليلي يشمر عن ساعديه ، ويستحضر كل "قيم البناء الجليلية" عبر السنوات المنصرمة ليضع حجر الاساس لإعادة تعمير ما يمكن تعميره من معالم الجليليين ومنها جامع الباشا وخان الحاج قاسم اغا في سوق السراي .تحياتي واعتزازي به كبير ، وكم هو قمين بمن لابد ان تكون له يد في الاعمار ان يتعلم من هذا الرجل ويبدأ بالعمران فما ينفع الناس هو فقط ما يمكث في الارض .
خان قاسم اغا او خان الحاج قاسم اغا من الخانات
المهمة في الموصل القديمة وكان يُستخدم كفندق يأوي اليه التجار والرحالة
والمسافرين الذين يفدون الى الموصل .ويقع قرب سوق الفحامين وقبل ان يتعرض للتدمير
خلال سيطرة عناصر داعش وحرب تحرير الموصل 2014-2017 كان مخزنا للأقمشة والمواد
البلاستيكية . مساحته تقريبا (800) متر مربع وفيه
فناء (حوش ) متوسط المساحة وعدد غرفه تقريبا بحدود (30) غرفة .
كثيرون يرون ان تسميته تعود الى احد ابناء
الاسرة الجليلية وهو قاسم اغا الجليلي لكن الحقيقة ان التسمية تعود لمؤجره الاول (
الحاج قاسم اغا الكردي) لكن مالكيه الحقيقيون هم ال الجليلي .
الخان جُدد اكثر من مرة ولسنوات مختلفة
وبالشكل الذي جعله قائما ومحافظا على ريازته المعمارية . وخان قاسم اغا مؤلف من
طابقين وهو في هذا يشبه الكثير من الخانات
في الموصل ومنها مثلا خان حمو القدو .
خان قاسم اغا يتوسط (منطقة الاسواق التقليدية القديمة التاريخية في
الموصل) ويوق باب السراي القديمة بالقرب من جامع الباشا مركزها وقلبها الحيوي .
كان الطابق العلوي يضم عددا من الغرف
للاستراحة ومبيتا للتجار والمسافرين والرحالة الذين كانوا يأتون الموصل .
اما الطابق الارضي فهو مؤلف من دكاكين كانت
تُشغل من قبل تجار تصدير المواشي والحبوب . ومن الطريف ان الخان كان في مطلع القرن
الماضي القرن العشرين قد تخصص بتجارة وبيع الشاي والسكر . هذه هي قصة خان قاسم اغا
رويتها لكم بإختصار .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق