الاثنين، 8 مايو 2023

مصطفى جواد في مرآة نجدت فتحي صفوت


                                                            الدكتور مصطفى جواد الديلتاوي 


مصطفى جواد في مرآة نجدت فتحي صفوت
- ابراهيم العلاف
كلنا نعرف علاّمة العراق المؤرخ واللغوي المرحوم الاستاذ الدكتور مصطفى جواد 1904-1969 ، وكنا نتابع برنامجه الاذاعي (قل ولا تقل) ، وانا شخصيا ادركته عندما كنتُ طالبا في قسم التاريخ بكلية التربية بجامعة بغداد 1964-1968 .. كنت أراه دوما وهو يتجول في جنبات الكلية وسبحته الطويلة بيده يقف مع الطلبة ويمازحهم ويتحدث اليهم بحب وحنان .
ومما يفرح اننا نجد عنه الكثير الكثير من المعلومات .. ومع هذا فإن ما كتبه الاستاذ نجدت فتحي صفوت الكاتب والدبلوماسي والمترجم العراقي في كتابه (خواطر واحاديث في التاريخ ) وصدر ببغداد سنة 1983 له طعم خاص فهو قد عرف مصطفى جواد وعمل معه في بعض اللجان ، وله معه ذكريات جميلة .
ومما قاله ان ( مصطفى جواد الديلتاوي ) فهو من ديلتاوة من اعمال ديالى ، كان تلميذا للاب انستاس الكرملي وكان يعاونه في تحرير مجلة (لغة العرب) . وكان انستاس الكرملي يعده ليكون خليفته يحمل بعده راية اللغة العربية ويواصل رسالته في خدمتها ، وان مصطفى جواد انجز اطروحته للدكتوراه في جامعة السوربون بباريس وعاد قبل ان يناقشها بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية ، وكان المستشرق الفرنسي الكبير لويس ماسينيون مُعجبا بتلميذه ، فهو المشرف على اطروحته للدكتوراه .
وان مصطفى جواد عاد الى بغداد ، وعين مدرسا في الثانوية المركزية ثم عمل في مديرية الاثار وصار مدرسا لتدريس اللغة العربية للملك فيصل الثاني ملك العراق السابق 1953-1958 عندما كان تلميذا صغيرا . كما كان مصطفى جواد يقدم احاديثا في الاذاعة ، وكان في جلساته الخاصة يُكثر من التعليقات الظريفة ، وكان مرحا يصحح كل كلمة يجدها مغلوطة ، وكثيرا ما يتحدث حديثا عذبا في شؤون الادب او التاريخ مستخرجا منها العبر او النكات وكانت النكتة طابعه الملازم في حديثه ، وكان يتحرى الفصيح والصحيح في اللغة ، وكان في ندواته التلفزيونية ممتعا لكن المرض اشتد عليه قبل وفاته فأصيب كما كان يقول ب(خذلان القلب) أي بعجز القلب ، وتوفي في اليوم السابع عشر من كانون الاول - ديسمبر سنة 1969 عليه رحمة الله ، وشيع تشييعا رسميا وشعبيا مهيبا .
مصطفى جواد وقر في قلب العراقيين ، وفي فكر كل محب للغة الضاد التي عشقها منذ صغره وكرس لخدمتها حياته رحم الله مصطفى جواد وطيب ثراه وجزاه خيرا على كل ماقدم . 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...