إن لنفسك حقا !!
بقلم : أحمد سامي الجلبي (رحمه الله )
رئيس تحرير جريدة فتى العراق
مسكينة نفسي ..لقد عانتْ مني ماعانته طوال حياتها معي ،إذ اعتادت ان تلقى مني الاهمال وعدم الاهتمام بها أو التفكير بمشاعرها حتى ولا بصحتها أو راحتها ..سعادتها أو شقائها أو تأمين احتياجاتها .
قال لي بعضهم اكثر من مرة :"إن لنفسك عليك حقا " .
قلت :هناك من له عليً أكثر من حق ! هناك حق الله ،والوطن ، والبلد ..وحق الناس ..قالوا :لست وكيلا عن هؤلاء ..إنما أنتً وكيل لنفسك وحدها .قلت :هي طبيعتي ..والطبيعة تغلب التطبع ..قالوا :ولكنها اليوم بحاجة شديدة اليك ..فقد أتعبها طول المسيرة التي بلغت الخامسة والسبعين من العمر ، وتلبسها المرض وهي الان بأشد الحاجة اليك ..ولو الى إلتفاتة بسيطة لها تجبر بها خاطرها !.
وبعد إلحاح متواصل من الآخرين ، كان لابد لي من جبر الخواطر مكرها و(جبر الخواطر على الله ) . كما كنت أسمع .فإقتنعتُ بالامر ، وأسرعت بالتنفيذ والخضوع قبل ان اتراجع عن القرار ..وحققت على الفور زيارة طبيب القلب الذي ارهقته المسيرة فإضطربت نبضاته .
لم أفاجأ بنتيجة الفحص ..(بداية ذبحة ) بل واكثر من بداية ..وكانت نصيحة الطبيب التعجيل بإجراء (قسطرة ) ؟؟ قلت له : توكل ..قال :لا توجد في الموصل في الموصل (قسطرة علاجية ) قلت : وما العمل ؟! قال السفر الى سوريا وعلى جناح السرعة قلت :الدنيا رمضان ..ولست على استعداد لخسران أجره من أجل نفسي ..إضافة الى مشقة السفر وتكاليفه ، وصعوبة الحصول على تأشيرة الدخول بعد العيد ..ولم ينتظر الطبيب مني بقية المقال (كما قال ) !
*في الصورة الاستاذ المرحوم احمد سامي الجلبي في الوسط ومن اليسار الاستاذ نزار المختار ومن اليسار الدكتور ابراهيم العلاف 2008
__________________________________________
• نُشرت ضمن بابه "اسبوعيات " في جريدة "فتى العراق " الموصلية 20 ايلول 2007 .. بالمناسبة في 2009 سافر الى الاردن واجرى العملية الجراحية في القلب ونجحت لكن مضاعفات حدثت ادت الى وفاته رحمه الله .
بقلم : أحمد سامي الجلبي (رحمه الله )
رئيس تحرير جريدة فتى العراق
مسكينة نفسي ..لقد عانتْ مني ماعانته طوال حياتها معي ،إذ اعتادت ان تلقى مني الاهمال وعدم الاهتمام بها أو التفكير بمشاعرها حتى ولا بصحتها أو راحتها ..سعادتها أو شقائها أو تأمين احتياجاتها .
قال لي بعضهم اكثر من مرة :"إن لنفسك عليك حقا " .
قلت :هناك من له عليً أكثر من حق ! هناك حق الله ،والوطن ، والبلد ..وحق الناس ..قالوا :لست وكيلا عن هؤلاء ..إنما أنتً وكيل لنفسك وحدها .قلت :هي طبيعتي ..والطبيعة تغلب التطبع ..قالوا :ولكنها اليوم بحاجة شديدة اليك ..فقد أتعبها طول المسيرة التي بلغت الخامسة والسبعين من العمر ، وتلبسها المرض وهي الان بأشد الحاجة اليك ..ولو الى إلتفاتة بسيطة لها تجبر بها خاطرها !.
وبعد إلحاح متواصل من الآخرين ، كان لابد لي من جبر الخواطر مكرها و(جبر الخواطر على الله ) . كما كنت أسمع .فإقتنعتُ بالامر ، وأسرعت بالتنفيذ والخضوع قبل ان اتراجع عن القرار ..وحققت على الفور زيارة طبيب القلب الذي ارهقته المسيرة فإضطربت نبضاته .
لم أفاجأ بنتيجة الفحص ..(بداية ذبحة ) بل واكثر من بداية ..وكانت نصيحة الطبيب التعجيل بإجراء (قسطرة ) ؟؟ قلت له : توكل ..قال :لا توجد في الموصل في الموصل (قسطرة علاجية ) قلت : وما العمل ؟! قال السفر الى سوريا وعلى جناح السرعة قلت :الدنيا رمضان ..ولست على استعداد لخسران أجره من أجل نفسي ..إضافة الى مشقة السفر وتكاليفه ، وصعوبة الحصول على تأشيرة الدخول بعد العيد ..ولم ينتظر الطبيب مني بقية المقال (كما قال ) !
*في الصورة الاستاذ المرحوم احمد سامي الجلبي في الوسط ومن اليسار الاستاذ نزار المختار ومن اليسار الدكتور ابراهيم العلاف 2008
__________________________________________
• نُشرت ضمن بابه "اسبوعيات " في جريدة "فتى العراق " الموصلية 20 ايلول 2007 .. بالمناسبة في 2009 سافر الى الاردن واجرى العملية الجراحية في القلب ونجحت لكن مضاعفات حدثت ادت الى وفاته رحمه الله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق