سوق الصرافين والقوطجية
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
وكما
ترون في المخطط الذي وضعه الاخ الاستاذ الدكتور هاشم خضير الجنابي عن تركيب مدينة
الموصل القديمة فان هناك سوق الصرافين ويتفرع من سوق العطارين باتجاه نهر دجلة عند
ساحة الكورنيش ونهاية شارع الصوافة . ولازلت اتذكر ان هذا السوق كان مركزا
للصرافين ومنهم ال دنو الاسرة المسيحية الموصلية المعروفة وفي سوق الصرافين ايضا
القوطجية ومنهم المرحوم الحاج ذنون القوطجي والقوطجية هم من كان يبيع الشاي والسكر
كان الشاي يستورد ويأتي الموصل بالصناديق المسلفتنة بنوع من الورق لحماية الشاي ومنعه
من ان يتغير طعمه .
وسوق
الصرافين يقع الى الجنوب من قيصرية السبع أبواب ويمتد بين سوق العطارين وسوق
الملاحين والقوطجية ويتخصص سوق الصرافين بالتعامل بالعملة وتبديها واستقبال وارسال
الاموال من خلال الحوالات المالية والسوق كان مركزا للحركة الاقتصادية والمالية في
الموصل وتشير بعض المصادر الى وجود اكثر من خمسين محلا للصيرفة وتتداخل مع هذا
السوق حوانيت واسواق فرعية منها سوق الشكرجية وسوق بيع الصابون والتبوغ والعطاريات
والاقمشة والكماليات والملابس الشعبية وغالبا ما تكون هذه اقرب الى سوق العطارين .
الاستاذ
بهنام حبابة في كتابه عن (الاسر المسيحية في الموصل ) وقف عن بيت دنو وقال انهم من
السريان الارثودكس التابعين لبيعة مار توما بمحلة الساعة وهم اسرة تمتلك الاموال
والاراضي بمعنى انهم اغنياء منهم عزيز دنو وقد عرف في الموصل من بيت دنو فتح الله
دنو ويلقب حودي وكان صيرفيا وهو صهر عبد الرحيم يوسفاني .
كان
الصرافون في الموصل في الثلاثينات والاربعينات وكما ادركتهم يقومون بدور البنوك
يتعاملون كما يقول الدكتور هاشم خضير الجنابي بالاوراق المالية المختلفة وخصمها
وتسليف التجار وغيرها من الامور المالية وكان جدي احمد الحامد العلاف وله محلات في
سوق الحنطة الجديد يتعامل مع هؤلاء الصيارفة فكنت انا ممن يرسل معي نقودا او اسحب
نقودا من الصرافين اولاد دنو كان هذا في الخمسينات وكان عددهم (30) صرافا آنذاك
الا ان عددهم بعد ظهور البنوك وتوسعها تقلص كثيرا فلم يبق منهم في هذا السوق الا
ثلاثة وجاء هذا بعد تحديد حرية تعامل الصرافين بالعملات قانونا في اواسط الستينات
الا ان القانون سمح لهم بشراء الاسهم والسند\ات لقاء عمولة معينة .
وسوق
الصرافين يقع الى الجنوب من قيصرية السبع ابواب ويمتد بين سوق العطارين وسوق
الملاحين باتجاه غربي شرقي وكان يضم ( 46) محلا تجارية في سنة 1980 وقسم من
المحلات تبيع الحلويات والصابون والتبوغ والشراشف ومعظم هؤلاء يكونون قريبين من
سوق العطارين .
من
الصيارفة الموصليين ومنهم من المسيحيين واليهود والمسلمين الذين ورد ذكرهم في
الدليل الرسمي العراقي لسنة 1936 (جرجيس ونعيم قصيرة ) و(داؤد دنو ) و(سعيد عبوش ) و(عزيز
عبد النبي) في سوق الصرافين و(فتح الله دنو) في سوق الصرافين .
وفي
كتاب (بيوتات الموصل ) للاستاذ عماد الربيعي بطبعته الموسعة 2013 عدة اسر تحمل لقب
الصراف سمي بعضها نسبة الى مهنة تبادل العملة (الصرافة) ومن هذه الاسر اسرة الصراف
من بيوتات باب لكش وهم اعقاب الجد محمود الصراف منهم الشيخ حسن الصراف توفي سنة
1890 رئيس صنف الصرافين في الموصل في القرن 19 كما تشير الى ذلك سجلات المحكمة
الشرعية في الموصل ومن اعقابه الحاج نوري الصراف وولده غانم وكان عبد الله الصراف
من مواليد سنة 1895 من وجهاء سوق باب السراي وهناك اسرة الصراف منهم الاستاذ شكيب
عبد الباقي الصراف وقد عمل مديرا للبنك المركزي العراقي في الموصل أمد الله بعمره
ومتعه بالعافية ولازلنا نذكر شقيقته السيدة ناثرة عبد الباقي الصراف أمينة مكتبة
متحف الموصل وقد توفيت رحمها الله وطيب ثراها وجزاها خيرا على ماقدمت في يوم
٢٠/١/٢٠٢٢ .
وهناك
اسرة الشاعر الطبيب الجراح الاخ والصديق الدكتور وليد الصراف . وهناك بيوتات تحمل
لقب الصراف منهم سعيد الصراف في باب الجسر وولده الاستاذ عادل الصراف مدرس اللغة
الانكليزية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق