ا.د.ابراهيم خليل العلاف
رئيس اتحاد كتاب الانترنت العراقيين
كنت لحظتها من أسعد خلق الله ، وانا اتسلم من أحد الاخوة ما أرسله لي الاستاذ الفاضل بيات مرعي من أعمال جديدة متمثلة بروايته :"طعنة برد " ، ومجموعة مسرحياته "هذيانات " ، وقصصه الممسرحة " ما أتلفته الرفوف " .وسر سعادتي احساسي بمقدار الجهد الذي يكابده هذا الانسان الاصيل من أجل ان تكون له بصمته الواضحة ، والدقيقة ، والصادقة في المشهد الثقافي الموصلي ، والعراقي ، والعربي المعاصر ..
ويقينا أنني الان لست في وضع الناقد لما قدمه الكاتب والقاص والروائي الاستاذ بيات محمد حسين مرعي فهذا يحتاج الى وقت وجهد ومقام غير مقامنا هذا ، لكن لابد أن أقول أن ما ينتظم هذه الاعمال هو " الروحية المنهجية الجديدة " التي تمسك بتلابيب القصة ، والرواية ، والشعر ، والعمل الممسرح ، واحيانا حتى التشكيل وتجعل كل ذلك ينصهر في بودقة واحدة هي الادب .
وانا -كمؤرخ -اذهب مع الفيلسوف الكبير( ايمري نف ) في كل ما قاله في كتابه الاثير : "المؤرخون وروح الشعر " فبومة منيرفا عندما تظهر فهي تظهر من اجل ان تقول ان الحكمة ضالة المؤمن ، والعلاقة بين الشعر والقصة والمسرح علاقة جدلية ولست انا من يقول هذا فلقد سبقني في ذلك القاص المصري الكبير الدكتور يوسف ادريس .
وثمة حقيقة اخرى لابد لي من ايرادها وهي ان بيات مرعي لايستطيع في كل اعماله ان ينفك عن البيئة الشعبية والثقافية الموصلية التي لها واقع ونكهة قلما تجد له مثيلا في العالم . فالموصلي -ان كان ذلك في العصور القديمة او الاسلامية الوسطى او الحديثة وحتى المعاصرة- يعيش وفي انفه عبق التاريخ بل قل هو يسكن التاريخ وفي التاريخ وللتاريخ ..
الموصل والجزيرة ، وقبل ذلك اشور ، ونينوى ، وكالح ، والحدباء وقره سراي وباش طابية وعثمان الموصلي وباب السراي ،ودجلة الخالد ، وبلبل الحدباء ، والتنزيلات ، وقليعات والاعدادية الشرقية وقيصرية السبع ابواب ، وجامع الاغوات وذو النون ايوب ويحيى قاف وعمر الطالب ومعد الجبوري وانور عبد العزيز وبشرى البستاني وحديقة الشهداء ومقهى عبو قديح والبدن والباب الجديد وجامع العمرية وعلوة سوق الحنطة والبارودخانة وو...من يستطيع ان يتخلص من كل هذا.. وبيات مرعي هو ابن بيئته ، ولابد ان يعكس ذلك في قصصه ورواياته واعماله الممسرحة كتابة وعرضا واخراجا ..تهنئة صادقة لاخي الاستاذ بيات مرعي وتمنياتي له بالتألق الدائم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق