جمال الغيطاني وذاته
ينطلق الروائي والكاتب المصري الكبير جمال الغيطاني، وهو يوثق لنفسه بعد ان اقترب من 70 عاما من مقولة مولانا جلال الدين الرومي وهي " انك كلما تريد ان تفهم العالم عد لذاتك "ويبدو الغيطاني وهو يصدر سلسة التجليات مؤرخا ومترجما لنفسه ولكن دون ان يذكر ذلك صراحة ..سلسلة التجليات وقد بلغت ال5 كتب تقع ضمن اعمال روائية اصيلة بدأها بما اسماه :" الدفتر الاول " . و" نثار المحو" هو الدفتر الخامس وفي هذا العمل الروائي -التاريخي يبدو الغيطاني منشغلا بفكرة الزمن ومكابدات الحياة ومارافقها من عقبات ومنغصات تصل به الى ما يسميه هو " دنو التمام " ودنو التمام لايعني الموت بقدر ما يعني التحول لحياة اخرى ابدية :انها ببساطة الفكرة الحقيقية لكتاب الموت الفرعوني :"الخروج الى النهار " "فمع دنو التمام يختزل كل شيء .تتكثف الازمنة في نثيرات تشهب بي تفوتني ولاتمكث ..ذلك هو نثاري ..ما تبقى عتدي لايعني الا نثاري. اصداء رغبة -خوف -توق -حزن -اشتياق -ظلال غير مدركة لندى تكون على خبايا الروح افقي العميق مزدحم بأنات لم تسمع " لنسمعه يقول للكاتب محمد ابو زيد في " جريدة الشرق الاوسط " : اعتقد كلما تقدم الكاتب في السن شعر أكثر بالزمن، فمشروع «التجليات» مثلا منطلقه وفاة والدي، لكن مع تقدم العمر وشعوري بالزمن بدا لي انه تحدث حالة من اعادة النظر والتعلق بما يفنى، فبدأت مشروعا طويلا اسمه «دفاتر التدوين» وجزؤه الأول «خلسات الكرى» ينطلق من مقولة صوفية: «ماذا يمكن ان يكون لو أن ما لم يكن كان»، فمثلا أنت تلتقي شخصا في مكان ما صدفة، أو تقع عينيك على سيدة جميلة في مطار أو في أحد القطارات ثم يمضي كل الى حاله، وأنا هنا أنطلق من ماذا لو ان علاقة بدأت في هذه اللحظة، وانطلق الى المتخيل، ومن هنا يدخل العجائبي في الواقعي، والدفتر الثاني «دنا فتدلى» يتعلق بالقطار واكتب عن القطارات التي تعاملت معها في حياتي، وتكون الذات هي المنطلق، وهناك بعض الوقائع حقيقية وبعضها متخيل ويكون القطار هو المدخل لفهم الحياة والواقع، وربما اخترت القطار لأننا كجنوبيين لنا تعلق خاص بالقطار. اذ يمثل لنا الحنين والعودة الى الأصول، وفي الدفتر الثالث «رشحات الحمراء» اكتشفت مع العمر ان أي انسان له مرجعية مختلفة، بمعنى انه قد يكون عرف الحب وعمره 4 سنين مثلا، وهذه الحبيبة الأولى هي التي ستحدد مساراته فيما بعد تجاه من يحب أو يخفق لهن قلبه، فرشحات الحمراء هي تداعيات الحبيبة الأولى، ومحاولة للوصول الى أصل انطلقت منه، وهي فكرة صوفية أساسية اذ التقى عندي التدوين الذاتي بالتجربة الصوفية، وفي الدفتر الرابع «نوافد النوافذ» أكتب عن الحياة من خلال النوافذ التي طللت منها طلا واقعيا أو متخيلا، وأشير هنا الى انه عندما تستعيد واقعة من طفولتك فإن الحقيقي عادة يختلط بالمتخيل، أو أكمل الحقيقي بالمتخيل الذي كنت أتمنى أن تكون عليه. والدفتر الخامس «نثار المحو» يعتمد على اصطياد اللحظات المتناثرة التي أفلتت من المحو...........ابراهيم العلاف
ينطلق الروائي والكاتب المصري الكبير جمال الغيطاني، وهو يوثق لنفسه بعد ان اقترب من 70 عاما من مقولة مولانا جلال الدين الرومي وهي " انك كلما تريد ان تفهم العالم عد لذاتك "ويبدو الغيطاني وهو يصدر سلسة التجليات مؤرخا ومترجما لنفسه ولكن دون ان يذكر ذلك صراحة ..سلسلة التجليات وقد بلغت ال5 كتب تقع ضمن اعمال روائية اصيلة بدأها بما اسماه :" الدفتر الاول " . و" نثار المحو" هو الدفتر الخامس وفي هذا العمل الروائي -التاريخي يبدو الغيطاني منشغلا بفكرة الزمن ومكابدات الحياة ومارافقها من عقبات ومنغصات تصل به الى ما يسميه هو " دنو التمام " ودنو التمام لايعني الموت بقدر ما يعني التحول لحياة اخرى ابدية :انها ببساطة الفكرة الحقيقية لكتاب الموت الفرعوني :"الخروج الى النهار " "فمع دنو التمام يختزل كل شيء .تتكثف الازمنة في نثيرات تشهب بي تفوتني ولاتمكث ..ذلك هو نثاري ..ما تبقى عتدي لايعني الا نثاري. اصداء رغبة -خوف -توق -حزن -اشتياق -ظلال غير مدركة لندى تكون على خبايا الروح افقي العميق مزدحم بأنات لم تسمع " لنسمعه يقول للكاتب محمد ابو زيد في " جريدة الشرق الاوسط " : اعتقد كلما تقدم الكاتب في السن شعر أكثر بالزمن، فمشروع «التجليات» مثلا منطلقه وفاة والدي، لكن مع تقدم العمر وشعوري بالزمن بدا لي انه تحدث حالة من اعادة النظر والتعلق بما يفنى، فبدأت مشروعا طويلا اسمه «دفاتر التدوين» وجزؤه الأول «خلسات الكرى» ينطلق من مقولة صوفية: «ماذا يمكن ان يكون لو أن ما لم يكن كان»، فمثلا أنت تلتقي شخصا في مكان ما صدفة، أو تقع عينيك على سيدة جميلة في مطار أو في أحد القطارات ثم يمضي كل الى حاله، وأنا هنا أنطلق من ماذا لو ان علاقة بدأت في هذه اللحظة، وانطلق الى المتخيل، ومن هنا يدخل العجائبي في الواقعي، والدفتر الثاني «دنا فتدلى» يتعلق بالقطار واكتب عن القطارات التي تعاملت معها في حياتي، وتكون الذات هي المنطلق، وهناك بعض الوقائع حقيقية وبعضها متخيل ويكون القطار هو المدخل لفهم الحياة والواقع، وربما اخترت القطار لأننا كجنوبيين لنا تعلق خاص بالقطار. اذ يمثل لنا الحنين والعودة الى الأصول، وفي الدفتر الثالث «رشحات الحمراء» اكتشفت مع العمر ان أي انسان له مرجعية مختلفة، بمعنى انه قد يكون عرف الحب وعمره 4 سنين مثلا، وهذه الحبيبة الأولى هي التي ستحدد مساراته فيما بعد تجاه من يحب أو يخفق لهن قلبه، فرشحات الحمراء هي تداعيات الحبيبة الأولى، ومحاولة للوصول الى أصل انطلقت منه، وهي فكرة صوفية أساسية اذ التقى عندي التدوين الذاتي بالتجربة الصوفية، وفي الدفتر الرابع «نوافد النوافذ» أكتب عن الحياة من خلال النوافذ التي طللت منها طلا واقعيا أو متخيلا، وأشير هنا الى انه عندما تستعيد واقعة من طفولتك فإن الحقيقي عادة يختلط بالمتخيل، أو أكمل الحقيقي بالمتخيل الذي كنت أتمنى أن تكون عليه. والدفتر الخامس «نثار المحو» يعتمد على اصطياد اللحظات المتناثرة التي أفلتت من المحو...........ابراهيم العلاف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق