الثلاثاء، 16 أغسطس 2022

ساري العبدالله ...وحكايته وشعره ا.د. ابراهيم خليل العلاف


 

ساري العبدالله ...وحكايته وشعره
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة بغداد
ساري العبد الله ( او الشيخ عبد الله الفاضل العنزي ) ... واقع وقصة وحكاية واسطورة ومسلسل ... قرأنا عنها وشاهدناها في سنة 1977 عبر مسلسل تلفزيوني سوري من تأليف الاستاذ خالد حمدي واخراج الاستاذ علاء الدين كوكش شد اليه انتباه المشاهدين في مختلف انحاء الوطن العربي ..وقد مثل دور ساري العبد الله الممثل الكبير الاستاذ طلحت حمدي ... لاادري ما الذي جعل اخي وصديقي الدكتور جمال الدين الكيلاني يذكرني بها وهو يعرف ان ساري عنزي وانا عنزي وكتب لي رسالة يقول لي فيها :"السلام عليكم استاذنا الكبير .... هذه صفحة تتحدث عن الشاعر ساري العبدالله وفيها معلومات عن تاريخ العرب الحديث كون الشاعر عاش الفترة وهو من قبيلتكم الاصيلة .... نرجو منكم وانتم الاعلم ان تكتب بصفحتكم بعض ما تحقق منكم حول هذه الشخصية الرائعة ......... شكرا لكم سلفا" .واستجابة لطلبه اكتب شيئا عن هذه الشخصية (الواقعية ) و(الدرامية ) وساري العبد الله نتذكره كلما سمعنا عتابة تبتدأ ب ( هلي ) ومن ذلك قوله بعد ان اصيب بالجدري وتركه اهله يعاني من المرض :
هلك شالو على "مكحول" يا شير
وخلولك عظام الحيد يا شير
لون تبجي طول الدهر يا شير
هلك شالوا على "حمص وحما
والشير اسم من اسماء الاسد
لكنه يأبى الا ان يذكر اهله بالخير ويعتز بهم ويقول :
هلي يهل المراتب والدواوين
وعلى قلوب العدى نصبو دواوين
اسيل الدار وين اهل الدواوين
قالت غدو ياحسرتي وسهيل غاب
هلي رايات بالدنيا بيض الهم
كرام ويمن الخايف بظلهم
يتيه الغيهب المسما بظولهم
هلي باشات عالشدو اطناب
هلي الما لبسو خادم سملهم
وبگلوب العدى بايت سم الهم
ان چان اهلك نجم اهلي سما الهم
وچثير من النجم علا وغاب
لقد كان من عادة العرب البدو انه اذا اصيب احدهم بمرض معد ومستعص علاجه خافوا من انتشار المرض بينهم وكانوا يتركون للمريض ما يكفيه من الطعام ويتوجهوا به الى ارض بعيدة خالية الى ان يشفى او يموت لكنهم في حالة ساري شاعرهم الكبير قاموا هم بالرحيل وتركوه يصارع المرض ولكن الله هيأ له قوم من ( الصلبة ) المعروفين بصناعة الطب فشفي على ايديهم لكن مرض الجدري ترك آثاره على وجهه .وقيل انه تنقل في البادية ودخل بإسم مستعار في خدمة احد الأمراء الكُرد يقدم القهوة في هكاري واسمه تيمور باشا وكان يصفه في قصائده بالشيخ (تمر باش ) .. كان ساري العبد الله يقول الشعر في هدأة الليل وتعرف عليه هذا الشيخ واكرمه وقد ساعده بعد ان قصده من بعد تماثله للشفاء وبقي عنده لفترة ضيفا عزيزا ثم جهز له خيلا ومتاعا ومالا في رحلة بحثه عن قومه .
الشاعر ساري العبد الله من ابرز شعراء العرب في القرن التاسع عشر واكثرهم قدرة على نقل الاحاسيس الجميلة الى الناس والتعبير عن مشاعرهم عبر لون من الشعر يعرف ب( العتابة ) .
كتب عنه كثيرون منهم الشيخ جلال الحنفي كما كتب عنه الدكتور فالح الكيلاني وكتب عنه ايضا الاستاذ محمد عجاج جرجيس والاستاذ عبد القادر عياش والدكتور أُسامة الاخرس والدكتور ابراهيم محمد الصقار وطبع ديوانه ( ديوان ساري العبدالله ) ببغداد ونشرته مكتبة العاني سنة 1977 .وكتب عنه الدكتور محمد سامي حميد بحثا في مجلة (آداب الرافدين ) وهي مجلة كلية الاداب بجامعة الموصل سنة 1997.
توفي الشاعر والفارس ساري العبدالله في حماة سنة 1888 وشاعت قصته بين العشائر العربية وظلت الاجيال تتناقلها وكتب عنه كثيرون مقالات والف بعضهم كتبا عنه وقدم عنه مسلسل تلفزيوني جميل ولايزال شعره يتداوله الناس بإعجاب وقرأت عنه مقالة جيدة وجميلة في انسكلوبيديا ويكيبيديا وجاء فيها انه من مواليد بادية الشرقاط وان اسمه الحقيقي (عبدالله بن فاضل بن حمد بن ملحم بن منبه بن وهب العنزي ) ، من مشايخ ( الحسنة ) أحدى قبائل ( ضنا مسلم من قبيلة عنزة ) وأمه هي الشيخة نوف بنت الشيخ الحميدي بن هذال من العمارات من عنزة ولقب ب ( ساري العبدالله ) وذلك لسيره وحيدا يتنقل بين العرب ويقول الشعر من نمط العتابة الحزينة وكانت له مكانته بين عشيرته وقد حاولت عشيرته استرضاءه لكنه رفض لعزة في نفسه مع انه كان يعرف ان زوجته ( ثريا ) كانت حية وموجودة وكثيرا ما كان يستذكر ايامه معها ومع اهله شعرا .
*2018https://www.facebook.com/photo/?fbid=10216663967048553&set=a.1661700019326*


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...