صورة في الدواسة التقطها سنة 2015
الدواسة في الليل
دائرة معارف الموصل بعدسة الفنان الفوتوغرافي كوفاديس
محلات علي جعفر اسماعيل للالبسة
قصر الاستاذ بهنام سليم حبابة
مطر في الدواسة
مقهى عمر البجاري
منطقة الدواسة في
الموصل
ا.د. ابراهيم خليل
العلاف
استاذ التاريخ
الحديث المتمرس – جامعة الموصل
ومن منا لا يعرف منطقة الدواسة ومن منا لم
يرتادها فقد كانت ولازالت متنفسا للموصليين وخاصة الشباب ومكانا لتزجية الوقت .كان
فيها مقاه عديدة وكازينوهات ودور العرض السينمائي وكان فيها محلات تجارية فضلا عن
الاسواق والملاهي . وتاريخ منطقة الدواسة يعود الى اوائل الاربعينات من القرن
الماضي حينما اراد رئيس البلدية بلدية
الموصل المرحوم خير الدين العمري وتولى رئاسة البلدية منذ سنة 1932 الى سنة 1949
وقرر ضمن تخطيطه للمدينة مدينة الموصل التوسع باتجاه الجنوب وكانت منطقة الدواسة
التي سميت بهذا الاسم او سماها الناس بهذا الاسم
لان ارضها كانت واطئة ومنخفضة ورخوة وتدوس دوما وغالبا ما تعلوها مياه
الفيضانات والامطار ولكن هذه المنطقة
تحولت في بداية سنوات الاربعينات من القرن الماضية الى منطقة تجارية كثرت
فيها المقاهي والاسواق ودور العرض السينمائية والمطاعم والفنادق والملاهي .
شارع الدواسة هو
ما كان يميزها ويمتد هذا الشارع من مدخله عند شارع الجمهورية وشارع حلب وبناية محافظة نينوى التي هدمت الان باتجاه
الجنوب الى بداية شارع المطار .ومنذ
الثمانينات من القرن الماضي توسعت الدواسة باتجاه الغرب الى مدخل شارع النبي شيت
وهي التي باتت تعرف بالدواسة خارج .وفيها اليوم من المطاعم والمقاهي والمحلات
التجارية الكثير واصبحنا نشهد دواسة داخل ودواسة خارج على نمط ما هو معروف في
بغداد كرادة داخل وكرادة خارج .
معالم محلة
الدواسة وشارع الدواسة ومنطقة الدواسة كثيرة فاذا ابتدأنا في الخمسينات والستينات
وما بعد ذلك من السنوات وحسب ما ادركتها انا استطيع القول اذا ما ابتدأ بالجهة
الشمالية من المنطقة اي الجهة القريبة من مبنى المحافظة السابق لابد لنا ان نذكر
ان هناك (استديو مراد) لصاحبه المصور الفوتوغرافي الموصلي العالمي الكبير المرحوم
مراد عبد الله الداغستاني وكثيرا ما كنا نشاهد في واجع-هته الزجاجية الامامية
نماذج من صوره الفوتوغرافية الرائعة . وكان الى جانبه (تجهيزات الصواف الرياضية )
ومقابلها افتتح آمر القاعدة الجوية السابق المرحوم احمد رشيد كافيتريا عصرية تشبه كافيتريا ( كيت كات) في شارع السعدون ببغداد واقصد كافيتريا فلامنكو
وكانت تقدم القهوة والشاي والايس كريم وعلى جدرانها صور الفلامنكو اقصد الراقصين
الاسبان المعروفين بهذه الرقصة الجميلة التي كانت شائعة آنذاك وانا كنت واحدا من
مرتادي هذه الكافيتريا الجميلة والى جانبها كان صالون حلاقة للنساء هو الذي يعود
للحلاق مهران ومن ثم عاد لتلميذه محمد نوري .
وكانت هناك بناية
جميلة لاتزال استخدمت كدائرة للمعارف – التربية ثم اتخذت حسب علمي قسما داخليا
لطلبة جامعة الموصل .
عندما نسير قليلا
لابد ان نذكر مخبز غسان عند مدخل الفرع الذي يؤدي الى حديقة الشهداء ومقابله مدخل
الى جامع النبي شيت وبجانب المدخل شركة الفلاح للمرحوم الاستاذ حسن خير الدين
العمري رحمة الله عليه وهي متخصصة باستيراد ماكينات الحراثة – التركتور والحصاد
الدراسات .
كان في منطقة
الدواسة الكثير من المكتبات منها مكتبة اقرأ للمرحوم المحامي سليمان الطائي ومكتبة
المتنبي لصاحبها الاستاذ معن الصباغ ومكتبة زهرة نينوى للمرحوم الاستاذ اسماعيل
خليل ومكتبة الاستاذ غانم الحيو صاحب ( مجلة الموصل التراثية ).
وكانت هناك دائرة
مساعد رئيس جامعة بغداد في الموصل قبل سنة 1967 اي قبل افتتاح جامعة الموصل يديرها
المرحوم الاستاذ الدكتور نجيب خروفة ومدير التسجيل المرحوم الاستاذ الدكتور عامر
سليمان ابراهيم .
كما كانت هناك
مقاه منها مقهى اطلس وكان مكانا للمثقفين ، ومقهى البجاري وكان هناك مطعم كباب
كويسنجق المميز ومطعم الكهف ومطعم قوزي الوليد ، وكانت هناك باجة ( ابن أتى
) الشهيرة ويقع في الفرع الذي يؤدي الى حديقة الشهداء فضلا عن مطاعم الفلافل ومنها
مطعم ناثر ابو اللفات) قرب سينما غرناطة وكانت لدور العرض السينمائية ابواب
للطوارئ من الخلف كما اتذكر وتعرض هذه
السينمات احدث الافلام الامريكية والايطالية والعربية والهندية . كما كان في
الدواسة محلات بيع المشروبات الكحولية
فضلا عن عدد من (البارات) .
وفي الدواسة كانت هناك محلات
جعفر اسماعيل للألبسة الحديثة والان (أزياء محمد جعفر اسماعيل – فرع الدواسة ) حيث
ان لديه الان 2021 اكثر من فرع .كما يجب ان نذكر ايضا السوق العصري المعروف السوق
العربي للملابس مقابل مبنى معارف الموصل والذي كما قلت اصبح قسما داخليا لطلبة
جامعة الموصل .
وكان في الدواسة ولايزال ما
يسمى قصر المطران وعدد من مصلحي السيارات ودائرة الماء فضلا عن انني اشرت مرة الى
ان الدواسة كانت تضم ناعورا في بستان قريب كانت تسمى (بستان غزال نجم ) . وهناك
اليوم الكثير من المعالم التجارية منها مثلا (تجهيزات الفهد الغذائية) .
وكان ثمة فنادق
منها فندق اطلس وفندق الزهراء وكان هناك فرعا لاورزدي باك – شركة المخازن العراقية
وكان هناك بيت التاجر الموصلي الكبير جبوري غزول رحمه الله والد الدكتورة فريال
جبوري غزول استاذة الادب والنقد في الجامعة الامريكية في القاهرة .
وكانت في الدواسة
حمام الدواسة للسيد فاضل كما كان هناك (سوق التيارية) وتسجيلات الربيع . وهناك في الدواسة مدرسة أُم
المعونة ، وقصر الاستاذ بهنام سليم حبابة المؤرخ والمربي المعروف والى جانبه مكتبة
اقرأ . وقصر بهنام حبابة في مدخل الطريق المؤدي الى شرطة الموصل من جهة
الدواسة من القصور الجميلة في محلة الدواسة قصر الكاتب
والمؤرخ الاستاذ بهنام حبابة وهو بطراز معماري غربي عمره اكثر من 100 سنة .
عن تسجيلات الربيع كتبت مرة
وقلت :" من منا لايتذكر محل تسجيلات الربيع في الدواسة في الموصل .لازلت
اتذكر موقعها في واجهة احد اركان الشارع المقابل للشارع المؤدي الى سوق الاثوريين
وجامع النبي شيت عليه السلام .كنا نشاهد الشباب وهم يقتنون كاسيتات الاغاني
العراقية والعربية والاجنبية وكانت تلك التسجيلات اصلية وتتميز بصفاء التسجيل
وروعة الالحان . في محل التسجيلات الذي يعود افتتاحه الى اوائل السبعينات من القرن
الماضي ، نجد ايضا صورا لقادة عراقيين وعرب منهم الملك فيصل الاول والملك غازي
ونوري السعيد وعبد الناصر وصورا لممثلين ومطربين عراقيين وعرب .. كما كنا نشاهد
راديوات قديمة وانواع من المسجلات .. اليوم صباحا سمعت احد الاخوان يذكرها من احدى
اذاعات الاف ام ولعلها اذاعة المدينة ذكر تسجيلات الربيع وتأوه لان مجرد ذكر هذه
التسجيلات اجج لديه الذكريات الشبابية . رأيت تسجيلا جميلا في الفيسبوك يتابع هذا
الموضوع صاحبها الاستاذ طه خضير يديرها اليوم بجدارة ابنه الاستاذ عمار ابو أشرف
ولازال الكثيرون من عشاق التسجيلات (الكاسيت وال CD ) يرتادونها والحمد لله استطاعت الحفاظ على ارشيفها
وروادها" .
ولا ننسى دور
العرض السينمائية في منطقة الدواسة ومنها سينما القاهرة الصيفي وسينما فيصل الثاني
الصيفي ومن بعد ذلك فتحت سينمات غرناطة واشبيلية والاندلس وحمورابي .
وفي دواسة خارج هناك مقاه ومطاعم للباجة ومطعم المنقل وللأسف
منطقة الدواسة تعرضت للتدمير خلال سيطرة عناصر داعش 2014-2017 وحرب تحرير الموصل
الا انها عادت اليوم ونهضت ثانية والحمد لله بفضل اهلها اهل الموصل الذين شمروا عن
سواعدهم واعادوا مدينتهم وهم اليوم مستمرون اعادوها الى القها الذي تستحقه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق