الأربعاء، 24 أغسطس 2022

معركة مرج دابق ووقوع بلاد الشام تحت السيطرة العثمانية في ذكراها ال ( 506) ا.د.ابراهيم خليل العلاف

                                                             معركة مرج دابق قرب حلب -سوريا


معركة مرج دابق ووقوع بلاد الشام تحت السيطرة العثمانية في ذكراها ال ( 506)
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
واليوم 24 من آب - اغسطس 2022 تمر الذكرى ال (506) لوقوع معركة مرج دابق وسيطرة العثمانيين على بلاد الشام .. وللتاريخ اقول وللتاريخ فقط وليس لأية غاية او هدف آخر اقول ان معركة مرج دابق من المعارك الفاصلة في تاريخ الدولة العثمانية ووطننا العربي الكبير .وقد وقفت عند هذه المعركة قبل أربعين سنة في كتابي الجامعي المنهجي ( تاريخ الوطن العربي في العهد العثماني 1516-1916) وصدر عن مطبعة جامعة الموصل سنة 1982.
ومما قلته ان المماليك كانوا يحكمون الجزء الغربي من المشرق العربي ويضم الشام ومصر والحجاز واليمن ، وذلك منذ ان انتزع المماليك السلطة من الايوبيين في منتصف القرن الثالث عشر .
ويقينا ان الدولة المملوكية ، عانت من تدهور في اوضاعها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعسكرية بعد تغير طرق التجارة واكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح 1498 م وتحول تجارة اوربا مع الشرق الى هذا الطريق الجديد بدلا من مرورها بمصر .وقد فقد المماليك موارد مالية كبيرة كانوا يحصلون عليها من الضرائب على البضائع التي كانت تنقلها القوافل عبر اراضيهم .
كما ان المماليك في انظمتهم العسكرية اصبحوا متخلفين عن العثمانيين الذين طوروا انظمتهم العسكرية ؛ فأدخلوا المدفعية والتدريب العسكري الحديث .وقد اتجه العثمانيون بعد انتصارهم على الدولة الصفوية الفارسية في معركة جالديران سنة 1514 للتوسع على حساب المماليك في بلاد الشام ودخلت العلاقات المملوكية - العثمانية مرحلة صعبة وصلت الى حد المواجهة والحرب وكان السبب المباشر لوقوع الحرب وتقدم العثمانيية للسيطرة على بلاد الشام هو تهديد الدولة العثمانية لحدود الدولة المملوكية وذلك عندما هاجمت امارة ذو القدر (دلغادر) وهي امارة تركمانية صغيرة في الجنوب الشرقي من الاناضول على الحدود مع الشام وعاصمتها (مرعش) تأسست في منتصف القرن الرابع عشر الميلادي وكان اميرها متحالفا مع المماليك معترفا بتبعيتهم وضمها لااليها بحجة عرقلتها سير جيوشها اثناء تقدمها لمحاربة الصفويين متعاونة في ذلك مع دولة المماليك نفسها .
وهكذا قامت الحرب بين الدولتين وجرت معركتها الحاسمة على ارض في سوريا تسمى (مرج دابق ) في 24 اب سنة 1516 بالقرب من مدينة حلب وكان السلطان سليم الاول 1512-1520 يقود الجيش العثماني .اما الجيش المملوكي فكان بقيادة السلطان قانصوه الغوري 1500-1517 ولم يكن ثمة تكافؤ بين الجيشين ؛ فالجيش المملوكي يعتمد على الفروسية والخطط الحربية البالية ولم يستطع الوقوف امام الجيش العثماني وكان يستخدم المدفعية وتكتيكات القتال الحديثة ولعبت الخيانة ايضا دورها فقد اصطف اثنان من الامراء المماليك مع العثمانيين وهما خايربك نائب حلب وجان بردي الغزالي نائب دمشق وقد قتل القائد المملوكي وانسحبت القوات المملوكية الى مصر وتحدث المؤرخ المصري الكبير ابن زنبل عن كل هذا وقال ان المماليك " تركوا اثقالهم واموالهم وختاروا سلامة الروح " .
دخل السلطان سليم الاول مدينة حلب وقُرئت الخطبة في في مسجد الملك الظاهر بإسمه ووصفه الخطب بعبارة ( مالك الحرمين الشريفين) فنهض من مكانه وقال للخطيب (بل انا خادم الحرمين الشريفين) وتوجه بعدها الى دمشق وسيطر على البلاد الشامية كلها ونظم امورها الادارية والقضائية والبلدية والعسكرية وبدأ يخطط للسيطرة على مصر فبلاد الشام مفتاح مصر وخاض معركة اخرى مع المماليك هي (معركة الريدانية) في 23 كانون الثاني سنة 1517 ، وانتهت بهزيمة المماليك ودخول العثمانيين مدينة القاهرة في اليوم السادس والعشرين من الشهر ذاته وبذلك هوت الدولة المملوكية التي امتد حكمها من سنة 1250 وحتى سنة 1517 م ولتلك قصة اخرى سنرويها في مقال آخر .
خر

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل

                                                                    الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ   صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...