نزار قباني ..الشاعر وصورته
-ابراهيم العلاف
ولااكتمكم سرا ، انني احب الشاعر الكبير المرحوم نزار قباني 1923-1998 ، ولازلت اقرأ له ، واسمع قصائده المغناة عبر اليوتيوب في شبكة المعلومات العالمية -الانترنت .وبيدي الآن وانا اكتب هذه السطور قصاصة كنت اقتطعتها قبل سنوات لمقال كتبه الشاعر الكبير نزار قباني وعنوان المقال ( الشاعر وصورته) في مجلة ( الاسبوع العربي) واعرف العدد . ومما قاله ان ثمة انفصام حاد بين بعض شعرائنا وشعرهم ،بين سلوكهم على الورق وسلوكهم في الحياة ،وبين حقيقتهم الشعرية وحقيقتهم البشرية وقال ان هذا يشغل باله كثيرا ويقول ان التطابق بين الكاتب وكتابته شيء في منتهى الاهمية .اذ لايمكن للشاعر ان يكون حمامة في الليل ،وذئبا في النهار . ويتسائل الشاعر نزار قباني في هكذا حالة ويقول :" وانا لاافهم كيف يمكن لشاعر ان يتحدث عن المثل الاعلى ولايطبقه ،وان يتغنى بالجمال ونفسه مسكونة بالبشاعة وان يكتب عن الطهارة ولسانه غارق في الوحل .
طبعا انا اعرف ان نزار قباني انسان ملتزم وما على لسانه هو مافي قلبه يعبر عن احاسيسه بكل صدق وشفافية لايداهن ولا يخاف ولايجامل يقول للابيض ابيض وللاسود اسود وللرمادي رمادي لانه يدعو الى الايمان بقدسية الكلمة ويرى ان على الكاتب او الشاعر ان يحقق التوازن بينه وبين واقعه .كان يقول الشاعر مثل رجل الدين ومثل الاستاذ الجامعي لابد ان يتحلى بمناقبية معينة فليس من المعقول ان يوعظ الناس في النهار ويرتاد بيوت الدعارة في الليل .
ثمة نقطة اخرى ينكرها الشاعر نزال قباني على بعض الشعراء تعاونهم مع المستبد ومع الظالم في الايقاع بزملائهم ان للشاعر سلطة لاتقل عن سلطة الحاكم وهي سلطة حقيقية غير مرئية بمعنى انها متغلغلة في وجدان الناس وذاكرتهم واخيرا يرى نزار قباني وهو محق وصادق "ان العمل الشعري هو من اعمال الطهارة والنقاء وعلى الذين يكرهون الاستحمام كل يوم ويرفضون ارتداء الملابس الانيقة كل يوم /ان يعودوا الى الغابة " .
ما أجمل ما كتبه نزار قباني وهذا الكلام ينطبق على عموم المثقفين الملتزمين او من يعدون انفسهم اصحاب رسالة فالتطابق بين ما يقوله المثقف وما يفعله أمر مهم وضروري لكي تتأسس له سلطة شرعية يعترف بها الناس .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق