جلال الحسيني عازفا على العود وفنانا تشكيليا
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل
منذ خمس سنوات وفي مثل هذا اليوم 16 من آب -اغسطس ، كتبت وقلت أمس نشرت صورة للفنان الموصلي عازف العود والمطرب والرسام الصديق الاستاذ جلال الحسيني ( رحمة الله عليه ) .عرفته منذ عقود وتيسرت لي فرصة السفر معه ووجدته انسانا رائعا نبيلا . فضلا عن انه عرف بتميزه في الغناء والعزف على العود والرسم والاعجاب بالموسيقار الكبير فريد الاطرش وتقليده له والتأسي به وعدم الزواج مثله .
غنى اغانٍ جميلة معظمها قصائد لشعراء كبار منهم الشاعر سالم الخباز والشاعر حكمت صالح . وقد كتب عنه استاذنا الاستاذ الدكتور عمر الطالب في موسوعة (أعلام العراق في القرن العشرين ) وقال انه ورث عن والده اسطوانات وتسجيلات كثيرة لقراء مقام ومطربين معروفين وتعلم العزف بطرق مختلفة وسجل في السنوات 1972-1976 عددا من الاغاني التي بثت في تلفزيون نينوى .
كثيرون لايعرفون ان جلال الحسيني كان فنانا تشكيليا اشترك في سنة 1969 في معرض اقيم في جامعة الموصل . وفي سنة 1977 اقام اول معرض للوحاته في دار الثقافة الجماهيرية في الموصل ومع انه اشتهر بإبداعاته في فن البورتريت متأثرا بإستاذه الفنان الكبير نجيب يونس إلا انه أنجز لوحات في توجهات فنية انطباعية وواقعية تراثية وقد انتجت قناة عشتار الفضائية -مشكورة - سنة 2006 حوارا معه بعنوان (رموز ) وكان الحوار وقد سمعته اكثر من مرة رائعا ففيه تحدث عن رؤيته الفنية وعن عشقه لفن البورتريت وعن ان المرأة هي مصدر الهام الفنان وان الجمال وحب الجمال هو ما يدفع الفنان للابداع .
في سنة 1988 اقام معرضه التشكيلي الثاني في فندق نينوى اوبروي وقد حظي هذا المعض بإقبال جماهيري كبير .رأيت له لوحات بورتريت لعدد من رؤساء جامعة الموصل منهم الاباء المؤسسين الاوائل الثلاثة لجامعة الموصل وهم : الاساتذة الدكتور محمود الجليلي والدكتور محمد صادق المشاط والدكتور عبد الاله الخشاب .
كتب صديقه الاستاذ سعد الجادر يقول :" أرسل جلال الحسيني الى الفنان الراحل فريد الأطرش ، شريط كاسيت وفيه يغني ويعزف أغاني فريد الأطرش , مع لوحة زيتية رسمها جلال للفنان فريد . كانت اللوحه معلقة في صالون الفنان فريد في بيته , رأيتها في إحدى المجلات في مقابله معه .. وعندما التقيت بالفنان فريد الذي كان صديقاً , سألته لماذا لم يردّ على رسالة جلال وما رأيه بالكاسيت , قال لي فريد : لم أفهم لماذا أرسل لي تسجيل لصوتي وعزفي ، عندها أخبرته أن هذا جلال الحسيني الذي يغني أغانيك ويعزف ، اندهش فريد منتهى الدهشة وكاد أن لا يصدق لولا أن أخبرته أن جلال صديق العمر . كما أخبرنه أن جلال يتقمص شخصيته .. يتحدث بصوته ولم يتزوج لأن فريد بقى أعزبا طوال حياته. رحمهما الله . كان جلال الى جانب كونه عازف ومغن قدير . كان رساماً مبدعاً ، وله عطاء غزير.. وللأسف لم يكن يطلب الشهره وبقى منزوياً في الموصل الى حين وفاته . رحمه الله ورحم الأيام الجميلة التي أمضيتها معه" .
الفنان الصديق جلال الحسيني من مواليد سنة 1944 توفي سنة 2012 رحمه الله وجزاه خيرا على ما قدم وقمين بشبابنا الاهتمام بتراثه الفني ،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق