الأحد، 28 أغسطس 2022

الدكتور حسين مؤنس 1911-1996 رائد الدراسات الاندلسية في الوطن العربي


 


الدكتور حسين مؤنس 1911-1996 رائد الدراسات الاندلسية في الوطن العربي
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
في سنة 1996 ، توفي الاستاذ الدكتور حسين مؤنس رائد الدراسات الاندلسية والمؤرخ المصري الكبير .اليوم 28 من آب -اغسطس الجاري 2022 تمر الذكرى ال ( 111) لولادته رحمة الله عليه وطيب ثراه وجزاه خيرا على ماقدم .
قدم الكثير للمدرسة والمكتبة التاريخية العربية والمصرية والانسانية .كان باحثا جادا ، ومؤرخا نشيطا ثبتا ، وانسانا نبيلا .. تتلمذنا على مؤلفاته ، واعتز ان مكتبتي الشخصية تضم عددا من كتبه . كَتَبَ الدراسات والمقالات ، وحضر الندوات والمؤتمرات ، وتخرجت من تحت يديه الاف من الطلبة وكان توجهه الرئيسي هو الاهتمام بالتاريخ الاندلسي والحضارة الاندلسية واسهامات العرب والمسلمين فيها .
عمل في زيورخ و مدريد والكويت .. هو من مواليد مدينة السويس في 28 آب-اغسطس سنة 1911 ، متخرج في كلية الاداب - جامعة القاهرة .وكان متميزا منذ شبابه .. كان يحب التاريخ ويعشقه ويتضح هذا من اهتماماته بالدراسات التاريخية ، وتخصصه وابداعاته . وقد اهتم منذ بدء مسيرته العلمية باللغة الفرنسية واتقنها وترجم عنها .
ومن كتبه التي افدت منها كتابه الشهير ( الشرق الإسلامي في العصر الحديث) .. كانت رسالته للماجستير سنة 1937 عن (فتح العرب للمغرب وقد حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة زيورخ - سويسرا سنة 1943 ، وكان قبل ذلك قد درس في باريس لكن ظروف الحرب العالمية الثانية اضطرته للانتقال الى زيورخ ..وقد اشتغل في (معهد الأبحاث الخارجية) التابع لجامعة زيورخ بين سنتي 1943 - 1945 ، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عاد الى مصر ، فعين استاذا للتاريخ الاسلامي في قسم التاريخ بكلية الاداب - جامعة القاهرة سنة 1954 .
وبين سنتي 1955-1957 ، شغل منصب مدير عام في وزارة التعليم العالي وبعدها في سنة 1957 ، انتقل الى مدريد العاصمة الاسبانية ليدير ( معهد الدراسات الإسلامية ) في مدريد ، والذي اسسه الدكتور طه حسين سنة 1950 ، وبعدها عاد الى الكويت ليعين رئيسا لقسم التاريخ بكلية الاداب -جامعة الكويت بين سنتي 1961-1977 . عاد الى القاهرة ليترأس هيئة تحرير (مجلة الهلال ) ، وكان استاذ متمرسا ( غير متفرغ) في كلية الاداب - جامعة القاهرة .
الف كتبا كثيرة منها كتابه (فجر الاندلس ) ، ويعد من المصادر المهمة جدا ، وله ايضا كتاب ( تاريخ المغرب وحضارته من قبل الفتح العربي إلى بداية الاحتلال الفرنسي) ، وكتاب ( معالم تاريخ المغرب والأندلس) ، وكتاب ( تاريخ الجغرافية والجغرافيين في الأندلس) ، وكتب عن ( الحضارة ) ، وعن ( المساجد) ، وعن (التاريخ والمؤرخون العرب) وله كتاب عن رحلته الى الاندلس ، واسهم في اخراج ( اطلس تاريخ العالم) .
ولاننسى جهوده في الترجمة والتحقيق فله اسهامات طيبة ومنها على سبيل المثال تحقيق كتاب (الحلة السيراء) لابن الأبار في مجلدين،والكتاب يترجم لأعلام ورموز الأندلس والمغرب حتى القرن السابع الهجري الثالث عشر الميلادي .
ايضا له باع طويل في مجال الترجمة وكان يتقن عدة لغات فضلا عن العربية والفرنسية فهو يتقن الانكليزية والاسبانية ومن ترجماته كتاب (تاريخ الفكر الأندلسي للمستشرق الاسباني الكبير (جونثالث بالنثيا) ترجمه عن الإسبانية، وهو اي هذا الكتاب يعد موسوعة في الادب والشعر الاندلسيين .
الرجل كات قاص وكاتب متميز وله كتابات ابداعية كثيرة ومنها في مجال الرحلات والتراجم . كرم في عهد الرئيس جمال عبد الناصر بجائزة الدولة التشجيعية في العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعيةسنة 1965.
احتاج الى وقت وجهد كبيرين للاحاطة بكل ما قدم ويحتاج الرجل الى ان تكتب عنه اكثر من رسالة ومؤلفاته وكتاباته تعد مصادرا رئيسية وقمين بشاباتنا وشبابنا ان يعيدوا قراءة ما قدم الدكتور حسين مؤنس ومنهجه التاريخي منهج واضح فهو يلتزم بكل الشروط وضوابط البحث من حيث العودة الى الجذور ورؤيته ايجابية وهي انه يركز على اظهار الجوانب المشرقة في تاريخنا وحضارتنا العربية والاسلامية في جناحها الشرقي وجناحها الغربي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل

                                                                    الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ   صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...