الخميس، 29 يوليو 2021

المطبخ العربي ..................................في كتاب جديد

                                            غلاف الكتاب
 


المطبخ العربي في كتاب للدكتور قيس كاظم الجنابي

ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل

وكم انا سعيد وفرح ، وانا اتسلم هدية الاخ والصديق الدكتور قيس كاظم الجنابي ، واقصد كتابه الجديد الذي صدر عن دار الانتشار العربي 2021 بعنوان ( المطبخ العربي :دراسة تاريخية - فكرية في انثروبولوجية الطعام والجسد ) .وقد اهداه الى زوجته التي جعلت من الطبخ والمطبخ فضاءَ للسعادة وحسنا فعل وفعلت وتفعل ؛ فالطعام وتناوله ( لذة) ، وليس كما يتصور البعض انه ملْ للمعدة وابعاد شبح الجوع ، ومجرد الجلوس على المائدة لذة وسعادة ، ومجرد تذوق الطعام لذة وكان زرياب الموصلي وهو ينقل تقاليد واكلات وحلويات الموصل الى الاندلس يفعل ذلك ؛ فتناول الطعام سلوكية محببة فيها لذة والانسان يشعر بالسعادة عندما يقضم الطعام ويتلذذ وعبر سلسلة من الفعاليات بتناول الطعام لهذا فالغرب الذي علمناه اتيكيت الجلوس على المائدة والتلذذ زرياب من علمهم زريات الموسيقار والانسان الموصلي هم اليوم يعلموننا ( اتيكيت ) الجلوس على المائدة وقد يستغرق وقت الغداء ساعتان وقد يستغرق وقت العشاء خمس ساعات والاتراك فقهوا قيمة طعام الافطار صباحا فقالوا (لقمتي صبح مسماري بدن ) اي ان اهمية الافطار للجسم كالمسامير التي تشد البنيان .
ما علينا ، ومنذ ان الف محمد بن حسن البغدادي كتابه (الطبيخ ) وأُعيد نشره سنة 1934 في الموصل من قبل شيخي الدكتور داؤد الجلبي الذي أُخذ نصّه من مخطوطة تعود إلى سنة 623 هـجرية ، الموافق 1226ميلادية لم نر كتابا عن المطبخ باستثناء ما اصدرته ( الشيف منال العالم ) وها هو اخي وصديقي الحبيب الدكتور قيس كاظم الجنابي يصدر كتابه هذا الذي يقع في اكثر من سفر ؛ فهو قد لاحق المطبخ العربي تاريخيا واقتصاديا وسياسيا وسايكلوجيا وانثروبولوجيا واجتماعيا ، وربط الطعام بالدين والجسد والتراث والثقافة والفكر والسلطة بالدين من حيث التحريم والاباحة للطعام والشراب وبالسلطة من حيث توفير الطعام وتهيئة مستلزمات ومعدات الطبخ كل هذه تشكل موضوعات اسفار الكتاب وفصوله ولم ينس من ان يجول ويصول في اروقة التاريخ العربي واقفا عند المطبخ منذ الجاهلية وحتى العصر الاندلسي مرورا بالفترات الاموية والعباسية والفاطمية .
انا شخصيا لي مقال عن (المطبخ الموصلي) وقدمت حلقة من برنامجي التلفزيوني( موصليات ) والذي اقدمه من على قناة (الموصلية ) الفضائية وما قدمته عن المطبخ الموصلي متوفر على قناة اليوتيوب وفيه وجدت ان جذور المطبخ الموصلي آشورية ولعل اهم اكلة موصلية هي (الكبة ) اشورية وتوجد نصوص تثبت ان الملوك الاشوريين كانوا يتباهون بالكبة النينوية ويقدمونها لضيوفهم ووفق سياقات رائعة تنم عن الذوق الرفيع وتقديم الكبة وتقسيمها وفق مثلثات وطريقة حشوها والبرغل مع اللحم المستخدم كل ذلك وفق طقوس لايعرفها الا من هم في جيلي جيلي ما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية 1945 انا اعرف كيف كانت المرأة الموصلية بل كيف كانت نساء الدار جدتي وامي ونسوة اعمامي يتفرغون لكي يعدون الكبة التي كانت تدق في الجاون وو لتكون في مراحلها النهائية امام من يأكل ولم يكنوا ينسون اللوز والكشمش الذي يحشى مع اللحم والبرغل وكان قطر الكبة الواحدة كبيرا وكتب عن ذلك احد المستشرقين الذين زاروا الموصل وكان له حظ ان دعي لوليمة كانت الكبة سيدة المائدة وبالعافية للجميع وشكرا صديقي الدكتور قيس كاظم الجنابي على كتابك والى مزيد من التقدم والنجاح والتوفيق .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

العلامة محمد بهجت الاثري ( 1904-1996) في المؤتمر الثقافي العربي الاول 1947 ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل قبل أيام نشرت مقالة عن أول مؤتمر ثقافي عربي عقد سنة 1947 ، وعن حضور العلامة المؤرخ العراقي الكبير الاستاذ الدكتور جواد علي وهو من اساتذتي درسني في الصف الاول في كلية التربية -جامعة بغداد سنة 1964 مادة (تاريخ العرب قبل الاسلام) ، وقد علق الاخ الاستاذ شهاب سالار الاثري على ما كتبته ، وقال ان العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري اللغوي والمؤرخ والمحقق العراقي الكبير كان من اوائل الحاضرين في هذا المؤتمر وكان يمثل العراق وقد القى كلمة مهمة . يقول الاستاذ شهاب سالار الاثري بعد ان نقل تحيات الاستاذ يسار محمد بهجت الاثري :" الاخ الاستاذ الدكتور ابراهيم العلاف ، بعد ابداء مايليق بالجناب من اعطر التحيات واجملها فأني ارجو ان تكونوا بخير وصحة وعافية . قرأت مقالكم الفخيم حول المؤرخ الدكتور المرحوم جواد علي (رحمه الله). (ومشاركته في المؤتمر الثقافي العربي الأول) الذي انعقد سنة 1947 ويبدو لي ان الاستاذ حسام الساموك قد التبس عليه التاريخ وكتب سنة 1945 بدلاً من سنة 1947 ونشرها في مجلة افاق عربية ولربما أن الخطأ وقع من المطبعة . وتم انتخاب الأستاذ الأثري في هذا المؤتمر رئيساً للجنة اللغة والقواعد. وشارك المرحوم الاستاذ الدكتور جواد علي في القاء محاضرة عنوانها (الثقافة العربية ومقامها من الثقافات العالمية) .. . العراق شارك في اعمال هذا المؤتمر العتيد ..المؤتمر العربي الأول المقام على ارض لبنان برعاية رئيس جمهورية لبنان الشيخ بشاره الخوري في بيت مري للفترة من ٣ إلى ١١ أيلول - سبتمبر سنة ١٩٤٧م ، وعن اوليات عقد المؤتمر قال ان اللجنة الثقافية للجامعة العربية فكّرت بعقد أول مؤتمر عربيّ، وكانت أهم المواضيع المطروحة للبحث في: آداب اللغة العربيّة، والجغرافية والتاريخ، والتربية الوطنيّة. وما أن أُعلن عن المؤتمر حتى تقدّمت إليه الطلبات الكثيرة من شتّى الأقطار العربيّة من رجال ونساء وبلغ عدد المؤتمرين (300) ثلاث مئة شخصٍ. حضرت وفود من الدول العربية التالية : ١- مصر. ٢- لبنان. ٣- سوريا. ٤- العراق. ٥- فلسطين. ٦- المغرب. وضم الوفد العراقي وكان برئاسة العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري عضو المجمع العلمي العربيّ بدمشق وعضو لجنة التأليف والترجمة (كانت نواة للمجمع العلمي العراقي فيما بعد) . كلا من : الدكتور جواد علي سكرتير لجنة التأليف والترجمة. الأستاذ إبراهيم شوكت (الدكتور ابراهيم شوكت استاذ الجغرافية في كلية الاداب جامعة بغداد فيما بعد) الأستاذ المساعد بدار المعلمين العالية. الأستاذ محمد ناصر (الدكتور محمد ناصر التربوي الكبير ووزير التربية السابق ) الملحق الثقافيّ بالمفوضيّة العراقية بالقاهرة. كان من المقرر مشاركة الأستاذ منير القاضي عميد كلية الحقوق وحرمه للمؤتمر، لكنّه تخلّف عن الحضور. وهذه اسماء من شارك من العراقيين : ١- السيدة صبيحة المقدادي شوكت ثانوية الأعظمية للبنات. ٢- السيد عبد الرحمن البزاز (الاستاذ عبد الرحمن البزاز رئيس وزراء العراق فيما بعد) حاكم محكمة بداءة بغداد. ٣- الآنسة بهيجة محمد رؤوف القطان مدرسة متوسطة البتاوين - بغداد ٤- الآنسة جولي متري حاج وزارة المعارف العراقية. ٥- الآنسة مهيبه برباري وزارة المعارف العراقية. ٦- لندا عازر كرم وزارة المعارف العراقية. ٧- السيد خلدون الحصريّ (الدكتور خلدون ساطع الحصري المؤرخ العراقي) ٨- السيدة حرم الأستاذ سعيد فهيم بك ٩- الآنسة فيكتورين ميخائيل خمو طالبة بمعهد الملكة عالية - بغداد. وألقى العلامة الاستاذ محمد بهجة الأثـــريّ كلمة العراق في الحفل الافتتاحي للمؤتمر وأيضاً في ختامه. وقد تم اختيار العلّامة محمد بهجة الاثريّ رئيساً للجنة اللغة والقواعد. من الجميل ان وقائع المؤتمر الثقافي الاول الذي انعقد في بيت مري بلبنان من 2 الى 12 ايلول - سبتمبر سنة 1947 ، صدرت عن جامعة الدول العربية في كتاب حمل عنوان ( المؤتمر الثقافي العربي الاول المنعقد تحت رعاية فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية في بيت مري - لبنان 1947 من 2 الى 12 ايلول - سبتمبر 1947 -القاهرة ) وقد طبع الكتاب سنة 1948 في (مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ) . مندوب جريدة (الزمان ) البغدادية وكما هو منشور في العدد الصادر يوم 24 ايلول - سبتمبر 1947 ، التقى العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري وسأله عن اهمية المؤتمر فقال الاستاذ الاثري :" أرى ان هذا المؤتمر ،كان الحجر الاساسي الاول لاقامة صرح جديد للثقافة العربية على امتن الاسس واقواها ،والاتجاه بها الى القومية الصحيحة الرصينة وتكوين الفكر العربي المستقل بوعيه والمتميز بخصائصه ..." . كان الاستاذ محمد بهجت الاثري قد القى كلمة ضافية في المؤتمر قال فيها :" تحية العراق الى الوطن العربي الاكبر من البصرة وتخوم طوروس الى ضفاف الاتلنتيك ،والعراق كان ومابرح ولن يبرح الى مايشاء من تلك المراكز العربية الاصيلة الملامح والسمات التي بحمل ابناؤها في الحواضر والقرى والارباض والارياف انبل العواطف واسمى المشاعر لكل قطر عربي حيث كان ولكل ماهو عربي وفي كل زمان ومكان ..." . كان في المؤتمر ، ثمة لجان منها لجنة الادب ، ولجنة اللغة والقواعد وترأس لجنة اللغة والقواعد الاستاذ محمد بهجت الاثري في حين تولى الاستاذ اسحاق موسى الحسيني ومن اعضاء اللجنة الاستاذ خليل السكاكيني والاستاذ عبد الله المشنوق . وفي حفل الافتتاح توالت كلمات الافتتاح وكان العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري من بين الذين القوا كلمات الى جانب رئيس الجمهورية الشيخ بشارة الخوري والاستاذ حميد فرنجية والاستاذ احمد امين والدكتور قسطنطين والاستاذ اسماعيل القباني . كان مؤتمرا تاريخيا مهما .رحم الله من غادرنا وحفظ الباقين.

العلامة محمد بهجت الاثري ( 1904-1996) في المؤتمر الثقافي العربي الاول 1947 ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...