السبت، 6 مايو 2023

كتاب (إتحاف أهل الزمان بأخبار ملوك تونس وعهد الامان ) للمؤرخ التونسي الكبير أحمد بن ابي الضّياف هدية وزارة الشؤون الثقافية بتونس للدكتور ابراهيم العلاف



 


كتاب (إتحاف أهل الزمان بأخبار ملوك تونس وعهد الامان ) للمؤرخ التونسي الكبير أحمد بن ابي الضّياف هدية وزارة الشؤون الثقافية بتونس للدكتور ابراهيم العلاف
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
شكرا لوزارة الشؤون الثقافية في تونس وللدكتورة حياة قطاط الفرمازي وزيرة الشؤون الثقافية التونسية على الهدية الرائعة لي وانا ازور تونس ضمن الوفد الثقافي العراقي وهو ضيف شرف معرض تونس الدولي للكتاب (28-4-7-5-2023 ميلادية ـ والهدية هي موسوعة (إتحاف أهل الزمان بأخبار ملوك تونس وعهد الامان ) للمؤرخ التونسي الكبير أحمد بن ابي الضّياف .والموسوعة تقع في تسع مجلدات مذهبة ومحققة من قبل لجنة متخصصة في وزارة الشؤون الثقافية وصدرت الموسوعة عن (الدار العربية للكتاب) بتونس .عمل جليل ومبادرة رائعة .
قدم الكتاب -الموسوعة الدكتور عبد الباقي الهرماسي وزير الثقافة التونس السابق ، وتحدث عن المخطوط المحقق الدكتور خليفة الشاطر والمؤلف احمد بن ابي الضياف شرع بتأليف كتابه هذا عن تونس سنة 1278 هجرية - 1862 ميلادية وانتهى من التأليف سنة 1872 اي انه استغرق في التأليف عشر سنوات .
والمؤلف كان مثقفا اصلاحيا تنويرا عارض الحكم المطلق وقيّم سلوك البايات حكام تونس .كان مؤرخا موضوعيا في سرده ، وتحليله ، واحكامه . وانجز العمل في عهد الصادق باي والباي (البك ) ، وكان يدعو الى اعادة العمل بدستور 1861 .كان ثمة تواصل بين المفكرين التنويريين التونسيين خير الدين التونسي واحمد بن ابي الضياف .ويقينا ان الحركة الوطنية التونسية اعتمدت هذا الكتاب مرجعا ايديولوجيا لها يبرز شرعية مطالبتها بالدستور ، والاستقلال .
والكتاب - في بعض اجزاءه - قد حقق منذ الستينات من القرن الماضي . وفي سنة 1994 حققه ونشره وترجمه المؤرخ والمستشرق الفرنسي الراحل اندريه ريمون .وقد استفاد المؤرخون التونسيون من نشر الكتاب في اعادة كتابة تاريخ تونس الحديث ، وسبق للدكتور احمد عبد السلام ان حققه ونشرته الجامعة التونسية سنة 1971 .
والمؤرخ احمد بن ابي الضياف من مواليد سنة 1802 وقد توفي سنة 1874 وله افكاره في الحرية والتنوير والاصلاح والتربية والمرأة والاصلاحات الدستورية . ويعد هذا اهم مرجع لتاريخ تونس الحديث قدم تاريخ تونس من الفتح العربي الاسلامي الى سنة 1872وقد اهتم بتاريخ الايالة التونسية من عهد حمودة باشا الحسيني 1782-1804 الى عهد الصادق باي من تاريخ توليه الحكم سنة 1859 الى نهاية التأليف وسبب التأليف انه وجد عجزا وفقرا في كتب تؤرخ لتونس ، وتدون تاريخ البايات الذين عاصرهم وكان حريصا على تقديم تجربة صدور (عهد الامان) وقد انتقد ماسماه الحكم القهري (الحكم المطلق) وتناول امراء تونس وانقراض دولة الحفصيين ثم العهد المرادي وبداية الدولة الحسينية وفترة حكم البايات الحسينيين وقدم مجموعة من تراجم الاعلام من رجال حكم وتجار وعلماء دين واكد ضرورة "اهتمام المؤرخ بتواريخ الملوك والوزراء والعلماء والكتاب والابطال ومن سماهم النبيهين في دينهم وعقلهم وفضلهم " .
وطبعا اعتمد على عدد من المصادر والمراجع امثال المقريزي وابن خلدون والقاضي عياض والزركشي وحمودة بن عبد العزيز وحسين خوجة وابن ابي دينار والوزير السراج وروى قصة احتلال الجزائر وانعكاساتها في تونس 1830 .كان مطلعا على ما يجري في الساحة العربية ، وكانت له مكانة ومن خلال كتابه وقفنا على معلومات جمة حول السلوك السياسي ووصف انظمة الحكم واثرى مفاهيم ابن خلدون في مجال طبائع العمران وقدم مفهوم الوطن كقاعدة للانتماء وتجاوز العصبيات .
وكان مؤرخا مجتهدا .كان الشيخ ابو العباس احمد بن ابي الضياف يسمى وزير السيف والقلم وقد كان معروفا "ملأ صيته الافاق" وهو في انتماءه العشائري عربي من قبيلة اولاد عون وقيل عنه انه "اول من كتب للدولة العلية العثمانية بالقلم العربي" وقد منح رتبة قائمقام ووصل الى رتبة امير لواء ومنح نيشان الافتخار سنة 1849 وكان من رجال الدولة المقربين في عهد مصطفى باي واحمد باي وقد رافق احمد باي في رحلته الى باريس سنة 1846لهذا كتب عن الحرية والدستور كما كان احمد باي يعتمده في سفارته للدولة العلية العثمانية .
الموسوعة - الكتاب يحتوي على مقدمة وثمانية ابواب وخاتمة والابواب تباعا تتناول دولة حمودة باشا ودولة عثمان باي ودولة الباشا محمود باي ودولة حسين باي ودولة الباشا مصطفى باي ودولة المشير الباشا احمد باي ودولة المشير محمد باي ودولة المشير الباشا الصادق باي والخاتمة تتضمن تراجم بعض الاعيان من العلماء والوزراء والكتاب وغيرهم .وثمة معلومات عن النظام السياسي في تونس في القرن التاسع عشر ومعلومات عن الانظمة المالية والادارية والقضائية والعسكرية والامنية وعن طبقات الشعب ورجال الدين وعلاقتهم بالسلطة وموقفهم من الشيعة والوهابيين والصوفية والاولياء وعن اسلوب الحياة في قصور البايات والوزراء وبيوت الطبقات المختلفة وعن اعمال عدد من الادباء وقادة الجيش وزعماء الاصلاح ومعلومات عن العلاقات السياسية بين تونس والجزائر وليبيا وتركيا وفرنسا وانكلترا وايطاليا مع ذكره لنصوص معاهدات ووثائق مختلفة تخص الفترة التي تناولها الكتاب .
جهد علمي كبير قامت به وزارة الشؤون الثقافية التونسية ، وانا فرح وسعيد بحصولي على هذه الهدية الثمينة ، فشكرا للاخت الدكتورة حياة قطاط الفرمازي وزيرة الشؤون الثقافية التونسية على مبادرتها العلمية الرائعة .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل

                                                                    الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ   صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...