#ميثاق جبهة الاتحاد الوطني في العراق 1957-1958
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
توجت الاحزاب العراقية الوطنية ، نشاطها خلال العهد الملكي 1921-1958 بتشكيل ( جبهة الاتحاد الوطني ) ، في شباط سنة 1957 ، وصدر (ميثاق جبهة الاتحاد الوطني ) في 19 من تشرين الثاني سنة 1958 ، اي بعد نجاح ثورة 14 تموز 1958 ببضعة اشهر كما ترون صورته الى جانب هذه السطور ، وهو من ارشيفي التاريخي الشخصي في مكتبي المباركة والحمد لله .
والاحزاب التي شكلت الجبهة ، وهي الجبهة الثانية بعد جبهة 1954 ، من الحزب الشيوعي ، والحزب الوطني الدمقراطي ، وحزب الاستقلال ، وحزب البعث ، وبعض العناصر المستقلة التي تمثل القوى الوطنية والتنظيمات الشعبية .
وقد اصدرت الجبهة بيانها الاول في التاسع من اذار سنة 1957 ، وكانت للجبهة قيادة تنفيذية سُميت ( اللجنة الوطنية العليا ) مؤلفة من ممثلي الاحزاب المؤتلفة في الجبهة .ضمت اللجنة الوطنية العليا ، كلا من الاستاذ حسين جميل عن الحزب الوطني الدمقراطي ، والاستاذ زكي جميل حافظ عن حزب الاستقلال ، وشمس الدين كاظم عن حزب البعث ، والاستاذ حمزة سلمان عن الحزب الشيوعي واحيانا كان يحضر الاستاذ عزيز الحاج ، والدكتور صلاح خالص ، والدكتور طلعت الشيباني عن العناصر المستقلة .
ارتبطت (اللجنة الوطنية العليا ) ، بعدد من اللجان الفرعية الوطنية الفرعية المهنية ، والنقابية تمثل كل العراق ، وضمت عناصر وطنية مؤمنة باهداف الجبهة ، ومنها تكتيل الوطنيين وتنفيذ الخطط والقرارات التي تتخذها قيادة الجبهة ، وتنمية الموارد المالية التي تمد الحركة الوطنية بما تحتاجه للديمومة ، والعمل ورفعت الجبهة جملة من المبادئ والشعارات ؛ منها تنحية وزارة نوري السعيد ، وحل مجلس النواب ، والخروج من حلف بغداد، وانتهاج سياسة الحياد الايجابي وعدم الانحياز ، ومقاومة التدخل الاستعماري بمختلف اشكاله، واطلاق الحريات الدمقراطية ، والغاء الادارة العرفية ، واطلاق سراح السجناء والموقوفين السياسيين ، واعادة المدرسين والاستاتذة والطلبة المفصولين لأسباب سياسية .
وقد اصدرت الجبهة جبهة الاتحاد الوطني في 9 اذار 1957 ، كراسا يقع في (12) صفحة من القطع الصغير ويتضمن بيانها التأسيسي الاول .
تعاونت جبهة الاتحاد الوطني ، مع تنظيم الضباط الاحرار في اسقاط الحكم الملكي صباح يوم الاثنين 14 من تموز 1958 ، وأسست جمهورية العراق وابتدأت مرحلة اخرى من مراحل تاريخ العراق المعاصر لها قصة سأرويها فيما بعد وقد رويت عدة مرات بعض جوانبها سابقا .
الآن أُريد أن اقول ان (ميثاق جبهة الاتحاد الوطني) ، والذي صدر بعد نجاح الثورة ب(125) يوما ، كان يمكن ان يصلح ( برنامجا للمستقبل ) ، لو طبق باخلاص ووطنية ذلك انه وضع معايير واسس لحكم يقوم على السعي لاعلاء الشأن الوطني والقومي ، وايجاد افضل الروابط مع الجمهورية العربية المتحدة وقيادة الرئيس جمال عبد الناصر ، بشرط ان يتم ذلك بالوسائل الدمقراطية المعروفة .
كما اعتبر ميثاق الجبهة (الكيان العراقي) يقوم على اساس التعاون بين المواطنين كافة باحترام والعرب والاكراد شركاء في الوطن تقر حقوقهم ضمن وحدة العراق .
واكد الميثاق على ضرورة انتهاج سياسة عربية متحررة ، واعتماد سياسة الحياد الايجابي ، وعدم الانحياز .
وان الجبهة تدعم قيادة الثورة لتحقيق اهدافها ، والعمل على توجيه الاقتصاد نحو اعمار البلاد وتصنيعها .
والاهم من كل ذلك ان الميثاق هذا عُد (عهدا) في ما بين القوى المؤتلفة للعمل ، باتحاد وتضامن ، من اجل تحقيق الاهداف الوطنية العليا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق