الخميس، 3 فبراير 2022

البايسكلجي في الموصل



البايسكلجي في الموصل

-ابراهيم العلاف
ومنذ ان كنا صغارا في الابتدائية خلال السنوات الاولى من خمسينات القرن الماضي عرفنا الدراجة الهوائية او ما نسميه بالبايسكل وكان من يؤجر البايسكل هو البايسكلجي وال(جي) هنا ملحقة تركية تعني (صاحب) فهناك الجايجي والعربه جي والاطرقجي والتفنكه جي والباجه جي .وقد الف صديقنا الاستاذ شعلان عبد فتحي كتابا عن بعنوان : اللاحقة التركية (جي ) نشره سنة 2018 .
وتشير المدونات التاريخية الى ان فكرة صنع الدراجة الهوائية تعود الى السنة 1791 وكانت الدراجة اول الامر بسيطة وبدائية وفي سنة 1855 قام رجل فرنسي اسمه أرنست ميشو بتطوير الدراجة لتأخذ بعدها شكلها النهائي المعروف لنا وقد عرف العراقيون الدراجة الهوائية ايام حكم العثمانيين وفي السنوات الاولى من القرن الماضي اي القرن العشرين .وبمرور الزمن صارت الدراجات الهوائية تتهادى في شوارعنا .
واذا كان الشيء بالشيء يذكر فان اول من استورد البايسكل في الموصل هو عمه التاجر المرحوم عزيز فتحي وكان هو من اعطى لهذا البايسكل اسمه للشركة التي صارت تنتج بايسكل الحدباء وكان له محل في محله مقابل مركز الشرطة العام ثم في محله الثاني في السوق العصري وسط الموصل في باب الطوب وكان انسانا فاضلا يلبس العقال واليشماغ والزبون .كما ان من تجار الدراجات الهوائية في الموصل ايضا السيد محمود الحاج سعيد مقابل سوق الهرج قرب محل الكهربائي غانم طه الحاج مجيد .
ومهنة بيع البايسكل جديدة في العراق ومهنة تصليح البايسكل من قبل البايسكلجي جديدة ايضا في العراق بدأت مع دخول الدراجة الهوائية الى العراق والبايسكل باللغة الانكليزية BICYCLE الدراجة الهوائية وكان في القرب من محلتنا رأس الكور مؤجر للبايسكلات اسمه حازم السوفاجي البايسكلجي وكان في رجله عوق لكنه كان انسانا فاضلا كنا نؤجر من البايسكل لربع ساعة بكذا فلس كما كان هناك ايضا رمضان البايسكلجي في محلة رأس الكور . وعندما اجتزت امتحانات الدراسة الابتدائية 1959 اشترى لي والدي بايسكل من محل الكهربائي ففي رأس الجادة المرحوم الحاج هاشم البصو وكان صديقه وكان حجم البايسكل (28) .وكان البايسكلجي ولايزال يبيع الادوات الاحتياطية للبايسكل مثل الاطارات والجوب والقعدة والويل والكيدون والقائش والبايدرات وكانت هناك انواع او ماركات للبايسكلات منها (هركليس - الحدباء - داوس - -كومريد - بغداد - هيرو - فيليبس ) .
كان هناك من يؤجر البايسكل لقضاء اشغال فالساعة بدرهم كما يقول الدكتور ذنون الطائي في كتابه ( مهن وحرف موصلية قديمة ) لكن الاطفال يؤجرون البايسكل للهو والتسلية في المحلة ومن الطريف انني وجدت مؤخرا في بارك بيشمركة في مدينة اربيل كشكا لتأجير الدراجات الهوائية بمختلف انواعها واتذكر ان هناك اقبالا من الفتيات والفتيان على تأجير البايسكلات بانواعها ومنها ما هو مشترك بين الفتيات والفتيان الساعة بعشرة الاف دينار .هذا فضلا عن انواع مختلفة من دراجات الاطفال .
وكثيرا ما تنحصر اعطال البايسكل بالثقوب في اطاراته او ما نسميه (البنجر) وهناك الدراجات البخارية (الماطورات) .وحتى الدراجات الهوائية اليوم دخلت عليها تقنيات جديدة من حيث السرعة والبريك والشكل وهناك دراجات تستخدمها الفتيات خاصة كما ان هناك اليوم مباريات في سباقات الدراجات الهوائية وتشجيعا لاستخدماها حفاظا على البيئة .
ولاانسى ان موزع البريد كان يستخدم البايسكل في جولته بين الاحياء لتفريق الرسائل بين اصحابها كما ان من يجبي اجور الماء والكهرباء من الدور قد يستخدم الدراجة الهوائية وسمح لنا عندما كنا تلاميذا في المتوسطة ان نأتي الى الدوام صحبة دراجاتنا الهوائية فنقول بربطها بواسطة قفل خاص وفي اماكن مخصصة ثم ندخل الى المدرسة .
ومن الطريف ان نذكر انه حتى الخمسينات كانت الشرطة في الالوية ( المحافظات) تُصدر اجازات سوق لدراجة هوائية حالها حال السيارة ولدي نماذج من هذه الرُخص والاجازات قسم منها صادر من مدير شرطة لواء الحلة (محافظة بابل) وبتاريخ 23 -8-1955 .


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...