الأحد، 7 أغسطس 2022

باب لكش أحد أبواب الموصل ..................ا.د. ابراهيم خليل العلاف

                    صورة لباب لكش في الموصل وهو ابواب مدينة الموصل فتح سنة 1217 هجرية - 1802 ميلادية 

باب لكش أحد أبواب الموصل

ا.د. ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل

ومن عادتي ، عندما اكتب عن محلات ومناطق الموصل القديمة في جانبها الايمن واقصد المدينة القديمة التي تقع على الضفة اليمنى لنهر دجلة الخالد ، أُذكر القارئ ، بأن مدينة الموصل ، مدينة عريقة عمرها اكثر من 7000 سنة ، وانها من اقدم المدن في العالم المأهولة بالسكان – حالها حال مدينة دمشق ، منذ وجودها على الارض حتى لحظة كتابة هذه السطور .

وايضا احرص على ان أُذكر ، انها  كانت مسورة أي يحفها سور عظيم تحدث عنه الرحالة الكبير ابن جبير ، وان لهذا السور أبواب وكان عدد هذه الابواب يختلف من مرحلة تاريخية الى مرحلة تاريخية أخرى ، وان المؤرخ الموصلي الكبير الاستاذ أحمد علي الصوفي عندما أصدر كتابه الشهير ب( خطط الموصل) في سنة 1953 قال انها عشرة ابواب ، وكان يتحدث عن الفترات الاسلامية التي ابتدأت بتحرير وفتح الموصل سنة 16 هجرية – 637 ميلادية في عهد الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه .

 ومن هذه الابواب (باب القش)  وقد فتح سنة 1217هجرية - 1802 ميلادية ، والقش بلهجة اهلنا في الريف (الكش)  ، و(القش)  بلهجة اهل الموصل هو الحشيش اليابس من سيقان الحنطة يستعمل الناعم منه غذاءً للحيوانات .والطويل يُستخدم كحشوة ل(برادع أو جلالات)  الحمير في سوق البرضعجية المعروف في الموصل .وباب الكش او القش هو نفسه الذي يعرفه الناس بباب لكش ويقع بين باب الطوب وباب الجديد . والبعض يذهب في تفسير الاسم مذاهب شتى فهناك من يربط بين الباب والمقابر ويقول ان الاسم من باب الجهش والجهش هو البكاء على الموتى لكني اذهب الى التفسير الاول واعتقد بصحته . لكني اعتقد ان باب الكش أي القش هو الاقرب ولازلت اذكر وانا طفل في الاربعينات  والخمسينات من القرن الماضي عندما كنا نذهب الى ما يسمى ( سوق التبن) وهو في مدخل باب لكش من جهة باب الطوب لنبيع ما كنا نسميه (الحفاغة) وهو ما كنا ونحن اطفال وصبية نجمعه من بقايا (صبب  مفردها صبه ) الحنطة من الارض ونبيعه الى من كان يسمى (حيو ابو اللقط) في سوق التبن ببضعة فلوس .

وترون الى جانب هذه السطور صورة باب لكش

                                                                                     

واعلق واقول :" وأصل كلمة لكش هي القش فالاسم الحقيقي للباب هو (باب القش) ويلفظها الاعراب عندنا (الكَش) .من ابواب مدينة الموصل القديمة - العراق هدم في الثلاثينات بقصد فتح الشوارع وتطوير المدينة والموصل كمدينة كانت مسورة وفيها أبواب عديدة منها باب السراي وباب الطوب وباب الجديد وباب العراق وباب البيض وباب سنجار وباب العمادي وباب القلعة وباب الجسر والصورة ترجع الى اواخر القرن 19 .

الباب كما نجد في الصورة المرفقة  جميل ، وواسع وهو عبارة عن قوس من الحلان الموصلي الاسمر يرتكز على عمودين من الحلان وفوقه رخامة  ويغلق الباب  بباب  خشبي من سفاقتين وهو مليء بالمسامير الحديدية التي تقويه وفيه مزلاج حديدي كبير وكان هناك مخفر الى جانبه مخفر للشرطة يسمى (قلغ) أي مخفر بالمصطلح العثماني ،  وامام الباب ساحة فيها حوض ماء وارتفاع الباب حوالى (12) مترا ، وثمة رخامة في أعلى الباب فيها كتابة  اشار اليها المسيو نيقولا سيوفي  القنصل الفرنسي في الموصل (1878 -1893م ) ،  والمهتم بالآثار الاسلامية  في كتابه الموسوم ( مجموع الكتابات المحررة في ابنية مدينة الموصل ) والتي جمعها وحققها استاذنا الاستاذ سعيد الديوه جي وطبعت في مطبعة شفيق ببغداد سنة 1956  تقول :" أُنشيء البناء في شهر  محرم سنة الف ومائتين وسبع عشرة (1217 ) هجرية الموافقة للسنة 1802 ميلادية .. ومعنى هذا ان الباب فُتح في عهد الوالي محمد باشا بن محمد امين باشا الجليلي والي الموصل 1790 - 1806   ميلادية ، وقد تولى ولاية الموصل في العهد العثماني بين صفر سنة 1204 هجرية -  1790 ميلادية وحتى جمادى الاولى سنة 1221 هجرية أي 1806 ميلادية .

المهم كان الى جوار باب لكش (خان الجمس) ويقع خارج سور الموصل،  و(قهوة باب لكش)  ،وحمام باب لكش لصاحبها احد ابناء الاسرة الجليلية وهو يونس بك الجليلي 1822-1896 .

 

 

 

 

 

 

 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...