أوراقا تحاول أن تكون رواية ٠٠ الحلقة السادسة

أوراقا تحاول أن تكون رواية ٠٠ الحلقة السادسة

بقلم :الاستاذ محمد مناف

عزيز ماككر٠٠ ورسمت حروف الكاف مرتين لغرض التاكيد وبحسب لفظ التسميه قديما

يلازم لفظ اسمه كسرتين بشبه ياء كان يقتعد الدرب وبملابس عسكرية قديمة ومتسخه بسواد الفحم فهو يعمل وقادا لنار الحمام التي ترعاه وكانت على فوهة الدرب الى داخل المدينة ومن سوق الباب الجديد ٠٠ ولابد ان يكون حمام للرجال وبعده حمام للنساء وباختلاف ابواب الدخول الى الحمام ٠٠ كان انسانا مسالما ، ولكن الاهل يحذرون من الاقتراب منه ٠٠! فقد كان في بعض الايام يقاتل اشباحا وباصوات كابوسية ٠٠ كانت الاجابة وقتها انه كان قد دخل معارك عسكرية حين كان في الجيش العثماني وهرب من الجيش مختلا وبقي يغيش هنا يوقد نيران الحمام التي كنا نسمع صوت نيرانها ويعيش اجيرا لدى اصحاب الحمام ٠٠ هذا ما تركته عليه منتصف الخمسينات ؛ لم نسمع عنه يوما ما انه آذى احدا او احدث مشكلة ٠٠ عدا مقاتلته الاشباح بين حين واخر ٠٠وكثيرا ماكانت ملابسه المتسخة بالسواد والممزقه تثير عطف احد العابرين ٠٠ ولكني لم اره يوما بملابس انظف او انه يتحدث مع احد ٠٠ وتكثر هكذا شخصيات في المدن القديمة ، وفي كل مدن العالم ٠٠ قتل عزيز ماكر يوم دخل فوضويو قطار السلام المسلح الى الموصل في مطلع آذار سنة 1959 ومحاولة امر موقع الموصل ( عبدالوهاب الشواف ) التمرد ضد قاسم باختلاطات سياسية وعسكرية كبيرة ومؤذية اعقبت تلك الماسي حيث دخل مسلحون الى البيوت الموصلية وقتلوا عددا من ابنائها امام اهاليهم ومنهم مقتل باسل محمود ثابت وقصة مقتل حفصه العمري وابيها في بيتهم وعلقت جثثهم امام دارهم ٠٠ وكثرت شائعات القتول مما شكل احد النقاط السوداء في تاريخ انقلاب تموز ١٩٥٨ ٠٠ ومحكمة المهداوي سيئة الصيت والشعراء ٠٠

ربما كتب الكثير عن هذه وتلك ولكن الاغتراب ابعدني عن التواصل والتعرف اكثر ؛ وعذرا هذا ماقلته حين تسلم الدواعش مدينة الموصل مجانا لا بل بخزائن بنوك تقتل اموالهم ناهبيها قبل ان يستغفرون ربهم ؛ لا بل يصرون انها مدينة متمردة عليهم فلا بد من كسرها وكما يقال عادة رحم الله امرءأ عرف قدر ذنبه فاستغفر وعسى ربك ان يغفر ٠٠

كان سوق باب جديد في رمضان يدخل حياة اخرى والى نشاط كلي فعلى بعد امتار مما تحدثنا به كان يصنع الحلوى الرمضانية ينادي الناس ان بضاعته من البقلاوه والشكر لما بنداء ( اتخذته نوعا من قالب ايقوني في اي عمل اعلامي شبيه ( ينادي وهويرفع قطعة البقلاوه وهي الاحب في رمضان ويقول( اش اقول قلولي والدهن بيها بلبولي ! ) كانت مليئة بالشيرة والدهن السخي ٠٠ ياتي نداءه مغريا وناجحا حيث يبيع الكمية التي عرضها بصينيات كبيرة حصل الرجل تسمية اولقب يستحق كثيره انه ملك البقلاوه ٠٠ والشكر لما ٠٠

وكلا البضاعتين يشتهر بها السوق العراقي دوما بالاخص في شهر رمضان حيث يعبر امام البائع صائم ينتظر وقت الافطار ٠٠ ربما خسرت اسواق الموصل ذلك الرجل ( الملك) مع اسقاط الملكية !

مدينة تعيش براءتها وتتهم بطيبتها وتحضر اهلها وموروثهم من حضارة الحجر صلبة تحتاج الى الكثير من الفن والصبر ودقة العمل مثل ( نقار الحجر ) فنان لن يصل الى صبره دقة مايعمل عليه الا فنان يعرف ويفهم معنى وجود مئات المنحوتات ( الثور ) المجنح الذي عاداه الداعشيون وغيرهم من مجانين السلطة وشهوة القتل والفساد ٠٠

تحية لصبور يقرأ كتابتي عن مدينتي الموصل ويتفهم وبدقة معنى ان يحاول غزاة اليوم ان يدمروها ، كما الغزاة المتكررين كل قرن تقريبا وتبقى الموصل ٠٠ مدينة ذاتها الخاصة والمتفردة ٠٠

وسلام طيب ٠٠

مناف ياسين

الاول من تشرين الاول ٢٠٢١