اختيار موضوع لرسالة ماجستير او لاطروحة دكتوراه
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
كثيرا ما يتصل بي عدد كبير من طلبة الدراسات العليا في العراق ومن غير العراق يسألونني أن اقترح عليهم موضوعات لكي يكتبوا فيها رسائلهم للماجستير أو اطروحاتهم للدكتوراه واقول لهم ان لابد من الاتصال بأساتذتهم ومعرفة توجهاتهم وما لديهم من مقترحات او ما نسميه توجهات بحثية فالاستاذ الجيد لديه الكثير مما يختزنه من مشاريع بحثية اراد هو ان يقوم بها او وضعها ضمن خططه للكتابة عنها والبحث فيها ان تيسرت الفرصة او تيسرت المصادر .
اقول للطلبة احيانا انه ليس من الصحيح ان يختار لك احد موضوعا تكتب فيه واتلاطف معهم واقول ان من يختار لك موضوعا كمن يختار لك زوجة او كمن يختار لكِ زوجا وهذا ليس صحيحا فالطالب ومنذ انتماءه الى الدراسات العليا يجب ان يفكر بما سوف يكتب عنه والسنة التحضيرية من اهدافها ان تساعد الطالب في ان يختار موضوعا يكتب فيه او ان يختار استاذا يكتب معه .
نعم اختيار الموضوع ليس امرا بسيطا انه مهمة صعبة والاستاذ المتميز هو من يترك للطالب حرية اختيار موضوعه او ان يساعده في ان يقربه من هذا الهدف من خلال عرض المشاريع والموضوعات التي لم يكتب فيها او ان تتوفر عليها مادة وتنتظر من يكتب عنها .
انا دائما ادعو الطالب ان يجلس مع استاذه ويتخذ منه قدوة ويناقشه ويكون على صلة وثيقة به وحتما سوف يستطيع من خلال هذه الصحبة ان يتعرف على الخطوط البحثية التي تحتاج المعالجة او المشاريع التي لابد من الكتابة عنها وتقديم الدراسة العلمية عنها .
نقطة اخرى وهي ان على الطالب ان يعرف عن ماذا كتب وعن ماذا لم يكتب وهذا يحتاج منه ان يكون مطلعا على ما يجري وما جرى حوله من كتب عن هذا الحدث ومن كتب عن هذه الشخصية ومن كتب عن تأثير كذا وكذا .البحث ليس تقريرا سطحيا بل بحثا واستقصاءا وتحليلا ونتائج هو بالاصل فكرة فيها (ثيمة Thema ) يدور حولها البحث وتحتاج من الطالب ان يدرسها ويحللها ويستخرج النتائج منها ويقدمها في رسالة واطروحة وفي الرسالة لايتوجب ان يكون الموضوع اصيلا ومبتكرا ولكن في الاطروحة لابد من ان تتوفر الاصالة .
وقبل ان يسجل الطالب موضوعه يجب ان يتأكد من لااحدا قبله قد ردرسه وان ثمة مصادر ووثائق واوراق متوفرة عنه وقريبة المنال .
ومع هذا انا ادعو الى التعاون بين الطالب والاستاذ في مسألة اختيار الموضوع وكل من طرفه ويجب ان لايترك الاستاذ طالبه في حيرة بل يجب ان يقرب له الموضوع ويعطيع عددا من المصادر الاساسية حوله وان يقرأ عن الموضوع اكثر مما يقرأ الطالب نفسه عن الموضوع وان يتحمل مسؤولية الموضوع كاملة بحيث يستطيع ان يدافع عنه وان لايترك الطالب وحيدا لان الموضوع موضوعه وعليه تتوقف سمعته العلمية .
واخيرا على الطالب ان يفخر بموضوعه وان يعرف قيمته وان يضع كل قدراته للوصول الى الحقيقة وان يحب موضوعه ويحرص على الاتيان بالجديد .وكم هو جيد اذا كان موضوع الدكتوراه قريب الصلة من موضوع الماجستير فهذا ما سوف يسهل للطالب العمل من خلال معرفة المصادر واماكن تواجدها وما يمكن ان تقدمه له من معلومات .
اكتفي بهذا وقد اعود الى بعض الجوانب مرة اخرى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق