الانسان والنسب
ابراهيم العلاف
اولا اقول لكم تصبحون على خير وسعادة وبركة ، ولكن قبل ان اغادركم اريد ان اتحدث قليلا عن موضوع بات يشغل الناس وهو ( النسب وصلتنا به ) ، وانا دائما أقول لايوجد انسان ظهر من الحائط ، فلكل منا نسبه وانا من عشيرة العنزة فخذ العبدالله ومن اسرة ال حمو الجمعة العلاف ، لكني لا اقيم كثيرا من الاهمية للنسب بقدر ما اؤكد على شيء علمنا اياه اساتذتنا في الابتدائية وهو الاخلاق القويمة ، وكانوا دوما يتمثلون بقول الشاعر :
نعم النسب مهم ، وضروري معرفته والرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال :" تعلّموا من انسابكم ما تصلون به أرحامكم " .ومن هنا انا اقول ان الانسان الاصيل ، الاصيل حقا ، هو من يتخلق بالاخلاق والاداب والسلوكيات القويمة لا ان يقول انا من العشيرة الفلانية وانا ان اردت الاستعانة بافراد العشيرة لتفعل كذا وكذا ويأخذ يهدد بعنجهية فارغة وبتعصب يعكس جهله وتخلفه .
نعم جيلنا جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية 1945 ، لم يكن يهتم كثيرا بالنسب ، واهل الموصل كانوا يتسمون بالمهن والحرب لا العشائر والقبائل لكن جيلنا كان يسلك سلوكا اخلاقيا قويما .. كنا نحاول الاستقامة ، ونلتزم الصدق ، ونتحدث عن منفعة الناس والتعاون معهم واحترام من هم اكبر منا سنا والعطف على من هم اصغر منا ..للاسف الان حدث انفلات وهناك من لايحترم الكبير ولايعطف على الصغير .
اقول ان استاذي وشيخي ، واساتذتي وشيوخي ومنذ الابتدائية كثيرون ، ومنهم المرحوم الاستاذ عبد الرحمن صالح ( أبو صديقي الاستاذ الدكتور سهيل ) وكان من السادة الحيالية ونسبه يرجع الى الامام علي بن ابي طالب عليه السلام ورضي الله عنه الا انه كان يكتب اسمه هكذا (عبد الرحمن صالح) كان مربيا فاضلا ومؤدبا متميزا واستاذا للتاريخ لايوجد مثله كتب في كتابه المخطوط باربع مجلدات( كتاب العمر ) وانا نقلت هذا من الصفحة (80) من كتابه سنة 1972 وكان حيا يقول بعد ان ذكر نسبه وانه من قريش كتب يقول :" أما النسب الاصيل ، فهو ما يخطه المرء بنفسه ، يجلبه بخلقه وسيرته ، تخطه التقوى بأحرف كريمة المعاني ، واعمال تحمل الخير وتستوجب الرضا مصداقا لقول رب العزة والجلال :ان اكرمكم عند الله اتقاكم " .
اقول انا مؤمن بكل كلمة كتبها شيخي واستاذي ، مع انه لم يدرسني وانا اعمل بما قاله .وانصح الجميع ان يعتزوا بأنفسهم وبما يحققوه من منافع للناس وان لايُسيئوا لعشائرهم ولأهليهم بل يخدموا عشائرهم واهليهم بالخير والعمل الصالح ....................تصبحون على خير وسعادة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق