الاثنين، 28 فبراير 2022

جامع الشيخ محمد الزيواني في محلة باب البيض في الموصل


 جامع  الشيخ محمد  الزيواني  في محلة باب البيض في الموصل

 

ا.د. ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل

 

قبل ان اتحدث لكم عن جامع الشيخ محمد الزيواني في محلة باب البيض وهو من الجوامع العريقة  في الموصل  اطلعكم على هذه الصورة التي التقطتها لكم عصر يوم 3 من نيسان الجاري 2021 لما تبقى من جامع الزيواني وهو من الجوامع التاريخية القديمة في محلة باب البيض بالجانب الايمن من الموصل حيث السور او (البدن ) والبدن سيظل عالي البنيان مهما فعلوا وبالغوا في التدمير .والجامع اليوم يحتاج الى صيانة  كما ترون في الصورة المرفقة هذه :

 

 

                                               الوصف: C:\Users\user\Desktop\صورة جامع الزيواني.jpg

 

 وجامع الزيواني بُني واسس سنة 1193 هجرية - 1779 ميلادية أي ان عمره اكثر من قرنين واثنين واربعين سنة (242) سنة ، وكان يسمى مسجد الشيخ محمد الزيواني ، والشيخ  محمد الزيواني   رجل صالح ،  وشيخ جليل ، ومتصوف طيب وله قصة ارويها لكم الان وملخصها ان هذا الجامع  يُعد  من معالم محلة باب البيض وهي من المحلات العريقة في الجانب الايمن من مدينة الموصل .

ومحلة باب البيض واحدة من أعرق محلات ( أحياء ) مدينة الموصل القديمة في جانبها الايمن ويقع عندها أي عند هذه المحلة احد ابواب مدينة الموصل ، وهو ( باب كندة او باب البيض)  . كما ان جزءا كبيرا من سور مدينة الموصل التاريخية يحيط ببعض جوانبها ويسمى هناك (البدن ) ، ولايزال شامخا حتى كتابة هذه السطور 28-2-2022

هذا فضلا عن ان احد ابناء هذه المحلة وهو الكاتب والآثاري الاستاذ عبد الله أمين اغا الف كتابا عنها بعنوان ( محلة باب البيض الكبرى ) واصدرته مكتبة الجيل العربي بشارع النجفي في الموصل سنة 2004 .

وجامع الشيخ محمد الزيواني .الجامع يقع في محلة باب البيض لذلك يسمى ايضا جامع باب البيض ..بُني الجامع سنة 1193 هجرية أي سنة 1799 ميلادية (القرن 18) الميلادي في العهد العثماني .   ومئذنته مبنية بالآجر فيها زخارف ونقوش مبنية على قاعدة من الحجارة المهندمة . ويقع  باب محلة (باب البيض) الى جانب مدخل او باب جامع الشيخ محمد الزيواني ، وكما هو معروف فأنه  في اواخر الاربعينات من القرن الماضي انهار جزء من المنارة بتأثير زلزال ضرب الموصل . وفي سنة 1967 ضربت الموصل عاصفة قوية في الليل وسقط رأس المنارة الحديدي على الارض وبقيت المنارة بدون رأس منذ ذلك الوقت ولم تمتد اليها يد الصيانة ..

وفي محلة باب البيض كما تعرفون معالم شاخصة ولاتزال مع انها قد هدمت وخاصة  عند سيطرة عناصر داعش على الموصل وحرب تحرير الموصل منهم 2014-2017 ومن هذه المعالم (قلغ العكس ) والقلغ كلمة تركية تعني   مخفر وفيه برج المراقبة العثماني والذي كان يضم الحرس عند باب البيض  وكان الى جواره الخندق ثم باب البيض أي البوابة ويقع الى جواره (جامع   الشيخ محمد الزيواني)   وتاريخ هذا الجامع  كما قلت ُ آنفا  يعود الى سنة 1799 ميلادية ، وهو من الجوامع المعروفة وله مئذنة مبنية بالآجر وتقوم على قاعدة مبنية بالحجارة المهندمة وكان في هذا الجامع مدرسة دينية هي (المدرسة الاحمدية) ،  وفي المدرسة خزانة كتب أي مكتبة فيها الكثير من المخطوطات التي ذكر عناوينها الدكتور داؤد الجلبي في كتابه الكبير (مخطوطات الموصل ) .

كتب شيخنا واستاذنا الاستاذ سعيد الديوه جي عن جامع الزيواني في كتابه (جوامع الموصل) ، وظهرت طبعته الاولى في مطبعة شفيق ببغداد سنة 1963 وقال ان المؤرخ الموصلي الكبير محمد امين العمري (1738-1788) ميلادية تحدث عن ( الشيخ محمد الزيواني)  في كتابه (منهل الاولياء ومشرب الاصفياء في سادات الموصل الحدباء ) ، وقال انه مدفون في مسجد صغير يقع وسط المباني مباني الناس وبيوتهم وقريبا من السور وله قبة تُزار وهو احد المشايخ الصالحين وعندما توفي ، دفن في المكان نفسه الذي كان قد اتخذه تكية له وفي سنة 1193 هجرية -1779  ميلادية قام احد رجالات الجليليين وهو سليمان باشا بن محمد امين باشا الجليلي بهدم القبة قبة الشيخ محمد الزيواني ،  واشترى عدة بيوت  والحقها واضافها الى الجامع ووسعه واتخذه جامعا كبيرا قال عنه انه كان فخما وجميلا  تؤدى به صلاة الجمعة وفتح فيه مدرسة في وسط فنائه  وشاركه في عمله هذا اخوه محمد باشا الجليلي وهو من تولى ولاية الموصل ، واخته الحاجة حمراء خاتون وامهم  الحاجة حليمة خاتون .

في جامع الشيخ محمد الزيواني   قبة ، ومنارة ، ومدرسة ، ومصلى ، وتعلو المصلى قبة جميلة على شكل نصف كرة تستند الى اساطين مثمنة من الرخام وفي زوايا المصلى تحت القبة مقرنصات فوقها مثمن تستند عليه القبة ومكتوب في اعلى اربع جهات المصلى (البسملة وآية الكرسي) و(انما يَعمر مساجد الله (الى ) اولئك هم الفائزون ) والكتابة داخل شريط عرضه (30) سنتمتر وهي بارزة من الجبس) وفوقها الواح على شكل شبابيك بعضها مفتوح كل ثلاثة منها في جهة ، وهي مزخرفة في اعلاها بزخارف جبسية ، يعلو هذا شريط مزخرف بزخارف جبسية جميلة تحيط بالقبة .

وللأسف ، القبة متضررة تحتاج الى صيانة  كما هو حال المنارة  ، ومحراب الجامع من المحاريب المهمة يعود الى القرن 18 الميلادي ، وحول المحراب (جامات)  كبيرة خالية من النقش ، والكتابة ومكتوب فوق قوسه الآية الكريمة ( كلما دخل عليها وكريا المحراب (الى) سميع الدعاء ) ، وفوق هذا تاريخ هو سنة 1193 هجرية أي 1779 ميلادية .

وفي الجامع مصلى للحنفية، ومصلى آخر للشافعية . وللمصلى ثلاثة ابواب وهي من المرمر ، وقبة الشيخ الزيواني بسيطة تقع غربي المصلى ، ولها باب من المصلى ، والجامع غني جدا بالكتابات وابيات الشعر واسماء من بنوه وانفقوا عليه وعمروه  كان هذا موجودا في الستينات في الاروقة امام المصلى .. وفي داخل المصلى ، وقد تصدعت بعض سقوف المصلى وللجامع بابان احدهما يتجه الى الغرب قريب الى الباب باب محلة باب البيض ، والباب الثاني في جهة الشرق وهو اصغر من  الباب الاول ، ومطلع القصيدة  الموجودة في الباب الاول وتتألف من عدة ابيات نظمها المؤرخ والشاعر محمد امين العمري مطلعها :

لقد انشأ السادات بيت عبادة  ***** رجاء ثواب في غد وختام

وعلى الباب الثاني ايضا ابيات للمؤرخ والشاعر العمري محمد امين مطلعها :

تطوع ابناء الامير وآله  ***** بإنشاء بيت للمهيمن جددا

وكان في الجامع مدرسة دينية هي (المدرسة الاحمدية  ) ، وفيها خزانة للكتب والمخطوطات ، وفيها غرف للطلاب ، ووقفية تنظم  الصرف على الاساتذة والشيوخ والخدم ، واعيد تجديدها  أي تجديد المدرسة  اكثر من مرة وكان فيها ( دار للقرآن ) ، يدرس فيها القرآن الكريم وعلومه وأرخ بناؤها المؤرخ محمد امين العمري ايضا بقصيدة والبيت الاخير بحساب الجمل او التاريخ الشعري يساوي سنة 1193 هجرية 1779 ميلادية يقول :

يقول لسان الحال فيه مؤرخا ***** (بنائي لأحياء العلوم تقررا ) سنة 1193 هجرية .وبني في الجامع دارا للحديث في غربي الجامع على يمين الداخل من باب الجامع المجاور لباب محلة باب البيض وفي وسط حوش او فناء الجامع كان هناك (شاذروان ) او ميضأة للوضوء وعليها كتابات شعرية من جهاتها الاربعة ولا اعرف  مصيرها اليوم ، وكان في الجامع ( سبيلخانة)  أي مكان لسقاية الماء ايضا لا اعلم مصيرها ، وكان مكتوبا على باب منارة جامع الزيواني :

زهت كعرس الحسن عجبا فأرخت ***** وقالت وصدق القول الله الكريم .

وممن درس في مدرسة الجامع المؤرخ محمد امين العمري ( المتوفى سنة 1788 ميلادية ) ، والملا جرجيس الاربلي (توفي 1791 ميلادية ) ، ويوسف افندي بن رمضان الواعظ (توفي 1838 ميلادية ) والحاج داؤد افندي بن احمد الوضحة (المتوفى سنة 1936 ) وفي الستينات من القرن الماضي كان يدرس فيها الشيخ ابراهيم افندي الحبيطي .

ادعو من بيده الأمر الى اعادة بناء وتعمير وصيانة هذا الجامع وعمره كما قلت اكثر  من قرنين ونصف قرن تقريبا .    

الأحد، 27 فبراير 2022

حروب وثورات وانقلابات وصراعات وأحداث عاصرتها .............. ا.د.ابراهيم خليل العلاف

                                        الاستاذ الدكتور ابراهيم العلاف يترأس جلسة مناقشة اطروحة دكتوراه


حروب وثورات وانقلابات وصراعات وأحداث عاصرتها

ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
وقد يسألني أحد الاحبة ، بعدما كتبتُ عن بغداد كما عرفتها في الستينات ، وعن سيارات في حياتي عن ماذا رأيت في حياتي منذ ولادتي في كانون الاول سنة 1945 ؛ فأقول أنني من جيل مابعد انتهاء الحرب العالمية الثانية 1945 ، وقد شاهدت ، وانا طفل صغير المقاتلين المتطوعين العراقيين ومنهم والدي المرحوم خليل احمد الحامد العلاف يتطوع في جيش القائد فوزي القاوقجي 1948 ، ويذهب الى سوريا ، ومن ثم الى فلسطين ليلتحق بهذا الجيش .
كما سمعت ، وانا طفل اخبار ما سمي في تاريخ العراق المعاصر ( الوثبة ) ، وثبة كانون الثاني واسقاط معاهدة بور تسموث 1948 .
وشاهدت تظاهرات سنة 1953 ضد الحكم الملكي في العراق ، وسمعت بثورة يوليو -تموز 1952 في مصر وبالرئيس الخالد جمال عبد الناصر وانجازاته وعايشت فترة النهوض القومي وقيام الجمهورية العربية المتحدة ووحدة مصر وسوريا في 22 من شباط 1958 .
وفي 1956 اخذنا نسمع اخبار العدوان الثلاثي على مصر 1956 بعد قرار مصر تأميم قناة السويس ، وفي صبيحة 14 تموز1958 تجمعنا امام بناية بريد الموصل لنؤيد ثورة 14 تموز سنة 1958 والتي قام بها الضباط الاحرار .
وبعد ذلك وقعت احداث الموصل والتي نسميها حركة الشواف 1959 وماحدث عندما قام العقيد الركن عبد الوهاب الشواف آمر موقع الموصل بحركة مسلحة ضد الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة 1958-1963 وما نتج عن ذلك من صراع دوي بين القوميين والشيوعيين .كما تابعت التحولات الاشتراكية في مصر والعراق وسوريا وكانت تسمى القرارات الاشتراكية ومن ضمنها التأميم واتباع سياسة الحياد الايجابي وعدم الانحياز الى اي من المعسكرين الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية والاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي السابق .
كما سمعت وقرأت عن انقلاب 8 من شباط 1963 واسقاط نظام حكم الزعيم عبد الكريم قاسم ، وما نتج عن ذلك من تطورات سياسية وكنت انذاك وبين 1964-1968 طالبا في قسم التاريخ بكلية التربية - جامعة بغداد وبعدها وفي السنة الاخيرة من دراستنا في بغداد رأينا احداث انقلاب 17 تموز 1968 ومن ثم علمنا وخبرنا بكل التطورات التي حدثت بعدئذ وفي سنة 1969 وكنت قد تخرجت واصبحت مديرا لمتوسطة فتح في الشورة تم اعتقالي على اني عضو في الحركة الاشتراكية العربية قبل 1968 وتم تسفيري الى مديرية الامن العامة ببغداد لكن اطلق سراحي بعد اسبوع .
وتابعت كل الاحداث من 1969 حتى 1979 في عهد المرحوم احمد حسن البكر رئيس جمهورية العراق وكنت استاذا في قسم التاريخ بكلية الاداب - جامعة الموصل ومن ثم رئيسا لقسم التاريخ بكلية التربية ولمدة 15 سنة من 1980-1995 ومن ثم مؤسسا ومديرا لمركز الدراسات التركية - الاقليمية ولعدة مرات حتى 2013 حين تقاعدت ونلت مرتبة استاذ متمرس .
شاهدت وانفعلت بالكثير من الاحداث ، ومنها حرب اكتوبر -تشرين الاول 1973 واسقاط خط بارليف ، وتوقيع معاهدة السلام المصرية -الاسرائيلية ومن بعد ذلك نشوب الحرب العراقية الايرانية 1980-1988 ومن بعدها حرب الكويت والحصار والغزو الامريكي للعراق 2003 ، واسقاط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين .
كما عاصرت حروبا اقليمية ودولية وصراعات اهلية وانقلابات كثيرة في منطقتنا وفي العالم منها على سبيل المثال الثورات الفلسطينية وثورة الجزائر ، وحرب فيتنام ، وحرب كوريا ، وازمات بورما ، واحداث اندنوسيا ، وانقلابات سوريا ، وانقلابات العراق ومنها انقلاب تشرين الثاني 1963 وانقلابات السودان ، وانقلابات اليمن وانقلاب ليبيا 1969 واحداث كوبا والثورة الثقافية في الصين ، وتفكك الاتحاد السوفيتي وماجرى فيه بعد ذلك واحداث ماسمي ب(الربيع العربي) ، وغير ذلك من الاحداث التي كان لها انعكاسات اقتصادية واجتماعية وثقافية واخيرا ما حصل عندما ظهرت جائحة كورونا 2019 وتداعياتها ، والان ومنذ يوم 25-2-2022 نعيش اجواء الغزو الروسي لأوكرانيا وتداعياته .
هذه بعض الاحداث التي رأيتها ، ولدي الكثير من الاحداث التي لم اذكرها ، فأنا احتاج الى وقت طويل لكي اوثقها لكم - احبتي الكرام - وقسم منها يتعلق بما كان يجري في العراق او ايران او تركيا ولي الكثير من الكتابات عن تلك الاحداث واذكر ما جرى في ايران سنة 1979 وما حدث في تركيا وتناولت كل ذلك في كتابي عن تاريخ تركيا المعاصر وكتابي (نحن وتركيا) وكتابي عن (تاريخ العالم الثالث) وكتابي عن ( التاريخ الحديث لايران وتركيا) وقسم منها مشترك مع زملائي .
كما لا أنسى احداث الغزو الامريكي لبنما 1989-1990 ، والتدخل الامريكي في افغانستان 7 أكتوبر- تشرين الأول 2001 ، ومن قبل ذلك احداث حرب ناكورنو كارباخ 1988-1994 .وحرب البوسنة والهرسك 1992-1995 وماجرى في طاجكستان 1992-1997 وحرب كوسوفو 1998-1999 والحرب بين اثيوبيا وارتيريا 1998 -2000 وحرب الشيشان 1999-2009 وماجرى في غزة والضفة الغربية وفي لبنان وفي دول الخليج العربي وفي المغرب العربي من احداث وما يتعلق بتراكمات ارتفاع وانخفاض اسعار النفط وما ينجم عنها وغير ذلك من الاحداث الكثيرة التي نحتاج الى مجلدات لتدوينها او حتى لذكرها بشكل مختصر .
هذا ملخص للاحداث التي شاهدتها في حياتي او سمعت عنها واعتقد ان التاريخ قائم على الصراع صراع الارادات وصراع المصالح وسوف لن تنتهي الصراع ولا الحروب ابدا .ومع هذا فعلى البشر ان يميلوا الى السلم والتفاهم والتعاون الدولي فهذا اجدى واهم للعالم ولمستقبل الانسان .


 

مهنة الحدادة وسوق الحدادين في الموصل ......................... ا.د. ابراهيم خليل العلاف

الصورة من صفحة (صوت الموصل) الفيسبوكية ورابطها التالي :https://www.facebook.com/sound.mosul/photos/basw.AbrOtXm-8jCoB69HDzIT2zG-iFJqMBFFHK46SFQR8chMo8Ayk9-ctRhfm-In5lxAWIJ81GWnHFIkPkdyRMPhnSeFw1djJm

 

مهنة الحدادة وسوق الحدادين في الموصل 

ا.د. ابراهيم خليل العلاف 
استاذ التاريخ الحديث المتمرس –جامعة الموصل 


وكما سبق ان قلت فإن الموصل مدينة تجارية كما انها مدينة زراعية وصناعية .والموصل من المدن العريقة التي يرجع تاريخها الى 7000 سنة وانها من المدن التاريخية القليلة القديمة المأهولة بالسكان وهي لاتزال تقارع محن الزمان ومصائبه وعبر العصور وهي محاطة بالجبال والصحراء والسهول لهذا فهي مدينة جاذبة وهي عقدة مواصلات وهي مركز من مراكز التجارة العالمية وهي احدى محطات طريق الحرير الشهير لهذا كثرت الاسواق فيها واتسعت نشاطات هذه الاسواق وتنوعت البضائع التي تحتويها بحيث لا تكاد تريد شيئا او تحتاج شيئا الا وتراه في الموصل .
وقد كان من آثار ذلك كله ان اتسعت اسواق الموصل وتنوعت وثمة احصائية رسمية عثمانية تعود الى سنة 1911 تشير الى ان عدد اسواق الموصل كان (3062 ) سوقا . وتقع معظم اسواق الموصل في وسط المدينة وتمتاز بالسعة والازدحام ووفرة البضائع . ولدينا اسماء لاسواق كانت موجودة في الموصل منذ مئات السنين ولاتزال قائمة . ومن هذه الاسواق جهار سوق او سوق المربعة وجهار سوق الذي يقع اليوم في محلة شهر سوق يتكون من اسواق اربعة وهناك سوق القتابين وسوق التبن وسوق الشعارين وسوق الحبالين وسوق القصابين وسوق الحبالين وسوف العطارين وسوق البزازين وسوق السراجين وسوق الدواب وسوق الطعام وسوق الاربعاء وسوق باب الجسر وسوف السقط وسوق النجارين وسوق الفحامين وسوق الاساكفة وسوق الغنم وسوق الصوافة وسوق الهرج وسوق الميدان وسوق الايمنجية وسوق القوندرجية وسوق اللولجية وسوق السوفاجية وسوق القزازين وسوق الجقمقجية وسوق الصياغ وسوق الجيته جية وسوق الكبابجية وسوق باب العراق وسوف باب السراي وسوق باب الطوب وسوق القصابين وسوق الصوافة وسوق الحنطة وسو التحفجية وسوق الحدادين .
وسوق الحدادين من اقدم اسواق الموصل ويقع في منطقة الميدان أو باب الجسر مقابل بناية البلدية القديمة والتي هي اليوم بعد ان هدمت البلدية ساحة وقوف للسيارات
وسوق الحدادين سوقان الاول يختص بصنع الادوات المنزلية من قبيل محمل حبوب الماء والمناقل والسلاسل الحديدية والابواب والشبابيك الحديدية وابواب الدكاكين والثاني يقع قريبا عنه وفي مدخل سوق منارة جامع الاغوات ويسمى سوق تحت المنارة ( تحت البناغة ) وهذا السوق يتخصص ببيع المحاريث وادوات الزراعة والحصاد .
وسوق الحدادين الاول لايزيد طوله على 50 مترا وتتناثر الدكاكين على جانبيه واغلب الدكاكين تكون بوضع منخفض عن الشارع حتى يستطيع الحداد ممارسة عمله امام كورة النار والسندان بيسر وسهولة .وللدكان باب حديدي استبدل في ايامنا هذه بما يسمى ( الخبنك ) وكلمة الخبنك كلمة فارسية تعني الباب .
وعادة ما يكون للحداد خلفة وصانع وتلميذ والتلميذ عادة ما يكون ابن الحداد او احد اقرباءه ويضمن هذا تواصل تعلم المهنة وامتدادها جيلا بعد جيل
والحدادة مهنة شريفة ومقدسة وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم في موضع يتعلق بالحديد قال تعالى في سورة سبأ الاية ( 10) بسم الله الرحمن الرحيم : (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ ، وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10) صدق الله العظيم
وكان للحدادين في الموصل صنف خاص يقوده شيخ الصنف وكان الحدادون يعودون اليه في كل ما يتعلق بالمهنة وعلاقتهم بغيرهم من ذوي المهن الاخرى وقد حافظ شيخ الصنف على علاقته بجماعته على افضل ما يكون وكان لاسرة اللوس وهي اسرة مسيحية مكانة محترمة بين ابناء صنف الحدادة .
ويشير الاستاذ بهنام سليم حبابة في كتابه (الاسر المسيحية في الموصل ) الى ان اسرة اللوس الحداد كانت اسرة كبيرة وكان شيخهم هو اسطيفان اللوس في محلة القلعة بجانب بيت يعقوب فرجو وكان حدادا معروفا ومن اولاده ايليا وفتح الله وكان ايليا قد اصبح مديرا لاحد البنوك في مدينة العمارة اما فتح الله فكان موظفا صحيا سكن كركوك منذ اكثر من نصف قرن وقد التقاه الاستاذ بهنام سنة 2010 ولهم اخت اسمها مادلين كانت تعمل خياطة وهي والدة صائب ايليا من بيت عرق السوس وهناك اولاد عم لايليا وفتح الله وهما الاستاذ بشير اللوس مؤسس متحف التاريخ الطبيعي في بغداد والمتخصص بعالم الطيور العراقية وقد خصصت له حلقة من برنامجي هذا برنامج (موصليات ) .اما بهنام فقد كان يعمل في بلدية الموصل ترك المسيحية واعتنق البهائية وتزوج واحدة من البهائيات .
ثمة قصة اريد ان ارويها عن الحداد اسطيفان وهي ان شابا جاء الى الموصل يبحث عن عمل وادعى انه له خبرة بالحدادة والتقى اسطيفان الحداد في سوق الحدادين وقام الحداد اسطيفان بتشغيله خلفة له في الدكان وكان هذا في سنة 1904 وظل يعمل في دكان الحداد وبعد قيام الحرب العظمى وهو الحرب العالمية الاولى سنة 1914 وقيام الانكليز بإحتلال البصرة سنة 1914 واحتلال بغداد سنة 1917 واحتلال الموصل سنة 1918 اتضح ان الشاب الذي اشتغل عند الحداد اسطيفان اللوس في سوق الحدادين بالموصل ليس الا الكولونيل جيرارد ليجمن الذي عين حاكما سياسيا على الموصل بعد احتلالها من قبل الانكليز .وكما هو معروف فإن ليجمن عنما كان يعمل في سوق الحدادين متنكرا كان ضابطا في الاستخبارات البريطانية وان جمع معلومات كبيرة عن الموصل واهلها وكان يتقن اللغة العربية واللهجة البدوية وهو نفسه الذي قتله فيما بعد الشيخ ضاري الزوبعي فيما بعد عندما انتقل ليكون حاكما لمنطة الليم السياسي (الانبار ) في يوم 12 اب سنة 1920 وفي حادثة شهيرة بحادثة (خان النقطة ) بين بغداد والفلوجة .

مهنة الساعجي في الموصل ..................... ا.د. ابراهيم خليل العلاف

                                                                    وعد الله الساعاتي 
                                                                    وعد الله الساعاتي 


مهنة الساعجي في الموصل


ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل 

والساعجي هو من يبيع الساعات ويشتريها  ومن يصلحها واصلها من كلمة الساعة واللاحقة التركية (جي) بمعنى (صاحب الساعات ) . والساعات انواع فهناك اليدوية وهناك الجدارية وهناك المنضدية وهناك وهناك . وفي اللغة العربية يقول الاستاذ شعلان عبد فتحي في كتابه عن (اللاحقة التركية جي ) نقول (ساعاتي)  والساعاتي هو الحرفي الذي يقوم بصنع وتصليح الساعات ولكن الان وبعدما اصبحت الساعات تصنع عبر آلات ومكائن فان معظم صانعي الساعات يقومون باصلاح الساعات فقط وقد كانت الساعات التي تصنع باليد هي اصل حرفة صنع الساعات والدلالة على جودة صنع الساعة وقد يُطلب من صانعي الساعات الحديثين اصلاح الساعات الحائطية القديمة او تصليح الساعات اليدوية وكان المرحوم الدكتور محمد صديق الجليلي خبير  التراث العربي  يصنع الساعات الشمسية او المزاول ولدينا في الموصل اكثر من مزولة منها المزولة الموجودة مقابل جامع النبي يونس عليه السلام .

وفي الموصل أسر تتسمى باسم آل الساعاتي واذكر صديقنا المرحوم الاستاذ الدكتور اكرم الساعاتي رئيس قسم الهندسة المعمارية في كلية الهندسة – جامعة الموصل واذكر (ثلج الساعاتي ) واذكر (وعد الساعاتي ) ووالده وتخصصه ببيع وشراء وتصليح الساعات واذكر صديقي الاستاذ الحاج وعد الله المعاضيدي الذي الف كتابا بعنوان (قصة الساعة ) ومما قلته وانا اعرض الكتاب في مقال لي منشور في شبكة المعلومات العالمية (الانترنت) :" وكتاب (قصة الساعة ) ، قرأته من الغلاف الى الغلاف كيف لا ومؤلفه من عشاق الساعة ومن مقتنيها ومن المهتمين بالساعات وعبر زمن طويل . عالج موضوعات كثيرة تتعلق بالساعات وتواريخ صناعتها وما قيل عنها وانواعها ومكوناتها وكيف تطورت من الساعات الرملية والنارية . كما وقف عند ما قيل عن الساعة في الادب العربي .
قدم للكتاب السيد محمود حسن محمد ال اطليان النعيمي رئيس الرابطة العربية للنسابين ومؤرخي العشائر ومما قاله في تقديمه ان الساعة مبتدأ الزمن ، وعداد الدهور والعصور وحكايات الحياة والتاريخ والكتاب يتحدث عن الساعات وانواعها وتاريخها واوائل المشتغلين في تصليحها في الموصل وفي الكتاب اشارة الى المحامي البغدادي ناجي جواد الساعاتي والذي اشتغل وابوه بتصليح الساعات في بغداد والف كتابا بعنوان ( قصة الوقت)    .
إن مما حرص المؤلف ان يتحدث عنه هو ان الحاج وعد الله الساعاتي من اسرة موصلية امتهنت تصليح وبيع الساعات في الموصل ابا عند جد ، وان والد الاستاذ وعد الله السيد شريف اشترى ساعة من سوق الهرج وكانت عاطلة وذهب بها الى المرحوم عبد الفتاح الساعاتي وطلب منه تصليحها لكن هذا اعتذر وقال انها لاتصلح وقد اشترى منه الشيد شريف ( ملقطا ومفكا ) وعاد الى البيت واصلحها عندئذ بدأ المرحوم عبد الفتاح الساعاتي يعطيه ساعات عاطلة ليصلحها واتخذ له دكانا في باب الطوب ثم في باب الجسر ثم في ركن من سوق الصرافين وفي باب الميدان وكان ذلك سنة 1920 واشتهر كأفضل من يصلح الساعات وانتقلت الخبرة الى ولده السيد وعد الله الذي بات يمتلك محلا كبيرا لبيع وشراء وتصليح الساعات في شارع غازي ( الثورة ) واتذكر انا انني بعته ساعة ذهب اهداني اياها ملك البحرين السابق ب(400 ) دولار خلال الحرب العراقية -الايرانية .
ويروي السيد وعد الله بن السيد شريف الساعاتي قصصا عن ساعات تعود الى عهد السلطان عبد الحميد الثاني 1876-1909 قام بتصليحها .ومن مصلحي الساعات في الموصل المرحوم توفيق احمد الخفاف وولده مؤيد والمرحوم عبد الرحمن سنجاري وولده ميسر والحاج حسن المصلاوي قي سوق الهرج وهناك الساعاتي نافع اللوس ودكانه كانت مجاور مقر وكالة شركة دخان غازي الاهلية الاهلية في شارع غازي .. وكانت تجارة الساعات رائجة في الموصل والعراق .
الكتاب ممتع وملذ وجميل اشد على يدي مؤلفه متمنيا له التوفيق .بقي ان اقول ان المؤلف الحاج وعد الله جار الله المعاضيدي من مواليد سنة 1941 وهو خريج دار المعلمين الابتدائية في الموصل سنة 1959 عمل في التعليم واحيل على التقاعد سنة 1990 وهو عضو الجمعية العراقية للتصوير -فرع نينوى وله مؤلفات اخرى منها كتابه ( بلدة طيبة ورب غفور ) وكتاب ( لاضرر ولا ضرار ) وكتاب ( عشائر اعالي دجلة : المعاضيد ) وكتاب ( صحتك بين يديك ) وكتاب نهر الخابور وهو في طريقه الى الطبع .
في الكتاب صور جميلة للساعات وانواعها .. كما ان فيه ملحق ببعض المقالات التراثية التي سبق له ان كتبها وهي عن الحمامات والمقاهي في الموصل وعن الباجة والكبة والكباب والموني.

*صور الاستاذ وعد الله الساعاتي من صفحة موصل .انستا الفيسبوكية ورابطها التالي :

https://www.facebook.com/mosul.instaa/photos/basw.AbrC5eSK9X7YPNH6ZY5pDLazye1W2HICjwmYZqBTm_r18pLRpv76it1LjKAW2FYLtLE2SHPDftU1

 

السبت، 26 فبراير 2022

قنطرة حجي توتو في الموصل .............ا.د.ابراهيم خليل العلاف



 



قنطرة حجي توتو في الموصل

ا.د.ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل

وقبل ان اتحدث عن قنطرة  حجي توتو ،  القريبة من الجامع النوري الكبير  ،  لابد لي ان اقف قليلا عن القناطر وهي من معالم مدينة الموصل القديمة وواحدة من طرزها المعمارية ، انها القناطر المعقودة عبر الازقة والتي تنتشر في العديد من المحلات او الاحياء الموصلية وبالرغم من قدم الزمان وتوالي السنون وتعرض الموصل للتخريب والتدمير خلال سيطرة عناصر داعش على الموصل والتي امتدت لثلاث سنوات 2014 -2017 ومعارك التحرير التي خاضها جيشنا الباسل والقوات الامنية لتحرير الموصل فإن بعض هذه القناطر لاتزال شاخصة تتحدى الزمن وتتحدى الحرب .

 وطبيعي قسم من هذه القناطر  قديمة ترجع الى القرن الثامن عشر والتاسع  عشر في بنائها  ومنها قناطر كبيرة ، ومستقيمة ، ومنها  صغيرة وملتوية وامتداد القناطر الزمني  طويل ولقد كانت هذه القناطر مرتبطة بالأزقة والمحلات .

وفي  الدراسة المسحية الميدانية التوثيقية  للمهندس الصديق  الاستاذ احمد نظام احمد شكر الموسومة :  ) قناطر الموصل واقعها وجدوى المحافظة عليها  ) ، والموجودة ضمن كتابه الذي اصدره قبل ايام  تشرين الاول 2017 بعنوان :  ( تراث الموصل العمراني ) نجد ان عدد القناطر الموجودة في الموصل لحين انجاز هذه الدراسة 2013  وصل الى ( 22 ) قنطرة ازيل عدد منها للأسف الشديد ودمر الاخر بسبب الحرب الاخيرة .

لقد تعرضت عدد من القناطر الى الهدم .كما اغلقت بوجه المارة بعض القناطر

ويقينا ان كثيرا من القناطر اصابها الاهمال وذلك لأسباب منها انتقال مالكيها للسكن في ضواحي المدينة .

وهنا لابد ان اذكر الاحبة بأن القنطرة هي الجسر وما ارتفع فوقه من ببنيان فالقنطرة تربط بين بيتين او وغالبا ما يبنى على الجسر غرف مضافة تستفيد من مساحة امتداد القنطرة وسقف القنطرة مبني على الريازة المعروفة ب(المهد ) او عقدة المهد بخلاف ما هو موجود من قناطر في عدد من المدن العربية حيث تستخدم الالواح الخشبية  في التسقيف كما هو في مدينة الرياض بالسعودية .

ومن سمات قناطر الموصل انها كما قلنا تربط بين جانبي زقاق او طريق  بقصد اضافة مساحات او فضاء يستثمر في بناء غرف او مسالك ومرافق وممرات وداخل القنطرة هناك مصاطب  لجلوس المارة المتعبين وهي ايضا ملاذ للسابلة تقيهم من حر الشمس او من المطر وهي تختلف من حيث التخطيط والقياسات والوظائف وبعضها مستقيم وبعضها ملتوي وغالبا ماكانت تشيد على طرفي الازقة وهناك قناطر لاتؤدي الى منافذ اي بلهجة الموصليين (قنطرة ما تطلع ) ويكون للقنطرة في كثير من الاحيان مدخل يؤدي الى الدور السكنية .

لانعرف تاريخ قناطر الموصل ولكن ثمة دلائل تشير الى انها كانت موجودة منذ ما قبل الفتح الاسلامي للموصل سنة 16 هجرية =637 ميلادية وكانت  الموصل تزخر بالقناطر منذ القرن الاول الهجري – السابع الميلادي ، وانه كان فيها مطلع القرن العشرين مئات القناطر .

ولعل السبب في كثرة القناطر في الموصل توفر المواد الاولية من الجص الابيض الموصلي والصمان والحلان والمرمر الازرق – الفرش وحتى الجرار والاواني الفخارية التي تستخدم في بناء القناطر من خلال خزنها في زوايا وسقوف القناطر وهي متوفرة في محلة الكوازين  .

فقط اريد ان اذكر بأن للقناطر موقع في الموروث الشعبي الموصلي ، فكثيرا ما اقترنت القنطرة بالجن وبأن هذه القنطرة او تلك مسحورة وانها تنغلق ليلا على من يلجها لذلك كان الاهالي يوصون ابناءهم بأن يحملوا معهم سكينا يؤشرون بها على الحائط اقصد حائط القنطرة الى ان يخرجون منها وتزداد المشكلة تعقيا عندما نعرف ان القناطر كانت مظلمة وقد يتراءى للداخل اليها  اشباحا او جنا او شيئا من هذا القبيل .

اخيرا فإن بعضا من قناطر الموصل ، ومن جراء تكرار التبليط خسرت القناطر اجزاءا من ارتفاعها وصل  في بعضها الى المتر وطبيعي ان ذلك اعاث الكثير من الخدمات وخاصة في دخول وسائل النقل والتنظيف والاسعاف .

ثمة احصائية لقناطر الموصل ال  ( 22 )  تتوزع على 7 في حوش الخان و3 في شهر سوق و2 في محلة الامام عون الدين و3 في محلة الرابعية و2 في محل السوق الصغير وواحدة في كل من باب البيض الغربي والامام ابراهيم والاوس وعبدو خوب والشيخ محمد  وباب العراق .

الذي يهمني اليوم ان اشير الى ان القنطرة التي اكتب لكم عنها وهي ( قنطرة الحاج توتو  ) وقنطرة الحاج توتو وتقع في محلة الاوس - الجولاق او محلة الساعة في الجهة الشرقية من المحلة في الجانب الايمن من مدينة الموصل والمدخل الشرقي للقنطرة يطل على شارع الجامع النوري الكبير الذي يربط شارع الفاروق الجديد بمحلة السرجخانة درسها الاخ الاستاذ أحمد نظام محمد في كتابه (تراث الموصل العمراني أبحاث ودراسات ) وصدر بعمان 2017 وذكرها الحاج الاستاذ عبد الجبار محمد جرجيس في مقال له عن القناطر في الموصل وذكرها الاخ الاستاذ بلاوي فتحي الحمدوني في كتابه (مباحث في تاريخ وتراث الموصل )وصدر في عمان 2017 واشرت اليها في مقالي عن قناطر الموصل وحلقتي عن القناطر ضمن برنامجي التلفزيوني (موصليات) من على قناة الموصلية الفضائية وعلى مسافة غير بعيدة عن قنطرة حجي توتو .

قنطرة حجي توتو اي الحاج توتو و(ال توتو) اناس معروفون منهم الحاج طلب القصاب وهم من بناها اواخر القرن 19 وطولها 6.63 متر وعرضها 2.40 متر وارتفاعها 1.65 مترا وهي اليوم تعيق تنقل الناس ولم تكن عند بناءها كذلك لكن تبليط الطريق المار بها ولأكثر من مرة زاد في ارتفاع الارض وكان ارتفاعها قبل التبليطات المستمرة معقولا ومن الطريف ان فوق القنطرة غرفة تعود لأسرة ال توتو وبيتهم الملاصق لمدخل القنطرة الغربي وفي الغرفة شبابيك ولحين قيام الاستاذ أحمد نظام الدين بدراستها سنة 2012  كانت بحالة جيدة وقيمتها التراثية محفوظة وهي تربط طريق يبدأ من منتصف شارع الجامع النوري الكبير الى الطريق المؤدي الى جامع الصفار في شارع نينوى. وأيضا الى شارع الفاروق قرب الباب الآخر للجامع. وهي من الممرات الموصلة لعدة تفرعات لطرق داخلية في محلة الأوس.

اخبرني الصديق الاستاذ محمد الشمام بأنه التقط فيها صورة مؤرخة يوم 27 من اذار سنة  2010 وكانت جيدة جدا كما تظهر لنا الصورة المرفقة ذلك .                                                   

ولا أعلم الان مصيرها ، لكن الصديق الاستاذ ارقم سليم اخبرني "  انها تعرضت خلال عمليات تحرير الموصل من سيطرة عناصر داعش 2017 الى اضرار جسيمة جدا  مما ادى الى هدمها وازالتها ولا  أثر  لها اليوم مع الاسف الشديد " .وكان زقاق القنطرة من الجهة الشرقية يطل على وسط شارع الجامع النوري الكبير الرابط بين شارع الفاروق والسرجخانة .

مسجد الامام ابراهيم في الموصل







مسجد الامام ابراهيم في الموصل

ا.د. ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث المتمرس جامعة الموصل

ومسجد الامام ابراهيم في الموصل ، من المساجد العريقة ،  والقديمة ، والمعروفة في الجانب الايمن من مدينة الموصل . وقد كتبت عنه اكثر من مرة كما انني قدمت عنه حلقة من برنامجي التلفزيوني (موصليات) بعنوان ( حجر الامام ابراهيم في الموصل ) ، وما قدمته متوفر على شبكة اليوتيوب . ومسجد الامام ابراهيم هو الذي اعطى الاسم للمحلة الواقعة بين محلتي رأس الكور والنبي جرجيس في الموصل ، وقد تعرض المسجد خلال سيطرة عناصر داعش وحرب تحرير الموصل 2014-2017 الى كثير من التدمير ، لكن الخيرين والحمد لله اعادوا بناؤه وتم بعثه من جديد .

ومسجد الامام ابراهيم ، ورد ذكره في بعض المدونات التاريخية القديمة وفي بعض المصادر  على انه ( مزار الامام ابراهيم)  عليه السلام ، والامام ابراهيم المجاب عليه السلام ورضي الله عنه هو ابن الامام موسى الكاظم بن الامام جعفر الصادق بن الامام محمد الباقر بن الامام زين العابدين بن الامام الحسين بن الامام علي بن ابي طالب عليهم السلام ورضوان الله عليهم اجمعين وهو مسجد قديم اتخذه بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل مشهدا ومزارا .

ولعل من ابرز من ذكره هو المؤرخ الموصلي والعلامة الشيخ أحمد بن بكر الخياط المتوفى سنة 1780 في كتابه الموسوم ( ترجمة الاولياء في الموصل الحدباء ) والذي حققه ونشره شيخنا واستاذنا الاستاذ سعيد الديوه جي وطبع في مطبعة الجمهورية في الموصل سنة 1966 . ومما قاله انه هو من بنى مسجدا في فناء  مزار الامام ابراهيم سنة 1836 ، وان اخاه محمد افندي بن الخياط هو من تحمل نفقة البناء لهذا فالمسجد يسمى ايضا مسجد ابن الخياط ، وانه بنى فيه مدرسة علمية دينية هي مدرسة ابن الخياط وكان فيها خزانة  كتب كبيرة فيها الكثير من المخطوطات التي اشار اليها المرحوم الدكتور داؤد الجلبي في كتابه الشهير (مخطوطات الموصل) وان هذه المخطوطات نقلت فيما بعد الى مكتبة الاوقاف في محلة النبي شيت في الموصل .

كان مسجد الامام ابراهيم اوسع مما هو عليه اليوم قبل فتح شارع سوق الشعارين ثم توسيعه اي توسيع الشارع سنة 1951 لكن فتح الشارع قضم الكثير من مساحته  وضيقها واقتصرها على مساحة قليلة وقد ادركته وصليت فيه خلال الخمسينات من القرن الماضي فهو قريب من محلتي التي نشأت فيها وهي محلة رأس الكور .

يقول المؤرخ احمد بن الخياط الموصلي المتوفى سنة 1780 ميلادية :"  انه في سنة 1252 هجرية -  1837 ميلادية بنى مسجدا في فناء الامام ابراهيم من مال محمد افندي بن الخياط وعرف المسجد بمسجد ابن الخياط وكتب فوق باب المصلى ( انما يعمر مساجد الله من آمن بالله وباليوم الاخر واقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش الا الله فعسى اولئك ان يكونوا من المهتدين ) سورة التوبة الاية (17) و(قد سعى بعمارته العبد الفقير احمد الشهير بابن الخياط وذلك في شهر رجب الغر الواقع في سنة 1252 هجرية -1837 ميلادية ) ويظهر انه اكتمل البناء في سنة 1257 فقد كتب على المحراب :" كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا " ال عمران الاية ( 37) سنة 1257 هجرية – 1842 ميلادية .

وفي سنة 1257 هجرية -1842 ميلادية  بنى له مدرسة في المسجد وصار يدرس فيها وهي التي عرفت فيما بعد وادركتها انا بمدرسة ابن الخياط واوقف في المدرسة مخطوطات مختلفة ذكرها الدكتور داؤد الجلبي  في كتابه (مخطوطات الموصل) وكان يدرس قبل ذلك في مدرسة الصائغ قبل ان يبني مدرسته وقد توفي في الموصل سنة 1285 هجرية – 1869 ميلادية وكان احمد بن الخياط عالما جهبذا يعظ في جامع النبي جرجيس ويخطب يوم الجمعة في جامع الباشا ويدرس في المدرسة التي انشأها في فناء الامام ابراهيم .

نيقولا سيوفي في كتابه ( مجموع الكتابات المحررة في ابنية مدينة الموصل ) والذي عني بتحقيقها ونشرها شيخنا الاستاذ سعيد الديوه جي سنة 1956 وعندما تحدث عن محلة الامام ابراهيم ذكر (مزار الامام ابراهيم) وقال ان فيه مصلى ومحراب وضريح وحوش .وانه عمر اكثر من مرة منها عمارة احمد بن الخياط الموصلي التي اشرت اليها آنفا سنة 1285 هجرية -1869 ميلادية .كما ان  الضابط العثماني السيد محمد طاهر بك ميرآلاي عمره سنة 1290 هجرية – 1874 ميلادية ، ومن الذين عمروه المرحوم مصطفى جلبي الصابونجي  في مطلع الخمسينات من القرن الماضي ..

فوق (مصلى المسجد ) كانت الآية الكريمة ( يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان لهم فيها نعيم مقيم ) التوبة (21) .وفي صدر (المحراب)  الاية الكريمة ( الصابرين والصادقين والمنفقين والمستغفرين بالاسحار شهد الله انه لااله الا هو واولوا العلم قائما بالقسط لااله الا هو العزيز الحكيم . ان الدين عند الله الاسلام ) وفي قوس المحراب (البسملة وآية الكرسي)   وفوق ذلك (انما يعمر مساجد الله ...).

كان في المسجد (باب الحضرة وهو ضمن المصلى مصنوع من الخشب فيه صفاقة من اليمين وصفاقة من الشمال  وعلى الصفاقتين ايات قرآنية واسماء الائمة الاطهار . وقد نقلته مديرية الاثار القديمة العامة الى متحف القصر العباسي ببغداد) وقد صنعه الاسطه نوري بن يونس رحمة الله عليه وكمل عمله في 498 هجرية – وعلى جهات الضريح الاربعة مكتوب ( هذا مشهد الامام بن الامام الامام ابراهيم المجاب عليه رحمة الملك الوهاب بن جعفر الصادق بن محمد بن سيدنا ومولانا زين العابدين والحجة البالغة على العالمين علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب رضى الله تعالى عليهم اجمعين ) وتحت الكتابة البسملة وآية الكرسي وتحت الكتابة السابقة داخل ست دوائر 1.شهد الله انه لااله الا هو والملائكة 2. واولو العلم قائما بالقسط 3. لااله الا هو العزيز الحكيم سنة  هجرية 1290- 1874 ميلادية  4. الصابرين والصادقين 5. والقانتين والمنفقين 6. والمستغفرين يالاسحار .

كان في الجدار الشرقي في حضرة الامام ابراهيم حجر بازلتي خلع من الحائط سنة 1937 ووضع في دار الاثار العربية  وقد رويت قصته وهو ان الامير ابراهيم الجراحي  من انصار الشيخ عدي بن مسافر الهكاري جاء به من مكة المكرمة وفيه صورة الكعبة ليكون تذكارا لزوجته المتوفاة حنيفة بنت القرابلي ومن صنعه نحات في مكة اسمه عبد الرحمن بن ابي حرمي المكي وطوله 33 سم وعرضه 15 سم ويضم اول رسم عرفناه للكعبة وكان ذلك اواخر القرن 12 الميلادي .وقد حمله معه من مكة الى الموصل وعمر المسجد ووضع الحجر التذكاري ليخلد ذكرى زوجته وليبارك حياتها ويجلب لها الدعاء .

 

 


 

صنع الطرشي ومحلات بيعه في الموصل


 

صنع الطرشي ومحلات بيعه في الموصل  

ا.د. ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل

ومن معالم مدينة الموصل محلات بيع الطرشي ...والطرشي الموصلية مشهورة في العالم بجودتها وبتنوع موادها وبنكهتها فمنها المدبس ومنها الحامض ..ومن ابرز محلات بيع الطرشي  اليوم اقصد عند كتابة هذه السطور في 26 من شباط 2022 ( طرشي الشفاء ) ومركزها الرئيسي في محلة النبي شيت قرب بريد الموصل ..ولها فروع في مناطق ومحلات اخرى داخل الموصل وفي بغداد .. وطرشي الشفاء لها تاريخ طويل يمتد الى قرابة 70 عاما وقد اكتسبت شهرة كبيرة في العراق ومؤسسها هو ( الحاج شيت خضر حسن ال جحلة )  رحمه الله ويدير المحلات اليوم اولاده واحفاده ومن اولاده الاصدقاء الحاج موفق والحاج مؤيد وقد عرفت الحاج شيت منذ 50 سنة وهو رجل صالح وطيب وصادق.كما ان محلات بيع الطرشي ال السماك فلهم محلات بيع الطرشي ( طرشي السماك) وارجو ان لايزعل علي باعة الطرشي الاخرين  فهم كثر لكني كمؤرخ لابد ان اقف عند باعة الطرشي ممن تركوا بصمة وممن اشتهروا بصناعة الطرشي الممتاز وهنا لابد ان أُذّكر بالحاج طه الملك والذي كان يسمى (ملك الطرشي في الموصل ) ولي عنه مقال منشور في شبكة المعلومات العالمية – الانترنت وفيه قلت :"  من الوجهاء الذين لايزال ابناء الموصل يتذكرونهم، ويتذكرون مواقفهم . ويقينا انني لا امتلك الكثير من المعلومات عن هذا الرجل الذي ذاع صيته ، ولكن اقول انني عرفته قبل 50 سنة ولم يكن عمري يتجاوز ال15 سنة وكان ولده شاكر صديقي وكنت اعرف دكانه للطرشي في باب السراي في الموصل وبيته ومعمله في محلة العكيدات ..

وكنتُ اسمع انه متزوج بأكثر من امرأة ..وقد ارسل لي الصديق الحاج ايثار احمد الديري صوة له فشجعني ان اكتب عنه وان استجمع ذكرياتي التي تمتد لاكثر من نصف قرن وكل ما أعلمه ان الحاج طه الملك من (الحياليين ) وانه طه بن عبد الله بن خليل وكان رجلا طيبا متدينا وكان اقرب الى الملك (بفتح اللام ) لحسن اخلاقه وتدينه وطيبته ومحبة الناس له وكانت الاسرة تسكن في بداية امرها في محلة باب العراق القريبة من محلة العكيدات وقد اشتهر بمعمله ودكانه الذي يبيع فيه الطرشي بأنواعه المختلفة حتى انه اعلن مرة في جريدة "العمال " الموصلية بعددها 23 الصادر في 25-11-1931 ان في معمله ودكانه " عشرة انواع من الطرشي منها :خيار خشن -خيار ناعم-ترعوز-طماطة-زيتون بحزاني أسود -زيتون دمكا اخضر -لهانة -ثوم عجم وكلها مرباة بالخل والكاري سعر الحقة الكبيرة اربع انات (الانة 4 فلوس ) والمشتري مٌخير ان شاء اخذها مع ماء طرشي او بلا ماء طرشي وهذا التنزيل (أي التخفيض ) المهم خاص ليوم الاثنين والخميس من كل اسبوع من الساعة الثامنة الى الساعة العاشرة صباحا ومن الساعة الرابعة الى الساعة السادسة مساء وسعر بطل الخل البكر اثنان وذلك اعتبارا من يوم الخميس 3 كانون الاول 1931 فأنتهزوا الفرصة".

كان الحاج طه الملك قد اشتهر بعمل الطرشي وذاع صيته في معظم مدن العراق وقد اشترك في معرض للانتاج الزراعي والصناعي اقيم في الموصل خلال الاربعينات وفاز بلقب "ملك الطرشي " .وقد تحداه احد صناع البقلاوة في الموصل من ال الحلبي وقال انه عاجز عن صنع البقلاوة فأقدم كما حدثني احد المسنين قبل سنوات على عمل البقلاوة فتهافت الناس لشراء بقلاوة الحاج طه الملك وتركوا بقلاوة ذلك الرجل الذي تحداه وقد سمى الموصليون الحاج طه الملك ب"ملك البقلاوة " كذلك .

عرف الحاج طه الملك بنوجهاته الوطنيه ، وتبرعاته . وكثيرا ما نشرت صحف الخمسينات ما كان يقوم به من اعمال خيرية فعلى سبيل المثال نشرت جريدة "العاصفة "لصاحبها الاستاذ عبد الباسط يونس في 12 تموز 1953 خبر تبرعه لدار يقع في شارع الفاروق القديم ليكون مقرا للميتم الاسلامي وعلقت الجريدة على هذا الخبر بقولها :"ان الحاج طه الملك كتب بذلك صفحة مشرقة في سجل العمل الانساني واعطى درسا فاصلا لاصحاب الاموال " . وفي العدد 1961 من جريدة " فتى العراق " الصادر في 4 حزيران 1956 ورد بأن الحاج طه الملك سبق ان وزع على مرضى مستشفى الامراض الصدرية 250 دينارا وقد شكرت له رئاسة صحة لواء الموصل "هذا اللطف واليوم يقدم الدكتور حسين توحلة مدير المستشفى شكره وتقديره للحاج طه الملك لزيارته للمرضى والمصدورين وتوزيع 35دينارا و250 فلسا عليهم " ..

وفي سنة 1958 وجه الدكتور عثمان احمد رئيس صحة لواء الموصل (محافظة نينوى ) كتابا اشار فيه الى " ان الحاج طه الملك صاحب معمل الطرشي هو انسان سبق ان تبرع للفقراء والمرضى في المستشفى واخرها تبرعه بمبلغ 400 اربعمائة دينار بمناسبة العيد للمستشفى الملكي (الجمهوري فيما بعد)    .

بالمناسبة فإن حفيده الدكتور سعد داؤد طه الملك اليوم هو من اصدقائي في الفيسبوك ، وهو ايضا عضو معي في" اتحاد كتاب الانترنت العراقيين " ........ رحم الله الحاج طه الملك وجزاه خيرا على ما قدم لمدينته ووطنه .

اعود الى صناعة الطرشي فأقول ان الدكتور ذنون الطائي تحدث عن بائع الطرشي في كتابه ( مهن وحرف موصلية قديمة ) اصدره سنة 2014 وقال فيه ان الموصل تشتهر بكثرة محلات بيع الطرشي وان الطرشي مهنة متوارثة ويتم عمل الطرشي بتخمير أي بما نسميه نحن في الموصل (كبس الطرشي) ومواد الطرشي التي تستخدم في (الكبس او التخمير ) كثيرة منها الخيار – اللهانة – ثوم العجم – الترعوز – الزيتون – القرنبيط وغير ذلك بالماء والملح لمدة تزيد عن الثلاثين يوما حيث توضع بما نسميه (البرنية ) من الفخار والبرنية والبراني اوان من الفخار تصنع في الموصل وكانت الطرشي تكبس في البراني والسداد من الخشب لكنها اليوم وفي زماننا الحاضر تكبس في حاويات من البلاستك وبعد ان تظل في الحاويات المدة المقررة تستخرج من الحاويات وتغمس بالماء حتى تتخلص من الاملاح ويضاف اليها (الخل) والكاري وبعض التوابل وغالبا ما اسميها انا بالمطيبات وعندئذ توضع في اوان وتباع للناس كما نرى في الصورة المرفقة لهذا الكلام في محل لطرشي الشفاء.

 


صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل

                                                                    الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ   صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...