الجمعة، 12 نوفمبر 2021

الدكتور عبد الرضا عوض مؤرخ الحلة وموثق حياتها العامة


                                                                                  الدكتور عبد الرضا عوض

الدكتور عبد الرضا عوض مؤرخ الحلة وموثق حياتها العامة

ا.د. ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل


والدكتور عبد الرضا عوض ( 1952-2021) ، والذي غادرنا يوم 11 من تشرين الثاني – نوفمبر 2021 ، كاتب ، وباحث ، ومؤرخ أتابعه منذ سنين طويلة ، وبيني وبينه علاقة علمية وثيقة ، ومما يؤكد هذه العلاقة هو انه لا يصدر كتابا الا ويرسله لي ، وانا اكتب عنه ، واحتفي به ، ولابد من القول ان للأخ الاستاذ جواد عبد الكاظم محسن دور في توثيق العلاقة بيننا .

ومما أعرفه عن الاخ الدكتور عبد الرضا عوض ، أنه ليس كاتبا ومؤرخا للحلة لا بل أنه عاشق متيم بالحلة الفيحاء ودورها التاريخي عبر العصور فهو مهتم بما يسمى (التاريخ المحلي) ، وهو لون جميل من الوان التاريخ يهتم بالتوثيق للمدن والالوية والمحافظات والقصبات والاقضية والقرى. كما يتابع تاريخ المؤسسات والدوائر العسكرية والصحية والتعليمية والقضائية للمدن العراقية فضلا عن التوثيق للرموز والشخصيات الفاعلة ضمن دائرة الاهتمام بالتأريخ المحلي .

الدكتور عبد الرضا عوض صاحب دار الفرات للثقافة والاعلام ، ولهذه الدار تاريخ وتاريخ نشر اصدرت كتبا ، واصدرت مجلة ، وكان وراء ذلك كله الاخ الدكتور عبد الرضا عوض .

كان الدكتور عبد الرضا عوض واحدا من ابرز المؤرخين والكتاب المهتمين بالحلة ويقينا انه كتب الكثير في شؤونها السياسية والاجتماعية والثقافية كتب عن تاريخها ، وخاصة في عهد الامارة المزيدية . كتب عن التعليم فيها ، وعن الرموز من الادباء والشعراء ، وكتب عن غرفة تجارة الحلة ، وكتب عن الحوزة العلمية فيها ، وكتب عن وضعها في العهدين الملكي والجمهوري ، وكتب عن صناعاتها وحرفها الشعبية ، وكتب عن دورها في الثورة العراقية الكبرى ثورة العشرين 1920 . كتب وكتب وألف ونشر ولاتزال في مكتبته مخطوطات تنتظر النشر ، ولم يكل ولم يمل لأنه كان عاشقا ولا يعرف الشوق الا من يكابده لذلك يحق لنا ان نسميه شيخ المؤرخين الحليين .

كان الدكتور عبد الرضا عوض وهو يكتب باحثا متميزا ومؤرخا ثبتا .اقرأ ما يكتب فأشعر انه تمثل كل الصفات التي يجب ان يتحلى بها المؤرخ وهي العلم بما يكتب والامانة والشجاعة والانصاف والصدق وهذه الصفات هي من جعلتنا نثق بكتاباته كان يقول الحق حتى ولو على نفسه لكنه كان يزرع الامل ويجعل من التاريخ اداة في تنمية الشعور الوطني .

احتاج الى وقت طويل لكي ادون فقط عناوين الكتب التي اصدرها عن الحلة واعتقد ان ثمة صفحات ذكرتها وسردت عناوينها وهي كثيرة ومنها مثلا موقع الملف الاستنادي للمؤلفين العراقيين ) ورابطه التالي :

(http://afiqa.net/authors/view/details?id=3466 ففيه نصوص قرابة (30) كتابا له .

عبد الرضا عوض – الدكتور عبد الرضا عوض – عبد الرضا الحلي – عبد الرضا الاسدي – عبد الرضا عليوي سعيد عوض الحلي الاسدي عناوين مختلفة لأسم واحد لشخصية واحدة هي المرحوم الاستاذ الدكتور عبد الرضا عوض 1952-2021 . من مواليد محلة الجامعين في مدينة الحلة الفيحاء سنة 1952 . اكمل دراسته الابتدائية والثانوية فيها ثم حصل على شهادة البكالوريوس ثم الماجستير في التاريخ من جامعة المصطفى العالمية عن رسالته الموسومة : (الحلة في العهد الجمهوري الاول 1958-1968م) واكمل دراسته في الجامعة ذاتها وحصل على شهادة الدكتوراه ، وكان عنوان اطروحته (الحوزة العلمية في الحلة ..نشأتها وانكماشها 562-951 هجرية -1167- 1545 ميلادية ) .

من الامور التي اود الاشارة اليها ان الدكتور عبد الرضا عوض ترأس تحرير عدد من المجلات الثقافية منها مجلة (أوراق فراتية ) ، وتشرفت بالكتابة فيها ونشرت لي ملفا عن الموصل .وقد كتب عنه كثيرون وشخصيته وسيرته ودوره الفكري والثقافي يصلح ان يكون عنوانا لرسالة ماجستير وممن كتب عنه الشاعر جبار الكواز والاستاذ نبيل عبد الامير الربيعي والاستاذ احمد الناجي والاستاذ جواد عبد الكاظم محسن وغيرهم وكتاباتهم متوفرة على شبكة المعلومات العالمية – الانترنت ومما قاله الاستاذ الربيعي ان الاستاذ الباحث أحمد الناجي شهد له عندما صدر مؤلفه الأول (أوراق حلية من الزمن الصعب في القرن العشرين) بعد سنة 2003 فكانت مقولته المعروفة في الوسط الحلي " عبد الرضا عوض كمن ألقى الحجر في ماء راكد" . أما الاستاذ الشاعر جبار الكواز فقال :" أن الأستاذ عبد الرضا عوض مؤسسة شخصية يحتاجها البلد في هذه الظروف العصيبة " .

حاورته في مدينة الحلة ، الكاتبة والصحفية الاستاذة سهى الطائي في يوم 20 أيلول –سبتمبر سنة 2018 ونشر الحوار في موقع (الحوار المتمدن ) ورابطه التالي :

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=616254

ومما قاله في الحوار : " كان والدي رحمه الله ينادى بـ (الملا) ، فهو قارئ نهم ، حتى إذا صلب عودي ودخلت المدارس رحت احاول فك رموز احرف الكتاب وجرني الفضول الى كشف سر هذه المكدسات من الورق ، فوجدت متعة بقراءة القصص ، وأذكر ان أول كتاب قراءته من مكتبة والدي هو (كنت معهم في السجن) للمرحوم جعفر الخليلي ، وهكذا تحول الفضول الى ولع مزمن ،وما ان حل عام 1969حتى نشرت لي جريدة (كل شيء) قطعة نثرية ، فزادني ذلك النشر فرحة وحماس لكي اكتب اكثر، ونظمت الشعر بنوعيه (الشعبي والقريظ) لكني توقفت ولا اعرف لماذا!، وما زلت احتفظ بتلك المحاولات ".

وعن ظروف اصدار مجلة (اوراق فراتية ) قال :" تبقى مجلة (أوراق فراتية) في الصدارة ؛ فهذه المجلة لها طبيعتها التي تميزت بها عن سائر المجلات العراقية ، فجذبت كبار الكتاب من داخل العراق وخارجه ، ولا أعتقد ان مجلة عراقية في هذا العهد المليء بالمتناقضات والتجاذبات تطبع بكمية (3000) نسخة للعدد الواحد ، وتوزع كاملة دون استرجاع لتصل الى مختلف دول العالم فضلاً عن المدن العراقية ، فقد سلكنا طريقاً لم يسلكه احد قبلنا في تمويلها – على الاقل في وقتنا الحاضر- لأننا رفضنا ان ُتدعم المجلة من أي جهة سياسية أو دينية ، وبذلك كان اعتمادنا على مبدأ الاشتراك السنوي المدفوع مقدماً ، على ان يُدرج اسم المشترك ، فكانت الاشتراكات سند حقيقي لديمومة المجلة وبقينا على هذا الحال سبع سنين بعدها توقفت لأسباب لا مجال لذكرها..." .

الاخ المرحوم الدكتور عبد الرضا عوض كان معي عضوا في اتحاد كتاب الانترنت العراقيين والذي اتشرف برئاسته والمؤسس منذ سنة 2008 . 

رحم الله صديقي وأخي الاستاذ الدكتور عبد الرضا عوض وطيب ثراه وجزاه خيرا على ما قدم لمدينته ووطنه وأُمته . 

هناك تعليق واحد:

  1. لقد احب الدكتور عبد الرضا عليوي الحله كثيرا وسعى لاعلاء شانها على الاقل بما استطاع هو ان يقدمه. لقد زرت الاستاذ ابو حمدي في احد المرات عندما كنت في العراق ؛ من باب الاستغراب طلب مني ان اسال أبنتي المحاميه ساره واللتي تعمل في بريطانيا اذا كان لديها استعداد ان تحرك قضيه ضد الحكومه التركيه فيما يخص ( دگه عاكف) على الاقل للحصول على اعتراف واعتذار عن تلك المجزره اللتي ارتكبت بحق ابناء الحله قبل حوالي ١٠٠ عام.
    رحم الله ابو حمدي ورضى عنه واسكنه فسيح جناته .
    الدكتور حيدر غني عوض/ بريطانيا

    ردحذف

صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل

                                                                    الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ   صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...