الاثنين، 4 سبتمبر 2023

ركائز العلاقات العراقية - التركية ومستقبلها محاضرة الدكتور ابراهيم العلاف في مركز الرشد المجتمعي للبحوث والاستشارات -الموصل






ركائز العلاقات العراقية - التركية ومستقبلها محاضرة الدكتور ابراهيم العلاف في مركز الرشد المجتمعي للبحوث والاستشارات -الموصل عصر اليوم الاثنين الرابع من ايلول - سبتمبر الجاري 2023. وقد قدمه الاستاذ الدكتور موفق ويسي رئيس المركز وبحضور جمع طيب من المهتمين .

وفيما يلي ملخص المحاضرة :

#ركائز العلاقات العراقية – التركية ومستقبلها ...ملخص المحاضرة *
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل أولا ، اشكر القائمين على (مركز الرشد المجتمعي للاستشارات والبحوث ) في الموصل ، وفي مقدمتهم الأخ الأستاذ موفق ويسي رئيس المركز على دعوتهم لي لالقاء هذه المحاضرة ، وأقول انني كنت ومنذ قرابة اربعة عقود على تماس مباشر مع القضايا التركية والعلاقات بين العراق وجارته الشمالية تركيا من خلال وجودي على رأس مركز الدراسات التركية –الإقليمية حاليا ومنذ سنة 1958 ، وقد اصدرنا كتبا ومجلات ونشرات ، وعقدنا ندوات ، ومؤتمرات ، واقمنا علاقات مع مراكز البحوث والدراسات في تركيا ، وانا نفسي أصدرت كتبا عن تركيا ، وتاريخها ، وعلاقاتها وسياستها الخارجية والتيارات الحزبية ، واوضاعها السياسية والاقتصادية .
ركائز العلاقات بين العراق وتركيا كثيرة . وقسم منها يتعلق بالحدود ، والموقع الجغرافي ، وقسم منها يتعلق بالمياه ، وقسم ثالث يتعلق بالارث الديني والتاريخي وقسم منها يتعلق بالتجارة ، وحجم التبادل التجاري الكبير وقسم منها يتعلق بالتركمان في العراق ، والسياحة ، والثقافة ، والفنون .علاقاتنا مع الجارة الشمالية متشابكة ، ومعقدة ، ومنها ما له علاقة بالتاريخ ، وقسم منها يتعلق بقضية الموصل ، وقسم منها يتعلق بوجود عناصر من حزب العمال الكردستاني التركي PKK على ارض العراق ، وقسم منها يتعلق بمعسكر زيلكان في بعشيقة -محافظة نينوى ، وقسم منها يتعلق بالعمليات العسكرية التركية ، والقصف الجوي لبعض مناطق في اقليم كردستان العراق ، وغير ذلك من الامور .
بين العراق وتركيا ، ومنذ تشكيل الدولة التركية الحديثة 1923 ، وقبل ذلك تشكيل الدولة العراقية الحديثة سنة 1921 حتى يومنا هذا ، معاهدات واتفاقيات وبروتوكولات واحلاف وتكتلات ، ومنها المعاهدة العراقية –البريطانية –التركية 1926 ، ومعاهدة الإقامة بين العراق وتركيا واتفاقية تسليم المجرمين ومعاهدة تجارية بين العراق وتركيا 9و10 كانون الثاني 1932 وهناك ميثاق سعد آباد 1937 ومعاهدة الصداقة وحسن الجوار بين صاحب الجلالة الملك فيصل الثاني وصاحب الفخامة عصمت اينونو رئيس الجمهورية التركية 29-5 اذار –مارس 1946 وبروتوكول تنظيم مياه دجلة والفرات وروافدهما بين العراق وتركيا 1946 ، وبروتوكول التعاون المتقابل في أمور الامن ، وبروتوكول بشأن التعاون في أمور التربية والتعليم والثقافة بين العراق وتركيا وبروتوكول بشأن المواصلات البريدية والبرقية والتلفونية وبرتوكول بشأن الأمور الاقتصادية وحلف بغداد ، وكانت تركيا عضوا فيه فضلا عن ايران سنة 1955 .
اذا العلاقات العراقية –التركية مُنظمة في اتفاقيات ومعاهدات ومواثيق ونصوص ، لم تترك شاردة ولا واردة الا وتناولتها ، ولاننسى (اتفاقية المطاردة الحثيثة) بين العراق وتركيا والتي تجيز للطرفين التغلغل لبضعة كيلومترات (10 كيلومترات) في أراضي بعضهما البعض ان تعرضا لمخاطر او تهديدات ، وقد استفادت تركيا من هذه الاتفاقية في ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني التركي ال PKK .
حجم التبادل التجاري اليوم 2022 اقصد في إحصائية تعود للسنة 2022 بين العراق وتركيا ، يصل الى اكثر من (15) مليار دولار حسب موقع Trade Map الذي يوفر خارطة التجارة للدول للصادرات والواردات والطلب الدولي والأسواق البديلة والأسواق التنافسية .
علاقات العراق اليوم تدور حول المياه –النفط – التجارة – نشاطات حزب العمال – معسكر زيلكان في بعشيقة ومعبر اوفا كوي OVAKOY ، والعلاقات الإنسانية ، ولاننسى الإرث التاريخي ارتباط تركيا بالدولة العربية الإسلامية ودخول الإسلام الى مناطق الاناضول وبيزنطة ، وارتباط العراق بالدولة العثمانية واستمرار هذه الارتباط والسيطرة العثمانية على العراق أربعة قرون منذ 1515-1918 ، وظهور مشكلة الموصل وانتهاءها بعد تدخل عصبة الأمم وتوقيع اتفاقية 1925 ووجود خط بروكسل بين العراق وتركيا واعتراف تركيا بالعراق وانتهاء الامر بصيرورة ولاية الموصل جزءا من الدولة العراقية الحديثة .
وفوق هذا كله ، هناك ركائز تتعلق بالموقع الجغرافي للعراق وكونه ساحة للصراعات الاقليمية والدولية ، ووجود تيارات دينية اسلاموية وتيارات قومية في كلا الجانبين وقضية المهاجرين والسياحة في تركيا وقضية الاسكندرونة والعلاقات مع سوريا و400 سنة من التاريخ العثماني وقبله مع التاريخ البيزنطي ، والخط السلطاني وتأثيراته ، واتفاقية لوزان ، واتفاقية سيفر وانعكاسات كل ذلك على العلاقات بين الطرفين ، والمسلسلات التركية ، وسياسة العودة للعثمانية والاكراد في تركيا ومستقبلهم وامور اخرى كثيرة تناولتها المحاضرة .
حول مستقبل العلاقات العراقية - التركية، أقول لابد من تشبيك العلاقات ، ولابد من ان تأخذ العلاقات طابعا شعبيا ، وان تقام علاقات علمية وثقافية وجامعية ونقابية بين الطرفين ، وان تعقد ندوات مشتركة ، وان تتوسع العلاقات التجارية والسياحية ، وان نتبع الحكمة والتعقل في حل المشاكل والعقبات ؛ فما يربطنا بجارتنا اكثر بكثير مما يفرقنا .
*القيت المحاضرة في (منتدى الرشد المجتمعي للاستشارات والبحوث -الموصل ) ، عصر يوم الاثنين 4 -9-2023 



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الدكتور فتحي عباس الجبوري والبعد اللبناني في المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة

  الدكتور فتحي عباس الجبوري والبعد اللبناني في المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - ج...