السبت، 16 مارس 2013

مثقفون يعربون عن «سعادتهم» باختيار بغداد عاصمة للثقافة العربية 2013



بغداد آن لك الأوان لترجعي ما ابتز منك الحاكمون وجوعوا
مثقفون عراقيون وعرب يعربون عن «سعادتهم» باختيار بغداد عاصمة للثقافة العربية 2013

القاهرة – محسن حسن
رغم رائحة البارود التي ما تزال تفوح من بعض طرقها، البارود الذي يعود للسنوات القليلة الماضية، إلاّ ان بغداد ما تزال تمتلك ملامحها الثقافية، الواضحة، وهذا ما أعادها إلى الصدارة في الشارع العربي الثقافي بعد اختيارها عاصمة للثقافة العربية عام 2013، مثقفون وكتاب عراقيون وعرب، أعربوا عن تفاؤلهم، باختيارها، مستحضرين أدوارها الثقافية والفكرية على مر القرون الماضية.
مدينة السلام
المؤرخ العراقي الدكتور إبراهيم خليل العلاف، مر على مراحلها قائلاً:" مدينة السلام، قال الامام الشافعي رضي الله عنه لتلميذه : يافلان هل رأيت بغداد؟ أجاب التلميذ لا، فقال الشافعي ما رأيت الدنيا!، وهي ذاتها بغداد عاصمة الدولة العربية الاسلامية في عهد العباسيين، مدينة جعفر الصادق وأبي حنيفة النعمان بن ثابت، بغداد عاصمة أبي يوسف صاحب كتاب الخراج، مدرسة المعتزلة وأعمال العقل، مدينة الوراقين وشارع المتنبي وصحف الزمان والأهالي والشعب والاستقلال واتحاد الشعب، بغداد السهروردي والكرخي، بغداد فيصل الأول، بغداد نصب الحرية وجواد سليم، بغداد يونس السبعاوي وعبد المحسن السعدون، بغداد ثورة 14 تموز 1958 بغداد الجواهري والسياب وعبد المحسن الكاظمي وعبد الوهاب البياتي وعزيز السيد جاسم، مدينة مجلة الأقلام والمورد والتراث الشعبي"، ويضيف العلاف في حديث مع "العالم": "إن من ينكر دور بغداد كمن ينكر أصله وفصله، كمن يجحد بالنعمة. إن كل ما تحتاجه بغداد، عمل دؤوب وإخلاص ونظافة وحب وتنسيق وتجميل وإزالة للعوائق ليرجع وجه بغداد الناصع يزهو، ولنرجع إلى بغداد لتكتحل عيوننا بضفاف دجلة وبمنائر وقبب وكنائس وجوامع وحسينيات بغداد، مدينة الإنسان البغدادي الأصيل كيف لاتكون عاصمة للثقافة العربية للعام 2013؟".
الاختيار والتوقيت
وعن دلالات الحدث وتوقيته، يقول الأديب والكاتب "نشأت المصري":"خير اختيار وخير توقيت، وما أدراك ما بغداد الجريحة التى باعها الطغاة والضعف العربى، وهى التى كانت منهلا لعلوم وعلماء الشرق والغرب، ظلت على نضالها السياسى والعسكرى والثقافى الذى كتب على جبين تاريخها فابتليت بغزو المغول1258 ودمرها للمرة الثانية تيمورلنك 1400، ولا ينسى أحد إلقاء مكتبة بغداد الرائدة فى مياة دجلة الحزينة، وفى العصر الحديث، تحتلها بريطانيا 1917وفي وقت مبكرأ نشئت بها الجامعة 1949 وتفاعلت تفاعلا قويا مع المد الأدبي والثقافى العربى"، ويشير المصري إلى أنّ بغداد كانت :" على مدى مرحلة الثورة المصرية منذ يوليو 1952 ملاذا للعديد من الأدباء المصريين من قيظ الاستبداد السياسى حتى كانت اللعبة الحقيرة التى ساهم فيها مبارك فاحتلت على يد الاحتلال الأمريكي وكانت جريمة النصف الثانى من القرن العشرين الكبرى، وكان لابد من عودة حميدة لأنفاس من الماضى الجميل تسترد بها بغداد شيئا ولو ضئيلا من عافيتها الثقافية وهو مانتمناه كصدى لاختيارها عاصمة للثقافة العربية 2013".
ملجأ المبدعين
أما الأديب والروائي السوداني الدكتور " أمير تاج السر " فيقول :"إن اختيار بغداد عاصمة للثقافة العربية ٢٠١٣، اختيار موفق للغاية، هذا حدث سيعيد ترميم تلك المدينة التي عرفت منذ القدم، بأنها إحدى إشعاعات الثقافة العربية، وملجأ خصب للكثير من المبدعين على مر التاريخ. لا أحد ينسى تلك الكتب الصادرة من دار الشؤون الثقافية العراقية، التي كانت تباع بأسعار زهيدة للغاية، وكانت من المناهل التي تعلمنا منها كثيرا في البدايات، لا أحد ينسى مجلة الطليعة والأقلام ومهرجان المربد الشعري الخصب. وبدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي وعبد الخالق الركابي، وكثيرون غيرهم، بغداد تستحق أكثر من ذلك، أنا متأكد أنها ستسعيد موقعها القديم بإطلاقها عاصمة للثقافة العربي".
أبجدية الحضارة
ومن جهته عبّر الفنان العراقي الشاب "عمر محمد" قائلاً:"بلاد ما بين النارين، نار العهد السابق ونار انعدام الاستقرار بلاد ما بين النارين والتي اختارت منذ مئات السنين أن تكون بغداد عاصمةً لها وعلى مرّ السنين كانت بغداد ولم تزل ولادة ً للفنون والثقافات بكل أنواعها ولّادة ً بالإعمارِ والإبداع وبالعلمِ وبالحضارة بأعلى المستويات فقدنا الأمل قبل بضع سنين في أن يأتي اليوم الذي تتوّج به بغداد بهذا اللقب (عاصمة الثقافة العربية) وهي التي أنجبت الثقافة والحضارة التي استوردتها كل بلاد الأرض إبّـان العصر العباسي وإلى يومنا هذا وكانت حينها عاصمة ً للثقافة والعلوم والابتكار والاختراع للعالم ِ بأجمعهِ وأنجبت اسماءً لا تُـنسى، علـّموا العالم أبجديةَ الحضارة والتحضّر".
عجلة الثقافة
وعن السر في تجدد الأمل البغدادي في النفوس، يكمل " عمر محمد " قائلاً :"عاد هذا الأمل من جديد لسببٍ قد لا يثير انتباه الأغلبية هو أن رغم المحن التي تمر بها بغداد إلا أنها لم تزل تدور فيها عجلة الثقافة ولم تزل تلد أسماءً لا نريد ذكر بعضها حتى لا ننسى البعض الآخر وأنها لا تزال تعلّم العالم حرية التفكير والطرح الواضح وخلق كل ما هو جميل سواءً ارتبط بالواقع أو من سرد الخيال، والدلائل على ذلك أوضح من الشمس".
ويشير محمد إلى أن على العراقيين أن يكونوا :"على قدر المسؤولية الفن والثقافة والحضارة والإبداع والتطوّر، كل هذا في بغداد مثل صبي أو فتى متحمّـس في جوفه ِ إبداع يريد إظهاره لكنه يحتاج من ذويهِ الإذن لكي يستعرض ما لديه ويحتاج منهم تحفيزاً وإنصاتاً يجب على المسؤولين في وزارة الثقافة ونقابات الفنانين الاهتمام أكثر من ذلك وتوفير الأجواء للمبدعين والمتميّزين وأن يكون هناك الحزم بالأمور وأن تكون الكلمة ترافق فعلاً وإنتاجا ً وإنجازاً، وأن يتواجد الشخص المناسب بالمكان المناسب بعيداً عن حزبه وطائفته ومذهبه ودينه، قليل من الاهتمام سيخرج الإبداع سريعاً ليبرهن، ليس للعالم العربي فحسب وإنما للعالمِ بأجمعه سيبرهن أن بغداد هي فعلا عاصمة الثقافة العربية:
أدجلةُ إنَّ في العبرات نطقاً
يحّير في بلاغته العقولا
فانْ منعوا لساني عن مقالٍ
فما منعوا ضميري أن يقولا
خذي سجعَ الحَمامِ فذاك شعرٌ
نظمناه فرتَّله هـديلا
هذا ما قاله الجواهري".
من بغداد وإليها
ورغم ألم المحنة السورية التي يتعرض لها السوريون في بلادهم، إلا أن الروائية والقاصة السورية "ماري رشو" لم يمنعها ذلك من إبداء سعادتها الكبيرة باختيار بغداد عاصمة للثقافة العربية للعام 2013 مؤكدة أن مدينة بغداد عريقة في نشر الثقافة العربية بكل جوانبها وأن من دواعي السرور لكل عربي الافتخار بتاريخها القديم والحديث، وأنه يسعدها "أن يكلل ويستفيض عام 2013 بثقافة هي من بغداد وإليها.. تحية للعراق وبغدادها عاصمة للثقافة العربية".
ضربة قاسية
ومن جانبها اعتبرت الشاعرة العراقية " نجاة عبدالله " هذا الاختيار وذلك الحدث من قبيل الضربة القاسية لدعاة الخراب، قائلة " بغداد التي تتماثل لقدمها وأصالتها رويدا رويدا بعد أن لوث دفقها سلسلة من الأشخاص الذين ينحتون على جبينها وعمقها وحضارتها وبياضها الأخاذ بأزميل من خراب .. أن تكون عاصمة للثقافة تلك ضربة قاضية لكل من يريد لها الخراب من جديد"، وتضيف :"سيكون عرسا ثقافيا هائلا .. وفرحة لا يمكن أن تمتليء بنا ولا تفيض . بهذا الحدث الثقافي الكبير سوف نستعيد وجه بغداد الناصع وحضارتها العريقة وتاريخها الراسخ بالأصالة .. إنها تستحق وبما يفوق الجدارة أن تكون عاصمة ثقافية للعالم بأجمعه بما تمتلك من مقومات تؤهلها لذلك". 
* http://www.alaalem.com/index.php?news=

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...