//السوداني ..
في حضرة سيد الاليزيه*
د كاظم المقدادي
كان هارون الرشيد اول من دشن العلاقات بين بغداد وباريس .. بعد ان اهدى الملك الفرنسي شارلمان ساعة عظيمة .. ظل الملك يقلبها ولم يكتشف سرها ، لا في اليقظة ، ولا في احلامه الوردية.
الرئيس الاسبق صدام حسين .. لم يذهب اليهم بساعة عباسية ، ولاحتى بصوغة سومرية .. انما حمل في طائرته ثلاثية سمكية من مياه دجلة " البني ، والشبوط ، والگطان" تقديرا لجهود الرئيس الفرنسي جاك شيراك في توطيد العلاقات العراقية الفرنسية .
باريس شمت ولاول مرة رائحة شواء السمك المسگوف .. مما اثار شهية اصحاب المطاعم الشهيرة لضم وجبة المسگوف الى قوائمها اليومية ، وهي التي ضمت من قبل الى وجباتها أكلة ( الكسكسي )المغاربية .
كان جاك شيراك صديق العرب ، هو الاقرب الى العراق من رؤساء فرنسا السابقين "والاقربون اولى بالمسگوف" فقد وجد في العراق فرصة ذهبية لبلد ظل من حصة بريطانيا وفق معاهدة ( سايكس- بيكو ) الاستعمارية ، التي قسمت الشرق العربي الى دويلات وممالك ضعيفة ، بخرائط وهمية .
بين العراق وفرنسا بقيت الحالة العراقية الفرنسية بحدودها الدنيوية ..الى ان تطورت العلاقة بين شيراك - صدام في بناء مفاعل تموز للطاقة النووية ، وشراء احدث الاسلحة الفرنسية .
دخل العراق في حرب مع ايران .. وغزو للكويت دون تمعن ولا امعان .. فأنهار البلد وتهدم البنيان .
لا ادري .. ما ذا حمل السوداني من " صوغة" الى الرئيس الفرنسي .. ربما يكون مجلدا عن حضارة العراق .. وربما اسماء لصوص المال والاثار العراقية.
يفترض ان السوداني ، استعان بخبير مختص بالشؤون الفرنسية ، يفقه تقلبات المزاج في السياسات الدولية ، ويعرف انواع العطور ، وليس من اصحاب الشهادات في انواع النذور ، واهمية البخور .
اغلب الظن .. ان السيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ، قد قرأ تاريخ العلاقات العراقية -الفرنسية ، وهو يغادر بغداد الى باريس .. على الرغم من ان رأسه مزحوم بأخبار العراق ، ووصايا الاطار ، وتقلبات الدولار ، ومشاكل الاقليم مع المحكمة الاتحادية .. وهو الباحث عن "شراكة استراتيجية" مع سيد الاليزيه ، تعيد مكانة العراق في الاسرة الاقليمية .
الثابت .. ان الرئيس شياع السوداني ، ذهب وهو مصمم كي لايعود بخفي حنين ، لهذا اصر على توقيع الاتفاقيات مع الرئيس بشكل مباشر .. ذهب وهو يعرف حاجة العراق للطاقة واستخراج الغاز ، واتمام العقد مع شركة توتال لاستخراج النفط والغاز المصاحب .. والتعاون في مجال البيئة وتوظيف الموارد المائية ، والصرف الصحي ، والابحاث الطبية ، وتسيير المترو وتحسين طرق المواصلات البرية ، و مكافحة الفساد ، والمساعدة في استرجاع المليارات الهاربة ، والاثار المهربة .. مستندا لموقع فرنسا المهم في قيادة الاتحاد الاوربي ، وتأثيراتها الدولية .
لم يذهب شياع السوداني في نزهة للسير في حدائق وشوارع باريس .. ولا حتى لزيارة متحف اللوفر والوقوف بخشوع امام مسلة حمورابي بنسختها الاصلية .. ولم يفكر اصلا لالتقاط سيلڤي .. لا مع الموناليزا ، ولا مع الجالية العراقية .
لقد ذهب الرجل الى الاليزيه ، وكله امل ان لا تتحول هذه "الشراكة الاستراتيجية " الى شراهة يسيل لها لعاب الاحزاب الفاسدة في الدولة العراقية ، ومحاولات الحصول على مكاسب شخصية .
ولكي لا يفشل السوداني في تطبيق وتنفيذ هذه الشراكة العتيدة ، ولا يقع في عقدة الخواجة .. عليه المتابعة لكي تؤدي الشراكة اوكلها ، وحتى لا يكون مصيرها مصير الاتفاقيات القديمة .. فقد تعودنا ان نوقع الاتفاقيات دون ان نقرأها جيدا ، ولا نتابعها لاحقا ، ولا نجني منها لا ناقة ولاجملا .
اما ماكرون ... الغارق في مشاكل فرنسا الداخلية ، والعاجز عن اقناع الادارة الامريكية في سياساتها العبثية ، والمغضوب عليه من قبل جمهورية ايران الاسلامية ، والخائر في بحثه عن حل للمعضلة اللبنانية .. يرى في تطوير العلاقة مع العراق ، فرصة تاريخية ، لتحسين صورته امام الامة الفرنسية ، والمحافل الدولية .
في حضرة سيد الاليزيه*
د كاظم المقدادي
كان هارون الرشيد اول من دشن العلاقات بين بغداد وباريس .. بعد ان اهدى الملك الفرنسي شارلمان ساعة عظيمة .. ظل الملك يقلبها ولم يكتشف سرها ، لا في اليقظة ، ولا في احلامه الوردية.
الرئيس الاسبق صدام حسين .. لم يذهب اليهم بساعة عباسية ، ولاحتى بصوغة سومرية .. انما حمل في طائرته ثلاثية سمكية من مياه دجلة " البني ، والشبوط ، والگطان" تقديرا لجهود الرئيس الفرنسي جاك شيراك في توطيد العلاقات العراقية الفرنسية .
باريس شمت ولاول مرة رائحة شواء السمك المسگوف .. مما اثار شهية اصحاب المطاعم الشهيرة لضم وجبة المسگوف الى قوائمها اليومية ، وهي التي ضمت من قبل الى وجباتها أكلة ( الكسكسي )المغاربية .
كان جاك شيراك صديق العرب ، هو الاقرب الى العراق من رؤساء فرنسا السابقين "والاقربون اولى بالمسگوف" فقد وجد في العراق فرصة ذهبية لبلد ظل من حصة بريطانيا وفق معاهدة ( سايكس- بيكو ) الاستعمارية ، التي قسمت الشرق العربي الى دويلات وممالك ضعيفة ، بخرائط وهمية .
بين العراق وفرنسا بقيت الحالة العراقية الفرنسية بحدودها الدنيوية ..الى ان تطورت العلاقة بين شيراك - صدام في بناء مفاعل تموز للطاقة النووية ، وشراء احدث الاسلحة الفرنسية .
دخل العراق في حرب مع ايران .. وغزو للكويت دون تمعن ولا امعان .. فأنهار البلد وتهدم البنيان .
لا ادري .. ما ذا حمل السوداني من " صوغة" الى الرئيس الفرنسي .. ربما يكون مجلدا عن حضارة العراق .. وربما اسماء لصوص المال والاثار العراقية.
يفترض ان السوداني ، استعان بخبير مختص بالشؤون الفرنسية ، يفقه تقلبات المزاج في السياسات الدولية ، ويعرف انواع العطور ، وليس من اصحاب الشهادات في انواع النذور ، واهمية البخور .
اغلب الظن .. ان السيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ، قد قرأ تاريخ العلاقات العراقية -الفرنسية ، وهو يغادر بغداد الى باريس .. على الرغم من ان رأسه مزحوم بأخبار العراق ، ووصايا الاطار ، وتقلبات الدولار ، ومشاكل الاقليم مع المحكمة الاتحادية .. وهو الباحث عن "شراكة استراتيجية" مع سيد الاليزيه ، تعيد مكانة العراق في الاسرة الاقليمية .
الثابت .. ان الرئيس شياع السوداني ، ذهب وهو مصمم كي لايعود بخفي حنين ، لهذا اصر على توقيع الاتفاقيات مع الرئيس بشكل مباشر .. ذهب وهو يعرف حاجة العراق للطاقة واستخراج الغاز ، واتمام العقد مع شركة توتال لاستخراج النفط والغاز المصاحب .. والتعاون في مجال البيئة وتوظيف الموارد المائية ، والصرف الصحي ، والابحاث الطبية ، وتسيير المترو وتحسين طرق المواصلات البرية ، و مكافحة الفساد ، والمساعدة في استرجاع المليارات الهاربة ، والاثار المهربة .. مستندا لموقع فرنسا المهم في قيادة الاتحاد الاوربي ، وتأثيراتها الدولية .
لم يذهب شياع السوداني في نزهة للسير في حدائق وشوارع باريس .. ولا حتى لزيارة متحف اللوفر والوقوف بخشوع امام مسلة حمورابي بنسختها الاصلية .. ولم يفكر اصلا لالتقاط سيلڤي .. لا مع الموناليزا ، ولا مع الجالية العراقية .
لقد ذهب الرجل الى الاليزيه ، وكله امل ان لا تتحول هذه "الشراكة الاستراتيجية " الى شراهة يسيل لها لعاب الاحزاب الفاسدة في الدولة العراقية ، ومحاولات الحصول على مكاسب شخصية .
ولكي لا يفشل السوداني في تطبيق وتنفيذ هذه الشراكة العتيدة ، ولا يقع في عقدة الخواجة .. عليه المتابعة لكي تؤدي الشراكة اوكلها ، وحتى لا يكون مصيرها مصير الاتفاقيات القديمة .. فقد تعودنا ان نوقع الاتفاقيات دون ان نقرأها جيدا ، ولا نتابعها لاحقا ، ولا نجني منها لا ناقة ولاجملا .
اما ماكرون ... الغارق في مشاكل فرنسا الداخلية ، والعاجز عن اقناع الادارة الامريكية في سياساتها العبثية ، والمغضوب عليه من قبل جمهورية ايران الاسلامية ، والخائر في بحثه عن حل للمعضلة اللبنانية .. يرى في تطوير العلاقة مع العراق ، فرصة تاريخية ، لتحسين صورته امام الامة الفرنسية ، والمحافل الدولية .
*https://www.facebook.com/photo/?fbid=2552052824932723&set=a.335498639921497
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق