البسطه جي والبسطه جية في باب السراي
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
سألني قبل قليل عن تلك المهنة التي يبيع فيها البائع العسل والطحينية والحلاوة والدبس والدهن الحر فقلت له نعم انها مهنة موصلية معروفة عندنا ب(البسطجي) واتذكر الشيخ يحيى الشيخ داؤود المشهور الذي كان يبيع كل ذلك في دكان عامر في باب السراي مقابل جامع الشيخ عبدال بالضبط وبجانب الدكاكين المشهورة ببيع البياضات في سوق باب السراي وغير بعيد عن دكة الخبازين وسط ساحة السراجين .
الان وعند كتابة هذه السطور (1-2-2022) لايزال الشيخ يحيى الشيخ داؤد محافظا على سمعة مهنته وقد ورثها اولاده ولهم محلات بالقرب من دورة النافورة –سايدين حي المصارف لكن فرعهم الرئيس الاول لايزال في باب السراي.
ومن البسطجية المشهورين في باب الجديد السيد يونس البدو(ابو يحيى ) والسيد مجيد البدو في دورة باب الجديد باتجاه شارع الفاروق القديم.
ومن الطريف ان الاخ والصديق الاستاذ شعلان عبد فتحي في كتابه (اللاحقة التركية جي ) ذكر هذه المهنة (بسطجي ) وقال البسطة او البصطة هي الواجهة التي يتم اعدادها بشكل منظم ومرتب في واجهة الدكان ومن قبل شخص مهني متخصص يعكس فيها ذوقه الجميل في الترتيب بحيث عنما تقف في واجهة الدكان تحس بالشهية وبالرائحة الزكية للمأكولات والمشروبات والمطيبات التي تضمها تلك الدكان وانا شخصيا كنت اشعر بهذا الشعور كلما امر من امام هكذا دكان .
والبَسطجي يبيع العسل والقيمر واللبن والراشي (الطحينية ) والدبس الحر والقشطة وانواع الحلاوة وانواع الاجبان ومنها جبن البيزة وللأسف هذه الكلمة راحت تطلق مؤخرا على ما يسمى الجنبر في بغداد او باعة البسطة في الشوارع .
والبسطجي من المهن العريقة والمعروفة في الموصل ولازلت اتذكر عددا من البسطجية من ينتشرون في عدد من احياء الموصل القديمة ومنها محلة رأس الكور ومحلة المكاوي ومحلة الاوس – الساعة ومحلة باب الجديد ومحلة باب لكش ومحلة السجن عند الكلوات لكن المهنة في الخمسينات كانت متركزة في منطقة باب الجسر وباب السراي ومن الطريف ان اصحاب المهن الاخرى ومنهم السراجون والخياطون والنجارون وحتى العمال كانوا يتناولون فطورهم الصباحي عند البسطجية كما يفعل ابناء الارياف حين يفدون صباحا الى الموصل للتبضع ، ولم يكن الجايجي بعيدا عن البسطجي باي حال من الاحوال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق