وبعد تكوين الدولة العراقية الحديثة بذل
متصرفوا الموصل جهودا كبيرة من اجل تطوير
الحديقة وتجميلها وزرعها بالاشجار دائمة الخضار . وفي سنة 1923 واثناء " حركات
بارزان الاولى "في شمال العراق سقطت
في الحركات طائرة كان يقودها " الطيار
فائق الطائي " في 8نيسان 1923 الموافق 12 ذي الحجة سنة 1315 هجرية وكان معه
مساعده المرحوم " محمد عباس " ، وتقرر دفن جثمانيهما في الحديقة واصبح لهما نصب يعرف ب" نصب الشهداء"
، وتغير اسم الحديقة الى "حديقة الشهداء ". ويذكر الحاج عبد الجبار
جرجيس الباحث التراث الموصلي في مقال له عن حديقة الشهداء منشور في جريدة فتى
العراق في عددها 27 ايلول –سبتمبر 2008 ان الحديقة كانت تشهد في عيد تأسيس الجيش
في 6 كانون الثاني –يناير من كل عام احتفالية توضع فيها اكاليل الزهور على ضريح
الشهيدين واستمر الحال هكذا حتى سنة 1968 . وعندما توفي رئيس بلدية الموصل السيد
خير الدين العمري سنة 1951 ، وكانت له جهوده الكبيرة في اعمار الموصل وتحديثها
عندما تولى البلدية من 1932-1949 ، أراد
المجلس البلدي تكريمه ، فدفن في حديقة الشهداء واقيم له نصب تذكاري لايزال موجودا
في الحديقة .
وثق للحديقة عدد من ادباء الموصل وشعراءها ، وممن
أرخ للحديقة ووثقها شعرا ونصا الدكتور ذو النون الاطرقجي والقاص الاستاذ انور عبد
العزيز والكاتب والباحث صلاح سليم علي . وكان
للجميع ،ومنهم كاتب هذه السطور، ذكريات جميلة فيها فلقد كان الطلبة عبر السنوات الماضية يدرسون فيها ويقضون امتع
اوقاتهم اذ كانت هي وحديقة الشعب في
الجانب الايسر من الموصل متنفسهم الوحيد وللاسف لم يبن او يؤسس اي مسؤول حكومي منذ 80 عاما حديقة في الموصل على غرار
حديقتي الشهداء والشعب. وادناه ماقاله الاستاذ ذو النون الاطرقجي في حق حديقة الشهداء :
مفتوحة
للعابرين والمقيمين وللجيران
لطالبي
المتعة والنزهة
والمتعبون
يستريحون على المصاطب الخضراء
يحلمون
والكهول
ينثرون ذكرياتهم
في أخريات
الضوء
والحدائقيون
يشذبون ما طال من الثيل
والاس
ويزرعون
شتلات جديدة تسر العابرين
والمتعبون
يرمقونها ويبسمون
أبوابها
الستة
مفتوحة
للناس فوق مصاطبها،
يشمسون
يرقبون يقظة الورود من نداها
للفصول
المبطئات
للهواء
ينقل العبير والغبار
والتلاميذ
يروحون،
يجيئون
ساعة للدرس
ساعتين
للهو وللورود
...
سياجها
الطويل لم تكن له نهاية
كدجلة
الطويل
كانت تسع
الدنيا
ومما كتبه
الاستاذ انور عبد العزيز عنها : " قبل أربعين عاماً في الخمسينات وجزء من
الستينات كانت حديقة الشهداء معلماً جميلاً بهياً، وكانت رمزاً للموصل أبّهة
وفرحاً ونظافة، في التصنيف البلدي لم تكن أكثر من حديقة ولكنّها كانت من أجمل
حدائق العراق تخطيطاً وتنسيقاً وشجيرات ورد وزينة وطيور، كان الكلّ محباً لها
معتزاً بها، لم يجرأ أحد – إلاّ في النادر – على العبث بها، وحتى الصغار
يتعاملون معها بتقدير..." . أما الاستاذ صلاح سليم علي فكتب عن الحديقة وقال
:" حديقة الشهداء
كانت اشبه بجامعة حرة مفتوحة في الهواء الطلق ، وهي بحكم اجواء ام الربيعين تنسجم
مع مناخات المدينة واجوائها الطبيعية والوجدانية معا . كما تقدم دربا مختصرا عاطرا
لمن يقدم من المكتبة المركزية العامة او
الجسر الجديد او شارع حلب عبر الأعدادية الشرقية او الكورنيش الى الدواسة او النبي
شيت التي تختزن افكار الحركة القومية وانتفاضة الشواف ..وذكريات أخرى كثيرة ..."
*صورة نصب الشهيد في حديقة الشهداء بالموصل
**صورة تضم ابراهيم خليل العلاف من اليمين مع موفق عبد المجيد الطائي(مدرس تربية رياضية ) ثم ا هاشم شيت (عميد سابق في الجيش ) عندما كنا طلابا في الثانوية الشرقية 1963
**الساحة امام قصر الحكومة في الموصل او القصر الكبير
***صورة من حديقة الشهداء
****الصورة رقم (1 )ارسلها لي الاستاذ الدكتور يونس توفيق صديق الصقال الحمداني من ايطاليا وهي له ولبعض اصدقائه في حديقة الشهداء في الموصل ابان السبعينات فشكرا له .
أستاذي العزيز حفظكم الباري منا الشكر الجزيل على كل ما تقومون به من أضافات وتوثيق دقيق لتأريخ الموصل جزاكم الله كل خير وعافية وأستمرار بالعطاء. وحديقة الشهداء لابد وأنها قد شهدت لقاءات عابرة لنا دون معرفة في أعوام قبل وبعد 1963 حيث كنت أنا كذلك أدرس في رحاتها الغناء وخصوصا أيام الأمتحانات النهائية. أردت أن أسأل فيما أذا كان الظاهر معكم في الصورة بأسم موفق عبد المجيد الطائي هو نفسه الذي كان حارس مرمى المنتخب العسكري العراقي في الخمسينات وكسر له ضلعا لدى صده ضربة جزاء في مباراة كان يحضرها الملك الشاب المرحوم فيصل الثاني ومنحه على أثرها رتبة ملازم ثان أم أن ذلك فقط تشابه أسماء؟ وكنت قد عايشت الضابط المذكور في 1971 في مستشفى حامية عقرة أثناء خدمتي العسكرية بعد الأقامة وكان يحكي لنا عن حياته الرياضية أحتفظ بكثير منها. لابد أن أستاذنا يحتفظ بأكثر من ذلك عن هذا البطل الرياضي الذي لازال الكثير من العراقيين عند سماعهم ب: "موفق" فأنهم يلحقون به "عبد المجيد".
ردحذفتحياتي الحارة وسلامي الأخوي.
غانم الشيخ - بريطانيا.
شكرا اخي الاستاذ الدكتور غانم وانا سعيد بتعليقك الجميل ...كلا انه ليس ما تقصده في الصورة ...بوركت وحياك الله
حذفجزاكم الله كل خير لما قدمتوه من خدمة لهذه المدينة
ردحذف