الاثنين، 29 مايو 2023

هل مات الاستشراق ؟!................................. ابراهيم العلاف


                                                                          ابراهيم العلاف


هل مات الاستشراق ؟!
ابراهيم العلاف
لي كتابات عن الاستشراق وخاصة في طوره الحديث وكما تعرفون ان خير من كتب عن الاستشراق ، ودوافعه هو المرحوم الدكتور ادوارد سعيد ومع ان الاستشراق ميدان واسع نجد عنه الكثير من الكتابات كتبها اصحابه ومنتقديه الا ان هناك ومنذ الثمانينات من رفع صوته وخاصة في فرنسا ينبئ بموت الاستشراق ورحم الله الدكتور انور عبد الملك في كتابه (الفكر العربي في معركة النهضة)وصدر عن دار الاداب ببيروت بترجمته العربية التي اعدها بدر الدين عرودكي سنة 1980 نقل عن صحيفة (الموند ) الباريسية قولها (لقد مات الاستشراق ! ) وصار انصاره يعقدون مؤتمراتهم تحت مسمى (مؤتمر العلوم الانسانية) .والعلوم الانسانية المقصودة هي التاريخ والانثروبولوجيا والفلسفة وعلم الاجتماع وعلم السياسة وعلم الاقتصاد .
اليوم وبفضل وسائل التواصل الاجتماعي والعلاقات بين الباحثين والمؤرخين واساتذة الاقتصاد والاجتماع اصبحت متاحة ومفتوحة ؛ فعلى سبيل المثال انا امتلك علاقات مع مؤرخة يابانية مهتمة بالعراق والشرق الاوسط ومؤرخة سويسرية مهتمة بالعراق والشرق الاوسط وكلتاهما تتقنان العربية كما ان باحثينا اليوم يتقنون اللغات الغربية وابرزها الانكليزية ، والشرق صار متاحا والزيارات والرحلات اليه باتت متاحة ، والكتابات متاحة وقضايا الكتابات الغربية عن الشرق باتت اليوم لا تأخذ صفة الاستكشاف بل صفة علمية لذلك انا من الذين يقولون أن باب الاستشراق قد أُغلق ، والاستشراق كان في الماضي يبحث عن موضوعات هي اليوم اصبحت متوفرة لا والاكثر من هذا صار بإمكان الباحث الغربي ان يشترك مع باحثين من العراق او مصر للكتابة في اي موضوع يرونه بحاجة الى البحث .
الشرق بروحانيته والغرب بماديته هذه المقولة اليوم اصبحت غير ذات بال فقد تجد في الغرب روحانية وقد تجد في الشرق مادية ، والعالم غدا قرية كونية صغيرة وبإمكانك اليوم ايها القارئ ان تذهب الى العم كوكل Google لتسأله فيجيبك عن ما تريد ببساطة وعمق وتفصيل .
نعم في الشرق اقصد في بلداننا لاتزال هناك ( محرمات) لا يكتب عنها علانية ، ولكن ثمة دراسات ومقالات ورسائل ماجستير واطروحات دكتوراه تكتب عنها وتدور المعلومات داخل اروقة الجامعة وفي قاعات مراكز البحوث العلمية .
الاستشراق ؛ اذا سواء الاستشراق الغربي ام الروسي غدا موضوعا تاريخيا يُدرس كمادة او كموضوع يدرسون نشأته واهدافه ورموز ونتائجه .لكن الدراسات التي كان يهتم بها المستشرقون فإن الباحثين في العلوم الانسانية هم من يتصدى اليها بحرية وعمق .

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...