الخميس، 21 مارس 2013

علي الخاقاني ومجلة البيان بقلم : الاستاذ خالد خلف داخل

طه حسين يعاتب علي الخاقاني - مجلة البيان تصدر في النجف وتقرأ في مصر ولبنان
4/24/2012 4:01:36 PM

علي الخاقاني رجل  أديب ، وصحفي فاضل ، ومؤلف شهير . ولد في النجف الاشرف حوالي 1910 ينتمي الى اسرة علمية فجده الشيخ علي بن الشيخ حسين يٌعد من الفقهاء  تقلد المرجعية فترة قصيرة حتى وفاته سنة 1916.
 انتقل الاستاذ علي الخاقاني الى بغداد مطلع الاربعينيات من القرن الماضي وأسس "مكتبة البيان " خاصة ببيع الكتب حتى اصبحت منتدى وملتقى ثقافياً يرتاده الادباء والمثقفون..... أصدر الشيخ علي الخاقاني عدة مؤلفات منها موسوعته : " شعراء الغري " اثنى عشر مجلدا .  كما اصدر "  البيان " ، والتي نحن بصددها  أصدرها سنة 1946 وهي " مجلة اسبوعية ادبية اجتماعية جامعة تصدر مرتين في الشهر " . 
يذكر الدكتور عناد اسماعيل الكبيسي بكتابه:" من اعلام الحداثة في الادب والصحافة بين بغداد - النجف " ، فيقول كانت " مجلة البيان"  صاحبة مبدا في حياتها الفكرية والسياسية كانت كثيرا ما تتعرض للغلق والحجز والانحسار عن الحياة العامة بفعل افكارها التي تثير عليها السلطة فقد جاء في العدد الخامس والعشرين والسادس والعشرين وتحت عنوان :" بعد ثلاثة شهور " ، والصادر في سنتها الاولى مايلي : (هيا بنا الى الميدان رافعين لواء الصبر والتضحية مستنيرين بمصباح الحق والفضيلة صامدين للعقبة ومضحين بالغالي والنفيس ومستمدين العون من الله كان) ، هزت اللهجة الحزينة تبين ضياع فلسطين وقد استمرت مثل هذه الشكوى في اعداد اخرى من صدورها مما يعرضها دائما للغلق وان مثل هذه اللهجة ماكانت لتكون لولا الجو الارهابي الذي وقعت فيه الصحف العراقية بعد حرب فلسطين الاولى وبعد ظهور دولة الصهاينة وجد الحاكمون وقتها وسيلة لسد الافواه وحجب الحرية في القول وفي حرية التعبير ولاشك ان " مجلة البيان " ،كمجلة تحترم الكلمة كانت تعرف ان وأد هذه الاراء المندفعة تجعل الاديب والفكر يدوران في حلقة مفرغة لايكاد يخرج منها والبيان كمجلة تصدر في النجف  الاشرف كانت تعرف دورها وماكان يراد منها هذه المدينة المقدسة عند العرب والمسلمين وانها ملتقى الوافدين اليها من كل انحاء العالم لمجاورتها للضريح المقدس للامام علي بن ابي طالب عليه السلام . 
وفي ظل هذه البيئة اتسمت مجلة البيان بالنشاط والحركة فقد فتحت المجلة صدرها لكل التيارات الفكرية والثقافية فكانت بحق رائدة الصحافة العربية التي تصدر في العراق وكان بها مترجمون ينشرون فيها ترجماتهم من الاداب العالمية وبخاصة ماكان يترجم عن اللغة الانكليزية وعن أمم اخرى من خلال اللغة الانكليزية .. كذلك كما اولت مجلة البيان جل عنايتها بالادب فكانت بحق ملتقى الادباء العرب في كل اقطارهم لما كانوا ينشرونه فيها من اثار تتلاءم الى حد بعيد مع حياة الانفتاح على العالم الخارجي من ذلك على سبيل المثال كان ادباء مصر وبخاصة  المتخصصين بالادب القصصي الحديث مثل محمود تيمور الذي نشر فيها بعض من قصصه وعلي الجندي والكاتب المصري الاخر ميشيل تكلا كما كتب فيها اللبناني محمد صدقي كسبة ومن الاقطار العربية الاخرى نشر الاديب سعيد ابو الحسن النائب في البرلمان السوري قصة بعنوان: (خطر الموت) كما نشر كاتب سوري هو رئيف الخوري وعيسى الناعوري واسماعيل المبروك .كما كانت مجلة البيان على صلة بالاستاذ الدكتور بدوي طبانة كما كتب الشاعر المصري المعروف علي محمود طه والاستاذ هاشم عطية كما نشرت فيها الشاعرة الفلسطينية المعروفة فدوى طوقان قصيدتها (سمر) وعلى اساس من هذه الصلات بين الادباء والمثقفين العرب ومجلد البيان لما تحويه هذه المجلة من شهرة وابداع مما جعل اؤلئك الادباء يرسلون اليها نتاجاتهم مما حدا بالاستاذ علي الخاقاني ان يجعل للمجلة اساتذة يشرفون عليها في الحقل الادبي والثقافي ومن هؤلاء  الاساتذة الاستاذ المعروف عبدالحميد الدجيلي كما نشر مقالات لادباء لهم وزنهم في الساحة الثقافية العراقية مثل الدكتور مصطفى جواد والدكتور علي جواد الظاهر ولمجلة البيان دور بارز في تاريخ الادب العربي الحديث في العراق الحديث منها الشاعرة الرائدة نازك الملائكة وشعرها الطافح بالالم والحزن كما كان في اعداد المجلة قصائد طافحة باجواء الحرية والتحرر وبالحداثة كان يبعث بها اصحابها الى هذه المجلة على سبيل الذيوع والشهرة لان مجلة البيان كانت  توزع خارج العراق في سورية ولبنان ومصر وفلسطين وفي الكويت والبحرين حتى مدينة المحمرة وكانت للمجلة مراسلون ينقلون اليها اهم الاحداث الادبية والشعرية فقد كتبت الشاعرة لميعة عباس عمارة احدى قصائدها يذكر الدكتور عناد الكبيسي فيقول ومن الشعراء الذين نشرت لهم مجلة البيان نتاجاتهم الشعرية الشاعر عبدالرزاق عبدالواحد قصيدته تحت عنوان (سأظل اهواك) في احدى اعداد المجلة كما نشرت بعض قصائد الشاعر بدر شاكر السياب من ديوان (ازهار ذابلة) المطبوع في مصر فقدمته مجلة البيان بعددها 42 في 1948/3/22 وللدور الريادي لمجلة البيان وصاحبها علي الخاقاني فقد نالت شهدتها البلاد العربية حتى ادباء مصر وكتابها ومؤلفوها كانوا مولعين بقراءتها فاذا كان المثل الادبي حول ريادة مصر بالكتابة (مصر تؤلف ولبنان تطبع والعراق يقرأ) فمجلة البيان كسرت هذا المثل فكان العراق يؤلف ومصر تقرأ فكان عميد الادب العربي طه حسين من اشد المتابعين لقراءة مجلة البيان حتى حدثت قصة الكاتب النجفي الذي كتب موضوعا بشأن :" الدراسة في النجف " وانقطع عن اكمالها فعاتبه طه حسين في مجلة الكاتب المصري فهي قصة طريفة مفادها ان كاتب البحث الاستاذ (احمد مجيد عيسى) نشر ثلاث حلقات من مقاله في مجلة البيان ولم يعر صاحب البيان علي الخاقاني اهمية للموضوع فما كان منه الا ان ارجع الحلقات الباقية الى صاحبها لانها غير جديرة بالاهتمام وبعد مدة قرأ ابو بديع علي الخاقاني في مجلة الدكتور طه حسين (الكاتب المصري) مقالا يثني فيه على مقال احمد مجيد عيسى والذي كان بعنوان :"الدراسة في النجف " ويوضح اهميته حيث انه يرسم صورة حقيقية لمدرسة النجف العلمية ويقربها الخيال البعيد عنها ويأسف على انقطاع كاتب المقال عن نشر البقية وانه اي طه حسين يعاتب مجلة البيان على ذلك وهذا دليل على متابعة عميد الادب طه حسين على ولعه لقراءة مجلة البيان فما كان من ابي بديع علي الخاقاني الا ان اسرع الى الاستاذ احمد مجيد عيسى يستعطفه ان يرجع المقالات التي سبق وان اعادها اليه من موضوعة الدراسة في النجف ولكن صاحب المقال احس بالموقف وبثناء طه حسين على مقاله امتنع عن اعطاء صاحب البيان المقالات عقوبة على تسرعه في الحكم على البحث نفهم من هذا الخلق العظيم الذي يكنه علي الخاقاني  للادباء فانه وان اختلف مع بعض الكتاب فانه يرجع اليه مقالاته بانها لم تصلح للنشر لايمزقها ولايرميها في سلة المهملات كما يحدث الان لبعض الصحف التي توزع في محافظة واحدة فكيف بمجلة لها مكاتب توزيع داخل العراق وخارجه يذكر السيد محمد حسين المحتصر ان صاحب مجلة البيان الشيخ علي الخاقاني كانت لديه اسماء مشتركين كثر  داخل العراق وخارجه ......يقول طلبت منه بعض اسماء المشتركين فأعطاني قائمة طويلة تحتوي على اكثر من خمسين اسما بعضهم في الكويت واخرون في البحرين وجماعة من عبادان والمحمرة .
تعتبر مجلة البيان اول مجلة نجفية وعراقية تدعو الى ادب المرأة والكتابة عنها وبذلك بفتح باب خاص باسم دنيا المرأة فقد اصدرت عددها المرقم 31/ 32 في 15/ ت2/ 1947 صفحة 842 وفيه حقل دنيا المرأة جاء فيه : (هذا حقل ندعو اليه الكتاب والادباء سيما الكاتبات والاديبات ونخص منهنّ مربيات النشء المعلمات في المدارس العالية والابتدائية ممن يشعرن بتأخر حالة المرأة المزرية وضرورة تعليمها وتثقيفها راجين ان يشغل بما تجود به اقلامهم من اراء وخواطر قيمة تهذب المرأة وتزيد من نشاطها الاجتماعي وتطلعها على مختلف اوجه النشاط النسوي في باقي انحاء العالم سواء ما يخصها من شؤون تربية الاطفال او ادارة المنزل او الشؤون العامة الاخرى فاليكن يامربيات الاجيال واليكم يا ادباء العصر نوجه هذه الدعوة ونهيب بكم ان لاتغفلوا جانب المرأة فانها عنصر كريم دعى الى تهذيبه الاسلام وحث على تعلمه حيث قال رسول الانسانية والمحبة والنور محمد صلى الله عليه واله وسلم.. العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة فالى النور والمعرفة يا ابناء العصر).
خالد خلف داخل
* http://www.daraddustour.com/





 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 ...............أ.د إبراهيم خليل العلاف

                                                            الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 أ....