الأربعاء، 17 نوفمبر 2021

السلطان العثماني محمود الثاني 1808-1839 والجيش الانكشاري


                                                            السلطان محمود الثاني والجيش الانكشاري 


السلطان العثماني محمود الثاني 1808-1839 والجيش الانكشاري


ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس - جامعة الموصل


في 17 تشرين الثاني - نوفمبر سنة 1808 أي في مثل هذا اليوم (71-11-2021) ثارت وحدات من الجيش الانكشاري العثماني على السلطان محمود الثاني 1808 -1839 فقام بضربهم ، ولم تكن هذه هي المرة الاولى التي تثور فيها وحدات من الجيش الانكشاري ، فقد كانت خاتمة تفكيك الجيش الانكشاري في 16 من حزيران سنة 1826 .
وقد تحدثتُ في كتابي ( تاريخ الوطن العربي في العهد العثماني 1516-1916 ) ، وصدر قبل (40 ) سنة عن الجيش الانكشاري والانكشارية والانكشاريون وكلمة (يني جري ) باللغة التركية والحروف العربية تعني (الجيش الجديد) وكانت الدولة العثمانية قبل الانكشارية تعتمد على القوات الاقطاعية .
وعندما فقدت هذه القوات أهميتها وصار من الصعب الاعتماد عليها في اماكن بعيدة عن مواضع وجودها ، ظهرت الحاجة الى انشاء القوات الانكشارية (الصفحات 76-81). والانكشاريون قاموا بدور كبير في ترسيخ اقدام الدولة العثمانية ومؤسس الجيش الانكشاري هو السلطان اورخان 1326-1359 .
هذه القوات وخلال السنوات من القرن الرابع عشر الى القرن التاسع عشر ضعفت ، وانتشر الفساد في مفاصلها ، واصبحت تتمرد لأتفه الاسباب ، لذلك اقدم السلطان المصلح محمود الثاني 1809-1839على استصدار فتوى شرعية من شيخ الاسلام بوجوب ( افناء هذه الطائفة الباغية ) ، وقد حصد بمدفعيته وبرصاص الاهالي وبجند الجيش الجديد الذي شكله نحو عشرين الفا من الانكشارية في ( آت ميداني اي ميدان الخيل) ، حيث كانوا مجتمعين هناك معلنين عصيانهم العسكري كما تشتت من بقي منهم على قيد الحياة وقد اصدر السلطان محمود الثاني فرمانا سلطانيا بالغاء الجيش الانكشاري واطلق المؤرخون على هذه الحادثة اسم (الواقعة الخيرية ) ، وسبب التسمية ان الناس تفاءلوا بها خيرا .. اما الجيش الجديد الذي امر السلطان محمود الثاني بأنشائه على غرار الجيوش الاوربية ، فقد اطلق عليه مصطلح (عساكري منصوري محمدي ) الصفحة (183) أي العساكر المحمدية المنصورة .
واصدر السلطان محمود الثاني سلسلة من الاصلاحات ، ودعا الى تطبيق اصلاحاته ، ومنها العسكرية بكل حزم في كل ولايات الدولة العثمانية والشروع في ارساء اسس النظام العسكري الجديد ، واستطاعت الدولة ان توثق من اواصر تبعية ولاياتها بواسطة الجيش النظامي الجديد STANDING ARMY
بعد ان دربته ونظمته وفق الاساليب العسكرية الاوربية وقسمت الامبراطورية الى عدد من الدوائر العسكريةوضع في كل دائرة جيش خاص بها ويشرف على هذه الجيوش قائد لقبه ( سر عسكر ) وهو قائد الجيش الاول ومن المناسب ان اقول ان الجيش الهمايوني السادس ( التجنجي اوردو همايوني ) كان في الولايات العراقية ومقره ببغداد والجيش الهمايوني الخامس ( يشنجي اوردو همايوني ) مقره دمشق وهكذا كان لدينا سبعة جيوش . فقط اقول ان الدولة العثمانية استعانت بعدد من القادة والضباط الاوربيين ولاسيما الالمان والنمساويون لتنظيم الجيش العثماني وتدريبه على اساليب القتال ومن هؤلاء فون مولتكه وفون در كولتز و فون برك وغيرهم .
*صورة السلطان محمود الثاني وصورة لثورة الانكشاريين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...