الفريق الركن عبد الكريم قاسم 1914-1963 في ذكراه ال ( 59)
- ابراهيم العلاف
في (دليل الجمهورية العراقية) للسنة 1960 تفاصيل عن حياته . والفريق الركن عبد الكريم قاسم وقد عرف منذ قيامه مع العقيد الركن عبد السلام محمد عارف والضباط الاحرار بتفجير ثورة 14 تموز 1958 ، يُعرف بلقب ( الزعيم) . تولى منذ 14 تموز 1958 منصب رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ووزارة الدفاع وكالة .
وكان عند قيام الثورة يحمل رتبة (زعيم ) ركن اي عميد وعند اعدامه يوم 9 من شباط 1963 بعد وقوع انقلاب عسكري ضد حكمه يوم 8 من شباط 1963 كان يستحق رتبة فريق ركن . كتبتُ عنه وعن حكمه في كتابي (تاريخ العراق المعاصر ) ، وقلت ان للرجل انجازات منها ( تشريع قانون رقم 80 بشأن النفط) و(قانون الاحوال الشخصية ) ، فضلا عن اصطفافه وتعاطفه مع الفقراء والمستضعفين والمهمومين .
لكن التحديات التي واجهتها الثورة والصراعات بين الاحزاب العراقية انعكست على حكمه فأعدم عددا من رفاقه وحدثت مجازر في الموصل وكركوك ، كل تلك الاحداث كانت مسمارا دُق في نعش حكمه ، وانتهت مرحلة من مراحل تاريخ العراق بعد ازاحته ، وبدأت سلسلة من الانقلابات ولتلك قصة اخرى . رحم الله الزعيم ، ورحم الله شهداء العراق ممن اعدمهم الزعيم .
من الطريف ان الشاعر الكبير بدر شاكر السياب حيا سقوط الزعيم وله قصيدة تقول :
ألف لسان ٍ جاء عندك يشكر ُ ............... لإيفاء ما أسديت َ ، هيهات يقدر ُ
بعثت َ حيلة َ من رداها ونفضت َ............... ... أياديك عنها كلّ ما كان يوقر ُ
جزاك الإله الخير عن أم صبيّة..................أعدْتَ لها البعل َ الذي كان يقبر ُ
فصار اليتامى من جداك ذوي أب................ فداك الأبُ الفاديه درّ ٌ وجوهر ُ
أسير ُ فيكسو شارق الشمس جبهتي ... فيعلو دعائي ، ظللت َ بالله تنصر ُ
ألست الذي أحيا وقد ثار شعبه..................... فصاح ابتهاجا منه الله أكبر ُ
وقام الكسيح المبتلى من فراشه............. يسير ُ على ساق يعدو ويطفر ُ
تقحمت أو كان المنيات والسنا..................... يئن ّ وآلاف الشياطين تصفر ُ
فما هي ألا ضربة الثأر وانجلى.................... ظلام من البلوى وبغداد تنظر ُ
فمن ير بغداد التي أنت نورها................... يقل عاد هارون وقد مات جعفر ُ
ثأرت َ لشواف وأمطرت ناظما................. بما قد روى القبر ُ الذي كاد يطمرُ
وسد من التهريج أعلاه قاسم.................... وما كان كاسْمِهِ ، فهو يشطر ُ
يحن إلى النيل الفراتُ ودونه...................... صحارى وقد قالوا لنا تلك كوثرُ
ألوف الضحايا سامها الخسف والأذى............. ... غلوم ورقاع وبخش وقنبر ُ
ولولاه ما عاد الشيوعي حاكما.............. كما شاء ، أو كان الشيوعي ينحرُ
فكنت َ الجواب المرتجى من دعائه…........... وكنتَ لنا النور الذي فيه نبصر ُ
فيا جيش لا نلت الأذى دونك الذي......... هبطنا إلى الأعماق إذ كبان يهذر
يمن بمال الشعب أعطاه عاجزا................ ومن ظلمة الداء الذي فيه ينخر ُ
لقد جاع حتى حطم الجوع جسمه…... وطورد حتى ما على المشي يقدر ُ
لك الحمد إذ أرويت بالثأر أرضنا............. فسرنا على الدرب الذي كاد يطمرُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق