الاثنين، 25 أكتوبر 2021

أوراقا تكاد أن تكون رواية موصلية ..........الحلقة ( 12)


 





أوراقا تكاد أن تكون رواية موصلية ..........الحلقة ( 12)

بقلم : الاستاذ محمد مناف ياسين
المدرسة والملك ٠٠
ما ان يخطو مدير مدرسة (الوطن) الابتدائية الى داخلها حتى يقف الفراشون احتراما اعتادوا عليه ويبدا الطلاب الصغار المنتشرون في الساحة بالتجمع صفا متقابلين ويبدا كل منهم بالاستعدادةمثل جندي رافعا يده اليمنى بالتحية حتى ينهي المدير الانيق سيره المتباطئ الى درجات الصعود الى الاداره حيث غرف الاداره وقاعتين لصفين بالسادس الابتدائي ٠٠ كان الاستاذ بشير الدليمي مدير المدرسة وقتها من شخصيات المدينة المعروفين والمحترمين ٠٠ قيل لنا ان هذا المبنى الفخم قد كان ادارة عثمانية او موقعا لتجميع الجند ٠٠ وقد تكون اشياء اخرى لم نكن نعرف عنها ٠٠ كل الصفوف واسعة والرحلات (مكاتب الطلاب ! ) واذكر اني كنت في الصف الرابع ( ا ؛) اعلنت ادارة المدرسه ان جلالة الملك سيزور المدرسة ضمن زيارات اطلاع لصاحب الجلالة ومن معه بالتعرف على عديد امور في المدينه ومن ئضمنها المدارس ؛ كنا نحن التلاميذ فرحين باعتبارها تقدير للمدرسة وسمعتها في حينه ٠٠ الا ان العاملين قد سهروا كل الليل لتامين سمعة المدرسة وكما سمعنا من اهالينا انها زيارة مهمة لكم وافشل مؤكدا للتعبير عن ذلك الفرح الكبير ٠٠ وفي اليوم التالي جاء الملك فيصل الثاني انيقا هادئا بتلك البسمة الوديعة ودخل الى الصف الرابع ( ا ) والاستاذ يلقي درسه تجول بين خطوط رحلات الدراسة وسلم بهدوء عال على التلميذ الذي يرتجف فرحا اقولها وفي الًحقيقة ان جميعنا كنا ممتلئين فرحا ٠٠ تكلم بهدوء جميل متمنيا لنا النجاح لخدمة البلاد وخرج ونحن نتمنى بقاؤه وسارع التلميذ بسؤال المعلم الذي كان محببا لدينا ايضا قال بسؤال : هذا جلالة الملك بعمري استاذ ! كان طفلا مندهشا فالملك عظيم كيف وقف بقربه وصافحه وربما تطاول مع الطفل اياه ! كانت زيارة مؤثرة جعلتنا ننظر الى الملك كما ينظر اي منا الى الاخر ٠٠٠وبفيت في قلوبنا حلوة وتصلح للروي والاعجاب ٠٠ اذكر انا حين خرجنا في نهاية الدرس اننا ناقشنا موضوعة بدت بسيطه ولكنها الاهم فالمدرسة قد غدت كبيرة ومهمة ولم يات احد منا في اليوم التالي الاوهو يحمل رواية لردود فعل اهله ٠٠!
قيل لي ان ذلك المبنى الضخم قد ازيل وخسرنا شاهدا عمرانيا كبيرا وهاما ٠٠
وربما هو كما كانت الثانوية الشرقية والتي اجهل مصيرها اليوم ايضا وكم كانت ايامها مستقبلية حادة الوقع حاسمة
وعلى ذكر الثانوية الشرقية التي كانت فخمة البناء الحجري وكثيرة الاعمدة التي كنا جميعا نشعر انها تحملنا على مبناها المتقادم كانها احد قصور ذكرت في التاريخ وهي اقرب الى الخيال وهنا لا بد من ذكر موضوعة جميلة ٠٠ فقد كان البواب هو الذي نحتاج ان نقف اليه وهو يتقدم بخطو ثابت وقوي يحمل سنين عمر طويلة ٠٠! ينظر الى ساعته ( ساعة جيب ) ثم يقفلها بكل انفة وبنوع استكبار هو احترام عمله ويتقدم بخطى ثابتة الى الجرس كي يعلن انتهاء ( الفرصة ؛ ) ووجوب الدخول الى الصف مباشرة فلم يعد الوقت ملك الطالب بقدر ما هو ملك المدرس والدرس ٠٠ اوالصفوف هنا اصغر بكثير من صفوف مبنى مدرسة الوطن ٠٠
اما تعليقاتنا كطلاب صرنا اكبر عن خطو بواب الجرس فقد كانت انية بعضها يرتبط بمشهد من فلم اعجبنا به وقتها وصار للافلام الهوليودية تداول اكثر في احاديثنا الخاصة كطلاب ٠٠
نعم مثلي مثل غيري من طلاب تلك المرحلة الكثيرة الاعتمال دواخلنا وبين مدرسينا والاهل ٠٠ مما جعلني اهتم بجدية معمقة باكثر من مسح ميداني لطلاب الثانويات ببغداد وكان قد حلت هوليوود في بيوتنا وصار التلميذ والطالب يشاهد الكثير واردت ان اعرف اعمق وساهم معي مشكورين اكثر من استاذ واعلامي باحث في ذلك وكانت الحرب اللعينة قدحلت في الصفوف والمدارس والبيوت تخرب مجتمعا كان اقوى من كل احلام عصافير حكم متخلفة حلت بعد مقتل ذلك الشاب العميق الابتسامة
الملك فيصل الثاني ٠٠
صدر البحثين عن مركز الدراسات الاحتماعية في وزارة العمل العراقية اول ثمانينات قرن كان مسكونا بحروب واحلام كابوسية جدا ٠٠


مناف ياسين ٠٠
٢٥ تشرين الاول ٢٠٢١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...