الدبلوماسية العراقية مع دول الجوار من خلال الوثائق الرسمية 1939-1958 كتاب للاخ الدكتور فؤاد هادي مهدي العلكاوي
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
وكم انا فرح ، وسعيد ومغتبط بهدية الاخ والصديق الدكتور فؤاد هادي مهدي العلكاوي اقصد نسخة من كتابه الموسوم ( الدبلوماسية العراقية مع دول الجوار من خلال الوثائق الرسمية 1939-1958 ) وقد وصلتني عبر خدمة التوصيل المباشر الى داري اليوم في الموصل وانا اشكره كثيرا .
وقد بدأت بالاطلاع على الكتاب ، وهو سفر كبير صدر عن (دار البيارق للنشر والتوزيع ) ببغداد 2023 بحلة قشيبة ، وطبع انيق ، واخراج ، وتصميم متميز .
الكتاب يقع في (522) صفحة من القطع الوزيري ، وقدم له الاخ الاستاذ الدكتور وسام علي ثابت الجبوري الاستاذ في كلية التربية للعلوم الانسانية - جامعة ديالى ، وقد اشار الى ان صناع القرار السياسي من حكام العراق خلال الفترة من 1939-1958 ، وهي الفترة موضوعة البحث كانت لديهم رغبة في إظهار قوة البلد وإخفاء عوامل الضعف والاختلاف بغية رفع مكانة العراق الاقليمية والدولية .
وقد نجحت الدبلوماسية العراقية في كثير من الحالات في تحقيق ذلك .. ويقينا ان مؤلف الكتاب اجتهد في تقديم صورة واضحة لواقع ومحركات (ميكانيزيمات ) الدبلوماسية العراقية مع دول الجوار مستندا الى الوثائق الرسمية المتاحة خلال ما نسميه في تاريخ العراق المعاصر (فترة الوصاية على الملك فيصل الثاني بعد وفاة والده المرحوم الملك غازي وتولى الوصاية خاله الامير عبد الاله ) .
ولكي يوضح المؤلف موضوع الكتاب ، وهو بالاصل اطروحته للدكتوراه قدمها الى جامعة ديالى 2022 ونالت درجة الامتياز ، درس الدبلوماسية العراقية تجاه دول الجوار فإبتدأ بتقديم تمهيد عن اصول وجذور الدبلوماسية العراقية ، وبواكير العمل الدبلوماسي العراقي ونشاطاته مع ايران وتركيا وسوريا والاردن والسعودية(لم يتناول دولة الكويت كونها لم تكن دولة مستقلة خلال الفترة موضوعة البحث ) . ثم راح يتابعها يتابع الدبلوماسية العراقية منذ النشأة حتى قيام ثورة 14 تموز سنة 1958 وسقوط النظام الملكي وتأسيس جمهورية العراق.
وقد نجح أيما نجاح في متابعة أدق التفاصيل عن الاحداث والمواقف نحو كثير من مفاصل هذه الدبلوماسية ورموزها ومن ادارها في بغداد وفي عواصم دول الجوار وخلص الى جملة من الاستنتاجات الدقيقة ومنها ان الدبلوماسيين العراقيين ، جهدوا في تمييز قراراتهم بعيدا عن الرؤى البريطانية قدر الامكان ، وان من تولى ادارة الدبلوماسية العراقية هم من الكوادر المهنية والمخلصة والكفوءة ، لكن الظروف احيانا لم تكن ملائمة واعتورتها الكثير من العقبات وخاصة مع ايران بسبب "نظرة ايران الاستعلائية نحو جارها الغربي العراق " ، واصرار العراق على التعامل الدبلوماسي بندية وهذا ما خلف برودة أو توترا في العلاقات ولكن ليس في كل السنوات ومنها السنوات التي جمعت البلدين في حلف بغداد 1955 . ومن المناسب القول ان العراق كان يتعامل مع كل الاطراف بمرونة ، ويستمع الى نصائح الانكليز .كانت العلاقات مع الاردن هادئة ، ومع سوريا تميزت بالنفعية ، ومع تركيا كانت جيدة وضمن اطار التحالف مع الغرب ومع السعودية كانت باردة ولربما كان للصراع بين الهاشميين والسعوديين اثر ، وادعو المؤلف الى متابعة الدبلوماسية العراقية بين العراق وبلدان الجوار من 1958 الى سنة 1968 ، ومن 1968 الى سنة 1979 ، ومن سنة 1979 الى سنة 2003 ، ومن سنة 2003 حتى يومنا هذا ؛ فالمؤلف اصبح حجة نعود اليه عندما نريد ان نعرف مسيرةالعلاقات مع اي دولة من دول الجوار ........ اتمنى لك التوفيق والتقدم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق