الجمعة، 22 أكتوبر 2021

أوراقا تكاد ان تكون رواية موصلية ...............الحلقة الحادية عشرة


 


أوراقا تكاد ان تكون رواية موصلية ...............الحلقة الحادية عشرة

بقلم : محمد مناف ياسين

رؤى الدفء ٠٠٠

ونستيقظ على اصوات ضرب مضرب معدني مثل ناقوس متردد ويعلو صوت جهينة الدافئ : من يريد الحليب فليكن معي ، ونتحرك بسباق غير مرئي ويكاد الناقوس ان يكون عنقود عنب أو سلالا من التين والرطب هاهي جهينة تنشر البسمة وتقود النور فتتفتح عيوننا بلا تعب تطوف نفوسنا بكل هدوء ٠٠النور وبدفءالحياة ٠٠
ونتخذ نحن كل الصغار صفا واحدا بعد آخرخلفها وهي تلاطف بائع الحليب وتمد يدها على جسد الجاموسة ، كانها تشجعها على العطاء اكثر ونسمع سؤالها اليومي كأنها تجامل الجاموسة : هل أعطيتها ما يكفي ؟ فيجيب بنوع ضجر ودي : " يمعوده لاتظلون تسئلون هاذا السؤال لانها تفتهم عليكم " ، ٠٠ يثيرني جوابه فتسرع نظراتي الجاموسة التي وكما اذكر اخذت تصدر صوتا خفيفا وانقطع سيل الحليب الذي يريد الرجل ان يعطينا اياه وكان صف المنتظرين يطول مع استيقاظ الباقين وتدخل سيدات البيت ! يرفع الرجل نظره الى جهينة كانه يشير اليها فتؤشر ان يستمر ٠٠ ولكن كميات العطاء تقل لحظة بعد اخرى فنسمعه ينادي رجلا اخر قدكان بعيدا غير منظور منا ٠٠ وتشتبك كلماتنا نحن الصغار مع نوع احتجاجات كانت مالوفة بيننا ودون ان يحاول احدنا التوضيح المعروف النتيجة ، فلكل ماوصله وعليه تدبر امره ٠٠ تخلو ساحة البيت في لحظات وكل من الصغار قد استعد للذهاب الا واحدا فقد تذكرت ان هناك واجب بيتي مدرسي سيكون في الدرس الاول ٠٠ تقف جهينة على راسي ، كما كنا نقول ، وهي تتافف مبتسمة ( ابو العادة ما يترك بسهولة ٠٠وتعبث اصابعها الطيبة بشعر راسي قليلا احاول التوقف عن الكتابة محاولا استرضاءها ومتحذرا من كل كلمة اكتبها مع تركيز الانتباه ٠٠فتبتعد مقتربة من امي لتساعدها في اعداد الوجبة الصباحية دون كثير كلمات فعليها ان تضع ( المخمل )النظيف على وجه قدر اخر لتصفية الحليب من شوائب معروفة ثم الى اية نار لتغليه ثم تتهيا لما تريدان وكثيرا ما لاتدور اية كلمات بينهن مما يثير اعجابي حتى اليوم ٠٠
كلما عبرت دجلة فيما بعد استوضح كلام الرجل ! ! الجاموس يتبرد بالماء بنوع هدوء كانسياب الماء وهدوء الكرم الاصيل ولذة ذاك الحليب ببرودة شتاء واتمنى جهينة تعبث بشعر راسي ويتموسق صوتها في اذني مثل تداول ظلال جسر ( الملك غازي الا ول ) ونحن نعبره بالسيارة ٠٠٠
صديقتنا وجارتنا الطيبة ام غازي ٠٠ صاحبة حضور جميل ؛ وكاي امراة كبرت في السن و لديها الا ولد واحد وقد درس جيدا وكان متقدما بدراسته .. كانت ام غازي حريصة ان يتزوج من فتاة طيبة النسب حريصة وبجمال مقبول ٠٠زارت أم غازي بيتنا تستفتي جهينة في راي عن خطوبته مقترحة اسماء عدة
وفي تصور ام غازي ان ولدها هو قبلة كل بنات الحي وافضلهن ولكنه / محسود / وهذا الحسد طوق غازي ولم تتقبله اية عائلة ممن تقدمت اليهن ٠٠ او اقترحتهن عليه ٠٠ وهذا الحسد يعني ان عينا ما قد اصابته ومازالت تحيط به ولابد من وقف فعل هذا الحسد ، لان الشاب قدكبر ولا بد ان تحرق تلك العين ! التي تتابع نجاحات ابنها وقد نصحها البعض ان تطفئ تلك العين او العيون وتتقدم لخطوبةالفتاة التي تريدها هي وهو وقد جاءت بالمستلزمات كلها حتى الفحم بناره في المنقلة الخاصة بغازي مع قطعة ( شب ؛) غير منتظمة الشكل وقراءة علينا ان نؤديها ٠٠ سخرنا انا والاولادوكل الصغار من ذلك الظن باعتباره تخلفا ، وتهربنا من المكان حتى اشارت الينا جهينة بالبقاء وجلست هي تحكي لجهينة قصتها مقنعة بالتمام وحين كانت تشرح وتقول مالذي لابد ان نقوله حين يحترق الشب كان احد الصغار يفعل ماتتحدث به ولم تعترض جهينة في البدء ولكنها حين احترق جزء من قطع الشب بنوع غليان عجيب صرخت ام غازي بفرح واعطتنا الابره كي نقوم بتفقيس عيون الحاسدُين مع غليان الشب المعطى لنا واعتبرت مجيئها انتصارا على هواجسها ٠٠ ولا اثقل اذا قلت ان جهينة كانت قد اتفقت معها على لقاءات اكثر من مرة حتى عرفنا ان رغبة غازي مختلفه تماما عما تذهب اليه والدته ٠٠ ولكنها كانت تقول اشياء مختلفة تماما وتحتفظ جهينة باستقبالها حتى اتفقت معها وصارت تدعوها وغازي اكثر من مرة وكان الرجل يسخر بصمت من حكايات والدته ويقول انه يريد السفر الى بغداد ودراسة الحقوق في الجامعة وليس مستعجلا الزواج ابدا ٠٠
بقيت صورة قطعة الشب وهي تنتفخ في شبه غليان في ذهني مدة طويلة وتفسيرات جهينة ان الناس بسطاء ، ويتوارثون هذه الحكايات مع النشوء وعدم الدراسة ٠٠
وبقيت جهينة تحكي لنا ان التعلم والدرس حق انساني واجتماعي لايجوز ان يسلب منه انه حق عام
ويستفيد الخاص كثيرا من الحق العام ٠٠ يكاد ان يكون شرط من شروطه ٠٠


مناف ياسين ٠٠
٢٢تشرين الاول ٢٠٢١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...