#وللابداع عنوان ......................حسام زهاء مرتضى الصراف
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس - جامعة الموصل
وكما قلت أمس ، فان الشاب العراقي الاستاذ حسام الصراف دخل موسوعة غينتس للارقام القياسية ، وقد أجرت قناة الجزيرة الفضائية (برنامج هذا الصباح ) لقاء معه ، وتحدث عن ذلك وقال انه دخل الموسوعة من خلال انتاج شجرة تحمل اكثر من نوع من الفواكه ، وقد اعترفت الموسوعة بالشجرة التي تضم خمسة انواع من الفواكه ، وهي شجرة فريدة بثمار متنوعة ، تم ذلك من خلال التطعيم ، ويطمح حسام الصراف ان يطور مشروعه لانتاج اشجار تحمل قرابة (50) نوعا من الفواكه ، باستخدام التقنيات الحديثة وقلت هكذا هم العراقيون .
وكان علي أن اتابع مسيرة هذا الشاب ؛ فهو قد بدأ مسيرته العلمية و العملية في العراق جامعة البصرة - كلية التربية الاساسية - قسم العلوم البيولوجية ، و بعدها درس وتخرج في (المعهد التقني الطبي) في محافظة الديوانية بامتياز و حصل على شهادة دبلوم باختصاص صحة المجتمع ، و عمل بقسميه الباطني و الجراحي بعنوان (مساعد طبيب) و (معاون طبي وقائي) في اكثر من مستشفى ، و مركز صحي ما بين العاصمة بغداد ، و محافظة الديوانية في قضاء الحمزة الشرقي و انتهت فترة تعليمه بتاليف كتاب ( واقع مدينة) ، مطبوع يتكون من ٤٠٠ صفحة " كتاب يحاكي مشاكل المدينة الصحية و البيئة و يضع الحلول لكل فرع منها".
ابتدأت المرحلة الثانية من مسيرته العلمية و العملية في (استراليا) حيث يعيش اليوم عند كتابة هذه السطور ، و التي بدات سنة ٢٠٠٩ بدراسته في معهدين في الوقت نفسه الاول في هندسة البناء في (معهد كيوبك) الاسترالي الدوام الصباحي و حصل على شهادة الدبلوم بهندسة البناء المعماري و الثاني بمعهد ABG ما بين الدوام الصباحي والمسائي و التي استمرت اربع سنوات بثلاثة تخصصات في آن واحد ، و حصل منه على ثلاثة شهادات دبلوم:
١- دبلوم خدمات المجتمع (مرشد اجتماعي)
٢- دبلوم في دعم التعليم (مرشد تربوي)
٣- دبلوم في تعدد الثقافات ( مسؤول متعدد الثقافات)
هذا فضلا عن كثير من الدورات التدريبية ، و التطويرية وفي عدة مجالات اخرى.وكان لكل تخصص زمنه و مدته و في الوقت الحالي يعمل مسؤولا في اكبر مشروع في ولاية فكتوريا لانشاء مدرسة نموذجية تهتم ، و تدرس ثقافات الشعوب المختلفة من خلال منهجها الدراسي .في هذه المدرسة دُمجت اربع مدارس في مدرسة واحدة بأسم ( اعدادية شيبرتون الثانوية الكبرى) .
حدثني عن مشروعه ، وقال انه قرر تحطيم الرقم القياسي ، وان ثلاثة أسباب رئيسية كانت وراء ذلك الحماس والتصميم و العمل الجاد للحصول على أو كسر الرقم القياسي العالمي في موسوعة جينيس للأرقام القياسية اولها حبه للزراعة وعالم النبات والدور المهم للغاية الذي تلعبه النباتات في حياتنا الغذائية والصحية ، وكذلك الدور الكبير الذي تلعبه النباتات في عملية تبادل الغاز وتوفيرها غاز الأوكسجين لنا ، الأمر الذي دعاني للتفكير في القيام بشيء ما لرد الجميل للنباتات والحديقة بقولي لها "شكرا" وأظهر لها التقدير كنوع من الشكر والامتنان. ثانيًا: لكل إنسان في الدنيا ميراث ثمين ، فبعضه مادي وبعضه مادي نفسي ، لذلك أردت أن يكون جزءًا من إرثي لأطفالي الثلاثة وطلابي الذين أعمل معهم معهم في عملي اليومي كموظف متعدد الثقافات ، رسالة لتحدي المستحيل والعمل الجاد لتحقيق ذلك و تشجيعهم لتحقيق أحلامهم ، مهما كانت صعبة ، حتى لو كانت كبيرة وبعيدة المنال ، ولهذا السبب لم أستطع ان اعثر على لقب أفضل من موسوعة جينيس للأرقام القياسية للاحتفال بالإنجازات الفائقة وتحقيق العالمية. العنوان الذي من شأنه أن يجعلني نموذجًا يحتذى به لأولادي وطلابي ويكون حافزًا لهم في الدراسة والعمل وبناء مستقبلهم وتوضيح مفهوم "لا يوجد مستحيل". ثالثًا: لم يكن اختياري لموضوع تطعيم الأشجار على وجه الخصوص عشوائيًا ، بل في الواقع اخترته لأنه مرتبط بعملي كموظف متعدد الثقافات في واحدة من أكبر المدارس متعددة الثقافات في الولاية (كلية شيبارتون الثانوية الكبرى) . والغرض من ذلك هو إيصال رسالة إلى الجيل الجديد في المجتمع الذي نعيش فيه ، أي نحن جسد واحد وعائلة واحدة بعنوان (التعايش السلمي الذي يقدمه التطعيم المتعدد) إن جذع الشجرة التي تم تطعيم جميع الفروع عليها هو جزء من مدينتنا أو مجتمعنا ، إن تعدد الفروع وتنوعها يرمز إلى تعدد البلدان والأوطان والأراضي التي أتينا منها للتجمع في مكان واحد ، الأوراق متعددة الألوان على نفس الشجرة ترمز إلى اتحادنا ووحدتنا ، بغض النظر عن ألواننا المختلفة ، والأشكال المختلفة للأوراق على الفروع ترمز إلى حبنا واحترامنا لتنوع ثقافاتنا وتقاليدنا المختلفة, ألوان وأشكال وروائح الزهور على الفروع المختلفة ترمز إلى احترامنا وقبولنا لتنوع أدياننا ومعتقداتنا ، وتعدد ألوان وأشكال ومذاق الثمار في الشجرة يرمز إلى ما سيحققه الجيل الجديد من إنجازات عظيمة في مختلف مجالات الحياة ، بعيدًا عن التفكير في اختلافاتنا ، لأنه, بغض النظر عن اختلافنا في الكثير من الأشياء ، فإن الارض و الوطن هو الام التي ستوحدنا دائمًا ، وهي جذع هذه الشجرة التي ترمز إلى مجتمع التعايش السلمي بين الشعوب على مستوى العالم كله .
أبارك للاخ الاستاذ حسام الصراف هذا النجاح والتقدم ودخوله موسوعة غينتس للارقام القياسية دليل على ذكاء العراقيين وقدرتهم على التميز ان توفرت لهم الظروف المناسبة وادعو المسؤولين في بلدنا العراق الى الاهتمام بالاذكياء واصحاب المبادرات والمتميزين والموهوبين فهم نواة لاقامة المجتمع الجديد والدولة الجديدة التي يستحقها بلدنا العزيز.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق