أوراقا تكاد أن تكون رواية موصلية ..........الحلقة (15)
بقلم : الاستاذ محمد مناف ياسين
لانفع من حب بلا شاي ٠٠
اكاد ان امتنع عن استكمال قصيدة شعر هي اجمل من بحور الشعر ٠٠ اذا لم تكن تضيف بحرا جديدا لوصفه ؛بالف مصطلح ، وكي لا ابتعد وتفر مني العبارات اسال الموصلي وهو في بيته : هل جربت يوما ان تضع انفك قريبا من غطاء ( قوري الشاي ) قبل ان تقدمه اليك سيدة البيت ويكون في اول فورانه ٠٠ ؟
سيضحك الكثيرين ربما ولكنهم سيجربون بداية ٠٠ ثم ستقوم سيدة البيت من بعد لتصحح لك كيفية ذلك واهميته ! ٠٠ وتمتع ان عرفت بعد ذلك معنى انفاس سيدة البيت في كل ماتقدمه لك ، وفي مقدمتها الشاي ٠٠! ( خدران !) ام مازال ينتظر فورة اخرى ٠٠ ودون تجاوز اقول لابد ان يكون ( القوري ) من الحزف الصيني ٠٠ولدى جهينة انف جميل يتوسط انارة الوجه فتكرر جدتي باعجاب قاطع ٠٠ قمغ !
واجمل لفظ للحروف في موصلياتنا ، هو تحويل بعض الراء الى غين فيصبح القمر. مكررا مرتين حين تسمعه وحين تستعيداللفظ في الذهن ٠٠ والأحلى حين تتعلم منها معنى شرب الشاي فلكل ماتقدمه لمن تحب معان وتنبهنا جهينه بالف قول غنائي ٠٠/اشرب جايك وتهنى ٠٠. / المعاني غنيمة نفسية يستمتع بها من يحصل عليها فتتمنى لو كان معك حبيب يشاركك البهجة ٠٠ او يكون معك وتشم واياه رائحة الشاي الذي يقدم اليك ضحكت جهينة حين عاد احد الاعمام من اليمن يوما وقال : ان لكل شجرة قهوة رائحتها الخاصة ٠٠ وقالت له ولكل حفنة شاي تضعها السيدة في القوري الف معنى من اصابعها الحلوة ومن رقابتها للنار ان لا تزيدها فتحرقه ولا تتعجل قبل ان ينتشر في افق الجلسة فتكون ٠٠ عطورها مركبة من جذور تتاصل وتؤصل ٠٠
لاقداح الشاي نظارتها وللوقت مقامه شاي الصباح هو غير شاي العصر ٠٠ وكم هو رائع شاي العصر
في حديقة بيتنا ، كان ابي يزرع العطر نبات من ورق تشعر كانه يتدلل عليك وحين تضع ورقة منه في ذلك القوري ستكون كما كان صديق يردد لا نفع من حب بلا شاي ٠٠والعطر دليل محة
ما ان تنتهي سيدة البيت من تركة الصباح حتى تبدا باستعدادات مختلفة تماما فقد وعدت الاسره بخبز (عغوق ) وكم هي جميلة حين تتحول الراء الى غين فتعرف ان السيدة الموصلية قدبدات بالعجين ومع البصل المثروم واللحم المثروم بالثلاجة ومجموعة خلطه سريه تماما بالبهارات تدخل مع العجين المختمر ٠٠ ويبدا تقطيع العجين وخلطته الخاصة ٠٠ ثم الى التنوغ لتدخل كل ( قوصه ) في التنوغ وتذكر جمال الغين بدل الراء في التنور هكذا يكون الاستعداد لجاي العصر قد انتهى وتعود الموصلية الرائعه لطبخ وجبة الغداء فبعض شباب البيت لايحبون ( العغوق) على الغداء رغم رائحة التنور القويه التي تسيطر على كل ما في ( المحلي ) من روائح طبخ موصلية تجعل العقل يتفتح تماما ٠٠
وتكشخ بنت البيت امام زميلات المدرسة وهي تقول ( اليوم امي خبزت النا (عغوق )
وحين تقتطع اول قطعة من العغوق ستجد ان هناك خصوصية لن تجدها الا مع هذا المقام ٠
من الموصل تنطلق حكايات العمل الجميل وعطور وخصوصيات حياة ليست الا منها وبها ٠٠
من بغداد نسجت حكايات الف ليلة وليلة والى بغداد جاء من يريد ان يقطع راس جماليات تلك الليالي ويحاول محو التاريخ ويحوله الى ركام يتساقط هشيما على رؤوس الكارهين٠٠
وتلك بعض بحور شعر اصيلة وجميلة لم تكتمل تسمياتها ٠٠ بعدةحتى نعرف لذة لفظ الغين بدل الراء
مناف ياسين ٠٠
اوائل تشرين الثاني ٢٠٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق