حيدر حيدر 1936-2023 ...............الروائي والكاتب السوري وداعا
-ابراهيم العلاف
وانا في تونس ، سمعتُ بوفاة الكاتب والروائي السوري الكبير الاستاذ حيدر حيدر (1936-2023) عن عمر ناهز ال ( 87) سنة . ومن منا لايعرفه ؟ومن منا لم يقرأ له ؟ ومن منا لم ينفعل بما جرى له من تهديد بقطع رقبته من قبل التكفيريين عندما نشر روايته الشهيرة ( وليمة لاعشاب البحر ..نشيد الموت ) في قبرص سنة 1984 .
حيدر حيدر ، كاتب حر لكن المجتمع العربي حاصره وكأنه في قفص وهدده في رزقه لابل في حياته بعدما نشرت روايته هذه متسلسلة في مصر . وقد سمعته مرة من اذاعة مونت كارلو وهو حزين لما جرى له من تهديد بقطع رأسه وقد حذر من استمرار هكذا وضع يُحاصر فيه المبدع العربي .
لم يكن حيدر حيدر الاول الذي يهاجمه التقليديون ممن اتخذوا من الدين سيفا مسلطا على رقاب المبدعين من الكتاب والشعراء والاكاديميين لا بل لن يكون الاخير فقد هدد كثيرون منهم الدكتور طه حسين والروائي نجيب محفوظ .توفي في قريته التي ولد فيها وهي قرية حصين البحر التابعة لمحافظة طرطوس السورية سنة 1936 ومات فيها يوم 5-5-2023 وهو مرب عمل في التدريس وقد ابتدأ لكتابة القصة ثم بات يكتب الرواية ومما هيأ له الاجواء انه عاش حياة مليئة بالحركة فسوريا شهدت عددا من الانقلابات العسكرية والصراعات السياسية كما شهد الوطن العربي الكثير مما يحفز الكاتب والروائي على الكتابة ثورات ومتغيرات سياسية وفكرية وقد كان الوطن العربي في الاربعينات والخمسينات والستينات من القرن الماضي يواجه بحرا متلاطما من التوجهات السياسية والتناقضات الاقتصادية والفكرية .وفي دمشق العاصمة السورية وجد نفسه ووجد ان ثمة نشاطات فكرية وحركة ثقافية مهمة ونشيطة وكانت مجلة (الادآب) البيروتية الوعاء الذي استخدمه لنشر نتاجه القصصي وفي سنة 1968 نشر مجموعته القصصية ( حكايا النورس المهاجر ) ثم نشر مجموعته القصصية (الومض) وكان المرحوم الاستاذ حيدر حيدر احد مؤسسي ( اتحاد الكتّاب العرب) 1968 ومقره في دمشق وكان عضوا فاعلا فيه .سافر الى الجزائر 1970 واشتغل فيها مدرسا وكان معه من المدرسين عدد كبير من المدرسين العراقيين والسوريين والمصريين واللبنانيين وكلهم اسهموا في حركة التعريب بعد استقلال الجزائر عن فرنسا وتحررها .وفي الجزائر نشر روايته الاولى ( الزمن الموحش) وبعدها عاد الى بيروت ونشر روايته (الفيضان) 1975 وهكذا توالت رواياته .كان حيدر حيدر وطنيا سوريا وقوميا عربيا قاتل مع الفلسطينيين . ترجم الكثير من اعماله الى اللغات الاجنبية وقدمت عنها رسائل ماجستير واطروحات دكتوراه .كان حيدر حيدر رمزا روائيا عربيا بارزا وقد طبقت شهرته الافآق وقد منحه الفلسطينيون درع غسان كنفاني للرواية العربية سنة 2022 .اعماله القصصية والروائية عديدة منها : (حكايا النورس المهاجر) (قصص) الطبعة الأولى: 1968 وزارة الثقافة السورية-دمشق. وقد أخرجت كفيلم سنة 1972 وله (الفهد) صدرت سنة 1968 عن وزارة الثقافة السورية وله (الومض ) صدرت عن اتحاد الكتاب العرب سنة 1970 .كما ان له رواية بعنوان (الزمن الموحش ) صدرت عن دار العودة ببيروت سنة 1973 ومن مجاميعه القصصية مجموعة بعنوان ( الفيضان) صدرت سنة 1982 وقدكتب سيرة المطران كبوتشي سنة 1978 وله ايضا مجموعة قصصية عنوانها (الوعول) صدرت سنة 1978ومن اعماله (التموّجات (قصتان) وله رواية بعنوان (مرايا النار، فصل الختام ) و( أوراق المنفى شهادات عن أحوال زماننا ) و (غسق الآلهة ) وهي مجموعة قصصية وله رواية بعنوان (شموس الغجر ) صدرت لاول مرة سنة 1997. رحم الله حيدر حيدر وطيب ثراه وجزاه خيرا على ماقدم لوطنه وأُمته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق