مدخل جامع التوكندي - خنجر خشب في محلة السوق الصغير في الموصل
جامع خنجر خشب أو جامع التوكندي في محلة السوق الصغير في الموصل
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
والصورة التي هي الى جانب هذه السطور بعدسة الاخ الاستاذ عبد الكريم سليم فشكرا له وثانيا جامع خنجر خشب يسمى ايضا جامع التوكندي وكلمة التوكندي تطلق على الشخص المستعد للقيام بأية مهنة يعني يعمل اي شيء . وجامع التوكندي كتب عنه شيخنا الاستاذ سعيد الديوه جي في كتابه عن جوامع الموصل وقبله كتب عنه القنصل الفرنسي في الموصل نيقولا سيوفي 1878 -1893 وكان مولعا بالاثار الاسلامية في كتابه ( مجموع الكتابات المحررة في ابنية مدينة الموصل ) ومما قاله ان جامع التوكندي في محلة السوق الصغير ويسمى ليضا جامع (خنجر خشب) كان يقوم بالتدريس والامامة والخطابة والخدمة فيه شخص اسمه السيد محمود افندي بن ملا مصطفى التوكندي واهل الموصل يقول الاستاذ سعيد الديوه جي رحمة الله عليه اذا ما ارادوا ان يضربوا مثلا بشخص يقوم بعدة اعمال يقولون فلان توكندي . وقد عمر الجامع عدة مرات وكان مكتوبا فوق باب المصلى يقول نيقولا سيوفي :" إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا" من سورة النساء الاية (103) ..هذا جامع الحاجي احمد ابن الحاج عبدو وقد جدده محمود بن ملا مصطفى في سنة ثمان ومائتين والف للهجرة 1208 هجرية -1793 ميلادية .
وفي صدر محراب المصلى : ابو بكر - عمر - عثمان - حيدر **جراغ مسجد محراب منير
وبين السطرين المذكورين : "كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ" من سورة ال عمران الآية (37) وفي الجانب الايسر من المحراب :"قد سعى بعمارة هذا الجامع ملا محمود بن المرحوم الحاج يونس وذلك في شعبان سنة 1270 هجرية -1853 ميلادية .وفوق حائط المصلى من جهة الشرق :"إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ) من سورة التوبة الآية (18) .وفي حائط المصلى من جهة الغرب : هذا ما أمر بعمارة هذا الجامع الشريف تقربا الى الله تعالى وابتغاء لمرضاته الحاجي احمد بن الحاج عبدو وذلك سنة 1085 هجرية - 1674 ميلادية .وفوق باب المنبر : بسم الله الرحمن الرحيم : لا اله الا الله محمد رسول الله . ابو بكر -عمر-عثمان - حيدر * جراغ مسجد محلااب (منير)
وفوق باب حجرة المدرس : "طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة سنة 1217 هجرية - 1802 ميلادية .وكان في الجامع بئر وفوق باب البئر :قد جدد هذا البئر محمود بن المرحوم الحاج يونس وذلك في سنة 1283 هجرية - 1866 ميلادية .
جامع التوكندي جامع صغير المساحة وللاسف مرت سنوات والجامع مهمل حتى ان الناس تركوا الصلاة فيه عدة قرون والدور المجاورة له تجاوزت عليه ويحيط بجهته من الجنوب والشرق طريقان واحفاد الحاج احمد بن عبدو هم من كان يهتم به وادارة ما له من اوقاف ومصلى الجامع صغير يقول الاستاذ الديوه جي له باب واحد يقابل المحراب والمحراب تحت القبة والمحراب جميل قليل التقعر تزينه الواح مرمرية في اعلاه وهي على شكل مناشير كلها مزينة بزخارف نباتية وهندسية نافرة وفي وسط المحراب ثلاث وحدات زخرفية .والكتابات التي اوردتها فيه وكان في الجامع مدرسة علمية وتاريخ المدرسة يرجع الى اوائل القرن ال 19 الميلادي ال 13 الهجري وقد اهملت فيما بعد المدرسة وكان ثمة غرفة لخادم الجامع وكثيرا ما جدد الجامع ويبدو ان من سعى بعمارة الجامع هو الملا محمود بن الحاج يونس التوكندي في شعبان 1270 هجرية -1853 ميلادية .
كان هناك مسجد قريب من جامع التوكندي هو مسجد عبد القادر القزاز وهو من جدده وعبد القادر بن عثمان القزاز توفي سنة 1350 هجرية وسمي المسجد بإسمه وكان هناك (قهوة السوق الصغير ) اي مقهى تقابل جامع التوكندي وفيما بعد اتخذت دار للسكنى وكان مكتوبا فوق بابها ابيات منها :
هذه القهوة (حازت) ...كل شيء قد تهذي
ببناء قد تعالى ... لعلى ذاك ينسب
فلمن رام ذهابا ... في سواها فهو يهرب
قل بنصح ثم أرخ ... هذه القهوة أطيب سنة 1274 هجرية - 1857 ميلادية .
درس في جامع التوكندي عدد من الشيوخ منهم الشيخ محمد الصوفي 1864 -1922 وكان عالما وقاضيا .كان يلقي دروس الوعظ والارشاد في هذا الجامع وكان الناس يتلهفون لسماع وعظه ودروسه وبعدها اصبح اماما وخطيبا في جامع النبي جرجيس رحمة الله عليه .
ويذكر الحاج عبد الجبار محمد جرجيس في الجزء الاول من كتابه (موسوعة علماء الموصل ) ان الشيخ عبد الغني الحبار 1895-1977 كلف بالقاء خطبه الجمعة في جامع خنجر خشب في السوق الصغير وبقي في هذه الوظيفة مدة ست سنوات بعدها عهدت اليه الامامة والخطابة في الجامع النوري الكبير وبقي في هذه الوظيفة حتى تقاعد وجلس في بيته ثم توفي رحمة الله عليه سنة 1977 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق