الشاعر سعد العبيدي بين عزف الرباب والحب في زمن الحرب
-ابراهيم العلاف
ليست مصادفة ، وانما سبق في الاصرار والترصد ..اقصد اننا التقينا أمس 3-9-2023 في مقر الرابطة العربية للاداب والثقافة -فرع الموصل وانا استعد لالقاء محاضرتي عن (دور المس بل في تاريخ العراق المعاصر) ، التقينا وجها لوجه ، فناولني الهدية التي جاء بها ..اقصد الاخ الشاعر والانسان الجميل الاستاذ سعد العبيدي وتسلمتها وشكرته وابتسمنا معا وعدت الى البيت لافض الظرف ، فإذا به مجموعتان شعريتان له لم يتسن لي من قبل الاطلاع عليهما اقصد مجموعته الشعرية (لمن يعزف الرباب ) ، ومجموعته الشعرية (الحب في زمن الحرب) .
ويعجبني في هذا الشاعر (المثابرة ) ، و(الاصرار) في ترسيخ اقدامه في حقل الشعر .. هو شاعر متمكن يمتلك ادواته الشعرية ، وموضوعاته لا بل اقتناصاته للصور الشعرية مدهشة ولاأقول على النقاد ان ينتبهوا اليه لكن انتاجه الشعري بات ضخما ، وليس بالامكان على مؤرخي المشهد الشعري العراقي في الموصل تجاوز هذا التراكم الشعري .
( لمن يعزف الرباب) ، صدرت عن (دار نون للطباعة والنشر والتوزيع ) في الموصل 2018 وتضم قصائد شعرية جميلة كتبها سنة 2018 منها قصيدة مهداة الى روح الاخ الشاعر الدكتور مزاحم علاوي يقول فيها :
كان بودي ...
أن اخبركم قصة
عن عندليب مضى ...
وراء الشمس
عن اسطورة غابت
في دروب اليأس ِ
يحمل هموم وطن مباح
عن رجل مضى
بين حنين الارض
وانين ..السحاب
وهدهدة الصباح
كان بودي ان اخبركم
عن جرح غائرٍ
في ترانيم الجسد المُضئ
كالنار الازلية
أو كمصباح (ديوجين)
الذي يبحث عن الحقيقة
والقصيدة طويلة ، ومزاحم ابو نور وابو عمر ، تلميذي وصديقي ورفيق دربي كم استطاع هذا الشاعر المجيد ان يعطيه حقه .. كان مزاحم شامخا كالجبال .. كان يمتلك كل كبرياء الفرسان .. كان شفافا .. وكان مظلوما رحل عنا بصمت واستعجل الرحيل لكنه اشعل فينا فتيل القنديل
الشمع لايذوب لكن الفتيل
داعبته النار ..
واستلقى في غيبوبة ٍ
حتى الصباح ُ ...........
مات مزاحم ، لكن اشعل فينا فتيل الكبرياء ، وبأن تظل قاماتنا مرفوعة تصارع الظلم .. ظلم الانسان لأخيه الانسان ونظل ندعو الى العدالة التي فشل الانسان في تحقيقها على سطح هذا الكوكب ومنذ ملايين السنين .
قصائد كثيرة يضمها هذا الديوان وديوانه الاخر (الحب في زمن الحرب ) مجموعته الشعرية الاخرى وصدرت ايضا عن دار نون في الموصل 2018 تزخر بالقصائد الوضاءة وكلها تحكي ايامنا ايامنا التي دارت ونحن في زمن الحرب في " ليالي القصف و ساعات الخوف ..والشتاء رجل مريض ..يرحل مابين الاشجار ..مختبئا ..من نسمة صيف ..وصوتك الغائب يأتيني ...من بين الانقاض ...مثل همسة طيف ..عندئذ ادرك انني ..اعيش ...
الحب في زمن الحرب ..واتنفس من عبق الحرف ..." .
احتاج الى صفحات وصفحات ، ووقت ، وجهد لكي اروي لكم ما تضمنه هذا الديوان من انفعالات في زمن عشناه ، وما عاشاه غيرنا ممن هجروا المدينة ، ولاذوا بالفرار ، وبقينا ، وبقي الشاعر سعد العبيدي لكي يروي لكم ما احس به ، وما شعر في زمن الظلم ، والظلام ، والحرب .
بقي أن أُذكر من يتابعني ، ويقرأ لي ، ان الشاعر الحبيب الاستاذ سعد العبيدي له مجموعات شعرية كثيرة منها ( إحتضار ) 2017 ، و( دمعتان في الجحيم ) 2017 ، و( موت الاماني) 2018 ، و(اجابات خاطئة ) 2018 . وهو من مواليد الموصل 1961 خريج معهد المهن الصحية العالي 1983 .. اتمنى له التألق الدائم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق