جريدة
(الصباح) العراقية و(20) عاما من العطاء الصحفي
ا.د.ابراهيم
خليل العلاف
استاذ
التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
في
يوم 17 من ايار -مايس- مايو سنة 2003 ، صدرت جريدة (الصباح) العراقية في بغداد
لتكمل مسيرة الصحافة العراقية الممتدة منذ صدور جريدة (زوراء) في 15 حزيران -يونيو
سنة 1869 . وطبعا المسيرة طويلة والاهم فيها انها كانت بهية ، ومثمرة ؛ فمؤرخو
الصحافة العربية يعترفون بقيمة صحافة العراق ورموزها ودورهم في تيقظ الفكر وتوسيع
قاعدة المثقفين .
بعد
الاحتلال الامريكي للعراق في 9 نيسان 2003 ، لم يكن من الممكن ان تخلو الساحة
الاعلامية من صحيفة تعكس ما يجري في العراق بعد سقوط النظام السابق وتغير الوضع ،
فكانت جريدة (الصباح) التي صدرت عن ( شبكة الاعلام العراقي ) .
ومع
انها مستقلة ، الا انها صحيفة الدولة في العراق ولكن كما يقول الاستاذ احمد عبد
الحسن رئيس تحريرها اليوم ، بعيدا عن تجاذبات السياسة اليومية . وفي جريدة الصباح
كادر متميز من الصحفيين والمحررين والعاملين مما يجعلها فعلا جريدة عراقية نفتخر
ونتباهى بها وبما تنشره اتفقنا معه ام لم نتفق .
ومن
17 -5-2003 الى 17-5-2023 مرت مياه كثيرة من تحت الجسر لكن ما حفلت به الصباح انها
في تقدم مطرد الى الامام ؛ فهي تحمل رسالة ، ورسالة نبيلة مؤداها ان تكون جامعة
للعراقيين ، وملبية لاحتياجاتهم ومتطلباتهم تعكس همومهم وتبشر بأحلامهم في ان يظل
العراق موحدا قويا بهيا .
واعتادت
جريدة (الصباح) ان تصدر ملاحقا منها ملحق (الصباح الثقافي) وملحق كان كاتب هذه
السطور يحرر فيه صفحة (موصليات ) ، واقصد (صباح الموصل) وكان هناك ملحق بإسم (صباح كردستان) وللمحافظات حصة كبيرة
في جريدة (الصباح ) .
ومما
يفرح حقا ان تكون المهنية والحرفية هي ديدن العاملين في جريدة الصباح ، فرئيس
التحرير الحالي الاستاذ احمد عبد الحسين كان يعمل محررا فيها ومسؤولا عن قسمها
الثقافي ثم سكرتيرا لتحريرها ورئيسا لتحريرها وهمه ان يطور الجريدة بإستمرار لما
هو افضل واليوم الجريدة تصدر ب( 24) صفحة وفي ترويستها ما يؤكد انها (جريدة سياسية
يومية عامة تصدر عن شبكة الاعلام العراقي) ولها موقع الكتروني هو www.alsabaah.iq
والجريدة
منوعة فيها صفحات ثابتة منها : الصفحة الاولى - العراق -اتجاهات- آراء - علوم -
سينما - اعلانات – بانوراما - ريبورتاج- ثقافية - منصة -الباب المفتوح - الصباح
الرياضي--رياضة -فولكلور - ضوء - ثقافة شعبية - ولد وبنت - اخيرة .وللجريدة
مراسلين في المحافظات وفي خارج العراق.
ترأس
تحرير جريدة الصباح منذ اول يوم لصدورها عدد من الصحفيين منهم المرحوم الاستاذ
اسماعيل زاير وهو اول رئيس لتحريرها ، والاستاذ عبد الجبار الشبوط ، والاستاذ جمعة
الحلفي ، والاستاذ فلاح المشعل ، والاستاذ عبد الستار البيضاني ، والاستاذ عباس
عبود سالم الجيزاني ، والاستاذ علي حسن الفواز ، واليوم وعند كتابة هذه السطور
الاستاذ احمد عبد الحسين .
ويقينا
ان الجريدة والعاملين فيها واجهوا خلال العشرين سنة الماضية الكثير من التحديات
منها ما هو سياسي ومنها ما هو مهني ومنها ما هو شخصي لكن العاملين فيها حرصوا -قدر
الامكان- ابعادها عن التجاذبات السياسية وان لاينشر فيها الا ما ينفع الناس والوطن
ويمكث في الارض .ولعل التحدي الكبير الذي واجهته الصباح هو علاقتها بالسلطة
"فكل يريدها له خالصة من دون الناس" يقول رئيس التحرير الحالي لكن وضع
الصباح بإعتبارها جريدة الدولة يأبى لها ان تكون برسم خدمة احد سوى الدولة وطرائق
الحفاظ على هذه الخصيصة كانت متعبة وشاقة فجريدة الصباح صحيفة دولة العراق لا صحيفة
حكومة او حزب .
الاخ
الاستاذ نزار عبد الستار مدير التحرير قال ان جريدة (الصباح) قطعت شوطا مهنيا يفوق
عمرها الزمني بجهد وخبرة وتفاني ومواهب وعلمية اداء منتسبيها بدءا من رؤساء
التحرير المتعاقبين عليها مرورا بملاكاتها التحريرية والادارية والفنية والقانونية
وتاج العمل المطبعة ذات الكوادر الاصيلة مهنيا واجتماعيا .
ومما
ساعد في نجاح جريدة (الصباح) وجود مديرية المطابع التابعة لشبكة الاعلام العراقي
والتي تشكلت في سنة 2015 وهي قطاع انتاجي يلبي احتياجات الطباعة وبأرقى المواصفات
العالمية يقول سكرتير التحرير التنفيذي الاستاذ وسام الفرطوسي .
اما
الاستاذ سعد صاحب فيقول للصحفي الاستاذ محمد اسماعيل وهو يكتب في العدد الصادر يوم
17-5-2023 عن جريدة (الصباح ..شروق بلا مغيب) ان جريدة الصباح تقدم سلة ثقافية
دسمة لمحبي القراءة من خلال تنوع صفحاتها فهناك الصفحات الثقافية التي تغطي مجمل
الفعاليات الادبية والفكرية وتنشر القصة والفلسفة والسيرة وكذلك فنون ومتابعات
وغناء وتشكيل ودراسات نقدية وتغطيات سياسية واقتصادية وما له علاقة بالمجتمع
وابداعات الشباب والسينما واخيرا الاستاذ قاسم موزان مسؤول صفحة الباب المفتوح
يقول ان الشمعة الواحدة والعشرون التي اوقدها منتسبو جريدة الصباح ومحبيهم تشكل
علامة فارقة في تاريخ الصحافة العراقية ومسيرتها حافلة بالنجاحات ويقينا ان
الجريدة اسهمت في نشر افكار الحرية والتقدم والديموقراطية وهي تطمح في ان تكون
قادرة على احداث تغيير في البنى والاتساق التقليدية والسلبية واستبدالها بقيم
جديدة تؤكد آدمية الانسان وتعزز كرامته وتبرز مكوناته وقدراته على البناء والتقدم .
تحية
لجريدة (الصباح) وهي تجتاز عتبة ال 20 سنة وتتقدم الى الامام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق