جريدة (الفيحاء ) للاستاذ عبد الرزاق الحسني في ذكرى صدورها ال (96)
-ابراهيم العلاف
ولجريدة (الفيحاء ) التي اصدرها المؤرخ العراقي الكبير السيد عبد الرزاق الحسني صاحب المؤلفات العديدة ومنها كتابه الموسومي (تاريخ الوزارات العراقية ) قصة وقصة طويلة . وكان السيد الحسني وبعد وفاه والده وجد ان بين يديه مالا فإتجه لشراء مطبعة في الحلة وهذه المطبعة هي التي اصدر من خلالها جريدته الاولى (الفيحاء ) التي ترون صورة العدد الاول منها وقد صدر يوم الخميس 27 كانون الثاني - يناير سنة 1927 اي في مثل هذا اليوم قبل ( 96 ) سنة وقد كانت جريدة رصينة ازداد عدد قراءها فطارت شهرتها وكثر الاقبال عليها مما دفع الحكومة آنذاك الى وقفها في شهرها التاسع لكن احد معارفه من الوزراء تدخل فأعيدت . وكما جاء في ترويستها فقد كانت (جريدة ادبية جامعة تصدر مرتين في الاسبوع ) صاحب الامتياز والمدير المسؤول والمحرر السيد عبد الرزاق الحسني .كانت تصدر في الحلة الفيحاء مركز محافظة بابل حاليا وتصدر مقولة (رأس الحكمة مخافة الله ) العدد الاول كما ترون الى جانب هذه السطور الصفحة الاولى من العدد الاول . وقد ذكرت الاستاذة زاهدة ابراهيم في كتابها ( كشاف الجرائد والمجلات العراقية) وصدر ببغداد 1976 ان ترويستها كانتتقول انها (جريدة سياسية نصف اسبوعية ) وثمة اعداد منها في مكتبة السيد الحسني والاخت ابنته الاستاذة احلام يمكن ان تقول لنا عن وجودها كما يوجد في مكتبة المتحف العراقي (15) عدد ولااعرف كم يوجد منها من اعداد في مكتبة الجامعة المستنصرية .
الجريدة نشرت قصيدة (بريد الغربة ) لشاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري وقد فهم مدير المعارف العام آنذاك الاستاذ ساطع الحصري ان الشاعر وكان معلما في مدرسة الكاظمية الابتدائية في مطلع اذار سنة 1927 يمدح ايران لذلك قرر فصل الجواهري وتبلغ الجواهري بالفصل وبأنه غير حائز على الشروط المؤهلة للتدريس في 3 نيسان 1927 لكن وزير المعارف السيد عبد المهدي المنتفكي غضب من قرار المدير العام والغى القرار وقال انه طالع القصيدة ولم يجد فيها ما يكون جرما ليعاقب عليه عراقي بفصله من وظيفته بل كل ما هناك وصف شاعر لمناظر الطبيعة وتلك ازمة اشرت اليها في اطروحتي للدكتوراه سنة 1979 والموسومة (تطور السياسة التعليمية في العراق بين سنتي 1914-1932) ونوقشت في جامعة بغداد 1979 وقد استقال الحصري في تموز 1927 وتدخل الملك فيصل الاول وعين الجواهري في تشريفات البلاط الملكي وانتهت الازمة .
جريدة (الفيحاء) واحدة من مصادر تاريخ العراق المعاصر ويمكن ان تكون موضوعا لرسالة ماجستير .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق