غورباتشوف 1931-2022 وتفكك الاتحاد السوفيتي- ابراهيم العلاف
توفي اليوم 31من آب -اغسطس الجاري ميخائيل غورباتشوف عن عمر ناهز ال (91) ونعاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقال انه كان زعيما نادرا ، وهذا شيء طبيعي لكن من تحدث عنه بحماس هم الرئيس الامريكي جو بايدن والزعماء الاوربيون وكلهم أجمعوا على انه كان قائدا وزعيما كبيرا غير مسار التاريخ كما انه كان رجل دولة احدث تغييرا حاسما وهم يقصدون دوره في تفكك الاتحاد السوفيتي السابق وقد استعدت منشورا كنت قد اصدرته قبل سنة تقريبا ورابطه التالي :
https://www.facebook.com/photo/?fbid=10227624432533340&set=a.1661700019326
وفيه قلت :"دائما اقول ان الاتحاد السوفيتي لم ينهار وانما تفكك وبقيت روسيا وترشقت وتخلصت من اعباء الجمهوريات . وانا اقول هذا اقرأ مقالا سبق ان احتفظت به للكاتبة كلارا فيريرا ماركيز ترجم ونشر في جريدة (الشرق الاوسط ) عدد 30-12-2021. والعنوان عنوان المقال هو ( من تنبأ بإنهيار الاتحاد السوفيتي ؟ ) . وتبتدأ الكاتبة المقال بعبارة انه في 25 كانون الاول 1991 استقال ميخائيل غورباتشوف من منصبه لعجزه عن تحمل الضربة التي تلقاها جراء وقوع انقلاب من جانب بعض القوى المتشددة قبل اشهر وتفاقم حالات استقلال الجمهوريات عن الاتحاد السوفيتي وكان غورباتشوف من خلال سياساته في طرح افكار ومبادئ (الغلاسنوست ) و(البيروسترويكا) أي (المصارحة ) و( إعادة البناء ) .. حاول اصلاح الفكرة الشيوعية لااستبادلها لكنه عجز عن احتواء القوى التي اطلقتها اصلاحاته وبذلك وصل الاتحاد السوفيتي الى نهاياته ولكل شيء نهاية .
قال غورباتشوف في آخر خطاب له :" ان النظام القديم انهار قبل ان يتوفر للنظام الجديد الوقت لبدء العمل " وقالت الكاتبة انها سألت عددا من المؤرخين والاقتصاديين عن ذلك فالمؤرخ المهتم بالحرب الباردة والاستاذ المتمرس في مدرسة جونز هوبكنز يقول ان الاتحاد السوفيتي تآكل من الداخل بسبب الفساد كما تدنت مستويات المعيشة . اما سيرغي غورييف استاذ علم الاقتصاد في معهد العلوم بباريس وعميد المدرسة الاقتصادية الجديدة في موسكو حتى سنة 2013 فقال ان الاقتصاد السوفيتي لم يستطع تحقيق نمو في الانتاجية واضطر غورباتشوف الى الاقتراض لتوفير مستويات معيشية مستقرة . وتقول يفغينيا الباتس المحررة في صحيفة نيو تايمز فترى ان سباق التسلح مع الغرب هو ما دق مسمارا في نعش الاقتصاد السوفيتي .
البروفيسور رادشينكو قال ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استغل كل ذلك وبعث القومية الروسية لتعزيز الوحدة الوطنية وحقق الاستقرار واقول انا كاتب هذه السطور اليوم إن هذا لايعني انه لايواجه مشاكل ومنها موقف الغرب منه ، وتدخله في اوكرانيا ، وتنافس النخب السياسية على السلطة ولربما غياب التطبيق الواقعي والحقيقي للنظام الديموقراطي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق