الجمعة، 19 مايو 2023

في معنى الاخوة العربية – الكُردية ................محاضرة الدكتور ابراهيم العلاف امام السيد رئيس الجمهورية الاستاذ الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد في المركز الثقافي العربي-الكردي الذي افتتح في السليمانية 18-5-2023











الدكتور ابراهيم العلاف يلقي كلمته امام السيد رئيس الجمهورية الاستاذ الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد في المركز الثقافي العربي-الكردي الذي افتتح في السليمانية 18-5-2023
في
معنى الاخوة العربية – الكُردية
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
فخامة السيد رئيس جمهورية العراق الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد المحترم
الاخوة والاخوات الحضور مع حفظ الالقاب والرتب والمقامات
صباح الخير
قد يسأل أحد الاحبة عن معنى الاخوة العربية –الكردية ، وعن اهمية ان نعنون محاضرتنا بهذا العنوان .. وقد يُعد الموضوع بديهيا ، وانا اجيب نعم هو بديهي ، وطبيعي ، واعتيادي ان يكون العرب والكرد إخوانا امتزجت دماؤهما قبل ان يمتزج عرقهما وهما يؤكدان وحدة الارض ، ووحدة المشاعر ، ووحدة الهدف ، ووحدة المصير ، ووحدة المستقبل .
ويطيب لي دوما أن أستعيد ، وأقرأ واتذكر قصيدة الشاعر الكردي والمناضل الكبير المرحوم عبد الله كوران .. وعنوانها : ( أخي العربي) يقول فيها :
آه ٍ أخي العربيٍ
كم من عباءة ٍ
كم من لبـّاد ٍ
مزقـْنا
آنَ كنا نعمل بالسخرة للظالمين
آه ٍ كم مسحنا العرق من جباهنا
ونحن مُثقلون بالأحمال
أخي العربي
يا ذا العينين السوداوين
مـُرّاً كان نصيبك
مُـرّاً كان نصيبي
قد جرعنا المرارة من كأس واحدة
فأضحت أخوتنا عسلاً شهيـّا
عن من اتحدث ، وانا اقف في حضرة السليمانية .. هذه المدينة الشامخة شموخ الجبال ووقفاتها من اجل العراق وفي الدفاع عن استقلاله . عن الامير ابراهيم باشا بابان الذي اسسها مدينة حديثة سنة 1784 واطلق عليها اسم والده سليمان باشا وظلت عاصمة لامارة بابان التاريخية من سنة 1784 الى سنة 1850 .. أم عن مؤرخها المرحوم الاستاذ محمد أمين زكي ، ام عن الشيخ محمود البرزنجي ام عن الاستاذ ابراهيم احمد .سأقف برهة عند الاستاذ ابراهيم احمد ، وما كتبته عنه يوما وهو منشور .. اقول منذ قرابة اربعة عقود كتبت عنه في بعض مقالاتي عن القضية الكردية . واعتز به عراقيا وطنيا ، وقوميا كرديا مناضلا عاش من اجل قضية شعبه ولم يبخل عليها . كتب القصة والرواية ، ومارس الصحافة كان رئيس تحرير جريدة ( خه بات ) أي النضال وهو والد السيدة ( هيرو) زوجة المرحوم الاستاذ جلال حسام الدين الطالباني المناضل والسياسي العراقي الكردي ورئيس جمهورية العراق الاسبق ووالد السيدة شاناز ابراهيم احمد اخت السيدة هيرو زوجة فخامة السيد رئيس جمهورية العراق الحالي الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد .
لإبراهيم أحمد ، تاريخ وتأريخ ثر . وفي يوم 8-4 سنة 2000 توفي في لندن عن عمر ناهز ال (86) سنة حيث كان يعيش منذ سنة 1975 ، وهو احد قادة ثورة ايلول 1961 .. من مواليد مدينة السليمانية سنة 1914 كتب عنه الكثير ، لكنني وفي هذه العجالة اريد التركيز على نقطة مهمة وهي ان المرحوم الاستاذ ابراهيم احمد من الزعماء الكورد الذي رسخوا مبدأ الاخوة والشراكة بين العرب والكورد .كان قاضيا تخرج سنة 1937 في كلية الحقوق بجامعة بغداد ، واندمج مع اخوانه المناضلين العرب لكنه تحمل عبء النضال من اجل اهله الكورد وطالب بحقوقهم ، وعمل من اجلهم بكل اخلاص ، وثقة ، واندفاع بالرغم مما واجهه من تحديات ، وصعوبات ومشاكل .
يعرفه النقاد انه كان شاعرا وقاصا وروائيا ومفكرا وصحفيا وسياسيا مناضلا وممن تحدث عنه الشاعر الكردي الكبير شيركو بيكه س ( شيركو بيكاس ) فقال :" باعتقادي ان الاستاذ ابراهيم احمد عدا كونه سياسياً متألقاً ؛ فأنه رائد القصة الكوردية الحديثة ، ومن ألمع الصحفيين في كوردستان حيث اصدر مجلة (كلاويز) خلال الفترة من 1939-1949 من القرن الماضي، وكانت المجلة في منتهى الروعة ، ونحن نتذكرها لحد الآن ، ومازلنا نعود الى قراءة بعض اعدادها”.
أحتاج الى وقت طويل ، وصفحات كثيرة حتى أتحدث عن الكاتب والمناضل الكردي ابراهيم احمد لكن لابد ان أختصر وأقول ان الاستاذ إبراهيم أحمد يعد واحدا من رموز الادب الكردي المعاصر وكان مناضلا في الحزب الديمقراطي الكردستاني وعضوا مؤسسا في حزب الإتحاد الوطني الكردستاني .
لا اعرف في ما اذا كتبت عنه رسالة ماجستير ام لا ، لكنه يستحق ذلك ، واكثر لتعدد انشغالاته ، واهتماماته وله منجز قصصي وروائي وكم كبير من القصائد ، والمقالات ، والكتابات السياسية ومن الضروري ان يتصدى احد من محبيه لكي يجمعها ويعيد ترتيبها ونشرها ، وادعو تلميذي واخي الاستاذ الدكتور عبد الفتاح البوتاني وهو من اشتغل معي رسالته للماجستير واطروحته للدكتوراه وهو رئيس الاكاديمية الكوردية في اربيل ان يوعز بذلك ويصدر الاعمال الكاملة للأستاذ ابراهيم احمد وباللغتين العربية والكوردية لتفيد منها الاجيال الحاضرة والاجيال القادمة .
اعود لا قول : ماذا قال المفكر إبراهيم أحمد عن الوحدة الوطنية العربية الكردية منذ عقود؟ ان الكاتب والمفكر والمناضل السياسي ابراهيم احمد ، له تراث سياسي وادبي ضخم ناضل من أجل وحدة الكرد ، واستمر حتى النهاية وكان يقول " أعداؤنا ينظرون إلينا وإلى أوطاننا بعين واحدة، أي تقدم بسيط لنا يرون أنه تقدم لكافة أبناء شعبنا ويخشون أن يكون هذا التقدم أوسع نطاقاً. ونحن لا ندرك ذلك" ؟ .
عمل ابراهيم احمد في الصحافة منذ وقت مبكر من حياته ، وكان ينشر مقالاته في صحيفة ( جيان) بين سنتي 1939 و1949. كما نشر مع العلامة الشيخ علاء الدين السجادي مجلة (كلاويج) . وعمل لفترة رئيسا لتحرير صحيفة (كردستان) و مجلة ( رزكاري) .زوجته منذ سنة 1947 هي السيدة ساجدة صالح فتاح ( كلاويج خان) وله منها هلو وهاوري وهيرو وشهناز وهتاو وليوز ومجده. وبعد أن غادر الملا مصطفى البارزاني كردستان إلى روسيا، تولى قيادة الحزب الديموقراطي الكردستاني في سنة 1951 وفي المؤتمر الثاني للحزب سنة 1953، تم انتخابه أميناً عاماً للحزب ، وظل كذلك حتى سنة 1961.وبعد ثورة 14 تموز 1958 سافر إبراهيم أحمد ووفد من أعضاء الديمقراطي الكردستاني إلى بغداد لعرض مطالب شعبه وظهرت فقرة الدستور الشهيرة ( ان العرب والكورد شركاء في الوطن) . وكان له دور سياسي كبير وبعد سنة 1975 سافر الى بريطانيا وعاش في لندن حتى وفاته
له كتاب بعنوان ( محكمة التاريخ ) عرض فيه جوانب خفية من نضال الشعب الكردي كما كتب اعمالا ادبية قيمة من قبيل “Jana Gel” و”Kiwêrewerî” و”Piştî tîra kevan” وغيرها من الاعمال منها (زاني كه ل ) بالكردية مطبعة كاكه ي فلاح - السليمانية 1973 و(كويره وه رى ) بالكردية مطبعة سيد بال 1984 .
كان وطنيا عراقيا قحا وحارب الاستبداد ووقف ضد اضطهاد شعبه وناضل حتى الرمق الاخير من حياته وكان يؤكد على وحدة الكورد ويجد ان عدم وحدتهم يلحق ضررا كبيرا بقضيتهم القومية .
رحم الله المناضل العراقي الكردي الكبير الاستاذ ابراهيم احمد وجزاه خيرا على ما قدم لشعبه ووطنه وقد نقل جثمانه بعد وفاته يوم 8 من نيسان سنة 2000 الى السليمانية ودفن بعد تشييعه بموكب مهيب في مقبرة سليم بك في مدينة السليمانية .
الاخوة العربية –الكردية عريقة وقديمة منذ ان خلق الله الارض وما عليها ، وفتح مركز ثقافي كردي عربي في السليمانية الحبيبة خطوة مباركة وطيبة تعزز الاخوة وتمدها بدم جديد وارجو ان تكون خطوة في سبيل احياء الارث المشترك في اللغة والتاريخ والمصير وهذا يحتاج منا الى بذل الجهود في طريق انشاء دور مشتركة للنشر وصحف مشتركة واجهزة اعلام مشتركة وتعاون فاعل بين الجامعات والنقابات والاتحادات والمؤسسات الثقافية والاعلامية والتربوية وقد لا اجانب الصواب اذا قلت ان وجهة العراقيين اليوم هي كردستان هي العمق وهي الجذر وما نراه في شوارع اربيل ودهوك والسليمانية ما نراه من وجود عراقي كثيف لهو البرهان على ان للأخوة العربية معنى ومعنى كبيرا .ادام الله هذه الاخوة وحفظ الجميع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
*نص المحاضرة التي القيتها في افتتاح المركز العربي الكردي في مدينة السليمانية يوم الخميس 18-5-2023

 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل

                                                                    الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ   صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...