الدكتور صائب شوكت في مواجهة الصحفية نوال الوائلي وحوار عمره (40) سنة
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
في مثل هذا اليوم 13 من تشرين الاول - اكتوبر 2021 نستعيد الذكرى ال (37) لوفاة الطبيب العراقي الرائد الكبير المرحوم الاستاذ الدكتور صائب شوكت . والدكتور صائب شوكب طبيب عراقي كبير ، ومعروف (1898-1984 ) وهو الاخ الاصغر لرئيس وزراء العراق السابق في العهد الملكي المرحوم ناجي شوكت ، والدكتور صائب شوكت له تاريخ ، وتاريخ ثر وهو خريج (كلية حيدر باشا الطبية في أسطنبول) سنة 1918.اكمل دراسته الطبية في الجراحة في المانيا ، وحصل على الدكتوراه في الجراحة من جامعة برلين ، وكانت أطروحته حول علاج حصاة الكلية.
عاد إلى العراق في سنة 1920 مع مجموعة من أطباء الرعيل الأول ، ومنهم الدكتور أبراهيم الآلوسي، شاكر السويدي والدكتور هاشم الوتري لاحقاً.عمل مساعداً لمدير المستشفى الملكي الدكتور دنلوب وهو بريطاني الجنسية وعند افتتاح الكلية الطبية سنة 1927، كان العراقي الوحيد بين أساتذة الكلية الأجانب.عين مديرا للمستشفى الملكي العراقي. ، عين عميداً لكلية الطب في بغداد 1939-1941.ترأس (نادي المثنىبن حارثة الشيباني ) العروبي القومي الاتجاه منذ تأسيسه وحتى سنة 1941.
في العدد الصادر يوم 28 -10-1981 من مجلة (الف باء) البغدادية اجرت معه الصحفية الاستاذة نوال الوائلي حوارا جميلا نافعا ، وكان عمره عند اجراء الحوار ( 83) سنة ، وقد توفي بعد اجراء الحوار بثلاث سنين عن عمر ناهز ال (86) سنة وقال في الحوار انه حزين لفقدان العديد من زملاءه ، وسرعان ما تلاشى الحزن ، وبدت مسحة من الابتسامة على وجهه وهو يجلس واهنا على كرسي وثير في احدى صالات داره ذات الطراز المعماري البغدادي الاصيل ، وداره اليوم من الدور التراثية التي ينبغي ان تهتم بها امانة العاصمة ، ويبدو ان الامر قد جرى هكذا بعد وفاة الرجل .
قال أن والده كان عضوا في مجلس المبعوثان (النواب ) العثماني ، وكان يريد من ولده صائب ان يدرس الهندسة لكنه درس الطب وبعد تخرجه متخصصا بالجراحة في برلين عاد الى بغداد ، وكان اول عراقي يجري عمليات جراحية حقيقية في (مستشفى المجيدية) ، وهو المستشفى الجمهوري ببغداد جوار مدينة الطب وكانت العملية التي اجراها اخراج حصاة من المثانة ومعظم الاطباء كانوا من الاتراك وقال كانت له يدا بيضاء في انشاء كلية الطب سنة 1927، واضاف كانت مدينة الطب " من افكاري وقمت بوضع تصاميمها مع احد الزملاء المهندسين ومن اجل ذلك زرت عدة مستشفيات في العالم وقدمت الاقتراح الى مجلس الاعمار في العهد الملكي ، وبقي المشروع على الورق سنوات طويلة حتى برز الى الوجود اخيرا " وافتتح في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم بعد ثورة 14 تموز 1958 .
وسألته عن الملك غازي 1933-1939 ملك العراق الاسبق ومقتله وكان حاضرا فقال :" ان الملك غازي كان ضد المستعمرين الانكليز وكانت لديه اذاعة خاصة تذيع التعليقات والاخبار ضدهم ، ولهذا تآمروا عليه وقتلوه " .واضاف :" واذكر انه عند مقتل الملك (نيسان 1939 ) اتصلوا بي واخبروني ان اذهب الى القصر الملكي فذهبتُ الى هناك ، ووجدتُ طه الهاشمي ورستم حيدر طلبا مني ان افحص الملك ، وهل سيعيش .وضعت يدي على رأسه فدخلت يدي في الرأس كان الملك قد ضُرب بقضيب حديدي -هيم - على رأسه وافتعلوا بعد ذلك حادث السيارة ليقولوا انه قتل خلال اصطدامها بعمود .بعد الفحص قلت لهم سيموت بعد نصف ساعة أو ربع ساعة ، وفعلا مات بعد قليل ، وعقدوا مجلسا ليقرروا من يتولى الحكم كان المفرض ان يكون الوصي على العرش هو الامير زيد ، ولكن لان زوجته تركية لم يوافقوا عليه فأصبح عبد الاله هو الوصي " .
تحدث عن مشاركته في حركة نيسان -مايس 1941 المعروفة ب(حركة رشيد عالي الكيلاني) ، وقال ان الانكليز ارادوا اعتقاله لكنه هرب الى استانبول وبقي اربع سنوات ، وفصل عندما كان عميدا للكلية الطبية الملكية العراقية ولكن الوضع تغير عندما جاءت حكومة جديدة ، وعاد عميدا للكلية الطبية .
تحدث عن بعض ذكرياته ومنها ان (الملا خضر) ساعده في تشريح الجثث لأغراض الدراسة .. ولم يكن هناك أحد يقبل ان يقوم بهذه المهمة ، ومرة قال له الملا خضر ان التشريح حرام ، ولكن الدكتور صائب شوكت اقنعه بأحاديث للرسول الكريم بشأن طبابة الابدان ، واقتنع وظل يعمل معه فترة من الزمن وقال ان مستشفى المجيدية ، كان يضم غرفة عمليات واحدة و(12) ردهة تتسع كل واحدة لعشرين مريضا وكانت الراهبات هن من يَعتنين بالمرضى ، وانه اعد مدرسة للتمريض "وبدأنا بتدريس فن التمريض فيها ، وتعليم الفتيات المعالجة ، والحقن ، وقراءة درجة الحرارة " .
المقال يعد - بحق- وثيقة تاريخية .. تحياتي للاخت الاستاذة نوال الوائلي وتمنياتي لها بالعمر المديد ، ورحم الله شيخ الاطباء العراقيين الاستاذ الدكتور صائب شوكت وطيب ثراه والمجد له .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق