الأربعاء، 25 أغسطس 2021

عراقيون عملوا من اجل القضية الفلسطينية



عراقيون عملوا من اجل القضية الفلسطينية

ا.د. ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل

 

أحدى طالبات الدراسات العليا من جامعة الكوفة سألتني سؤالا مهما وهي انها تريد مني ان ادلها على اسماء لشخصيات عراقية عملت من اجل القضية الفلسطينية بالقول والفعل .وطبعا اجبتها وقلت لها ان لدينا العديد ممن كتب الرسائل والاطروحات والكتب والبحوث والدراسات والمقالات والمذكرات من العراقيين عن القضية الفلسطينية ومنذ العشرينات من القرن الماضي الى السبعينات يعني منذ سنة 1921 حتى سنة 1979 .

وقلت لها ان عليها ان ترجع الى كل هذا الكم فضلا عن ان الحكومات العراقية في العهدين الملكي 1921-1958 والعهد الجمهوري ومنذ 1958 وقفت مع القضية الفلسطينية قولا وفعلا وشاركت في حرب 1948 و1967 و1973 . وللجيش العراقي دور كبير في هذا المضمار وهناك شهداء عراقيون منه لاتزار مقابرهم في المفرق وجنين بفلسطين ويجب على الباحث ان يرجع الى كل هذا .كما ان الاحزاب والتظيمات السياسية العراقية العربية والكردية وقفت الى جانب القضية الفلسطينية وقدمت المذكرات وعقدت المهرجانات والندوات من اجل القضية الفلسطينية .

ولاننسى البرلمان العراقي ومواقف العديد من النواب ومنذ 1925 ولاننسى ايضا الصحف وما كتبته عن القضية الفلسطينية .

اذا على الباحث ان يعود لكل هذا ليجد ان العراق من اكثر الدول العربية تضحية من اجل فلسطين وشعبها وقضيتها وهو لايزال حتى كتابة هذه السطور في حالة حرب مع اسرائل فهو لم يعقد لاهدنة ولا صلحا ولا تطبيعا والقوانين العراقية السارية تمنع اي تطبيع .

نعم في تاريخ العراق المعاصر ومنذ تشكيل الدولة العراقية الحديثة سنة 1921 رجالات خدموا القضية الفلسطينية كتبوا عنها وعملوا من اجلها وهم كثر لكن لابد ان اذكر ان من اول المدافعين عن فلسطين الملك فيصل الاول 1921-1933 ملك العراق ومؤسس دولته الوطنية الحديثة .

كما ان نوري السعيد وهو رئيس الوزراء المزمن حيث شكل (14) وزارة في تاريخ العراق الملكي له مواقف وقدم حلول ومذكرات من اجل حل القضية الفلسطين ومن كتب عنه ذكر ذلك .

ومن الذين سعوا من اجل القضية الفلسطينية رشيد عالي الكيلاني ومحمد يونس السبعاوي والعقداء الركن الاربعة ابطال حركة 1941 التحررية وهم صلاح الدين الصباغ ومحمد فهمي سعيد ومحمود سلمان وكامل شبيب . ومن الذين عملوا من اجل القضية الفلسطينية الاستاذ عبد الفتاح ابراهيم رئيس اللجنة السياسية لحزب الاتحاد الوطني والاستاذ محمد حديد نائب رئيس الحزب الوطني الدمقراطي وهما عضوين في (لجنة الاحزاب العراقية للدفاع عن فلسطين ) والتي تشكلت في بغداد على اثر صدور تقرير لجنة التحقيق البريطانية -الامريكية 1946 وقد كانت باكورة اعمالها كما يقول السيد عبد الرزاق الحسني في كتابه (تاريخ الوزارات العراقية ) اعلان الاضراب العام في جميع انحاء العراق ذلك الاضراب الذي دل بشموله وهدوئه على مقدارالوعي والنضج اللذين اظهرهما الشعب العراقي العظيم .

كانت القضية الفلسطينية وراء المكثير من الحوادث التي ادت الى النقمة على الانكليز في العراق منذ الثلاثينات من القرن الماضي ولما احتل الجيش البريطاني العراق مرة ثانية بعد فشل حركة نيسان - مايس 1941 منع الانكليز الصحف العراقية من تناول موضوع فلسطين باي شكل من الاشكال واعتبروا ساطع الحصري المفكر والمربي ومدير المعارف العراقي مسؤولا عن تربية جيل يكره الانكليز ويعمل من اجل فلسطين والقضية العربية وكان النطق بلفظة (فلسطين) سببا كافيا للاعتقال .وممن عملوا من اجل القضية الفلسطينية وارسلوا المذكرات الى القادة والرؤساء الامريكان الداعمين للصهيونية في 29 شباط سنة 1944 جميل المدفعي رئيس مجلس الاعيان والشيخ محمد رضا الشبيبي رئيس مجلس النواب وما ارسلوه من مذكرات متوفر في كتاب تاريخ الوزارات العراقية للسيد عبد الرزاق الحسني (المجلد الثالث) الصفحات 176-179 .

ولاننسى دور الدكتور محمد فاضل الجمالي وزير الخارجية ومن ثم رئيس الوزراء في دعم القضية الفلسطينية ومواقفه معروفة وخاصة في هيئة الامم والمحافل الدولية .كما لاننسى دور الدكتور عبد الجبار الجومرد اول وزير خارجية للعراق بعد ثورة 14 تموز 1958 في العمل من اجل فلسطين وتوجيهات الزعيم الركن عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة 1958-1963 له في هذا المجال مما يتطلب من الباحث الوقوف .

ولاننسى ما قدمه الامام الراحل محمد حسين ال كاشف الغطاء من عمل جاد من اجل تعميق الوعي بخطورة ما يجري وما جرى في فلسطين مما ادى الى ضياعها وقد وثقت مواقفه كما اتذكر في كتاب خاص لابد من الرجوع اليه وعنوانه ( قضية فلسطين الكبرى في خطب الامام الراحل محمد حسين ال كاشف الغطاء ) والمطبوع في مطبعة النعمان بالنجف الاشرف سنة 1969 .

كما يجب ان لاننسى جهود العراق من اجل القضية الفلسطينية في جامعة الدول العربية ولازلنا نتذكر مذكرة الحكومة العراقية الى الحكومة الامريكية التي قدمها رئيس الوزراء العراقي السيد حمدي الباجه جي في 2 تشرين الاول 1945 وفيها فند سياسة تفضيل اليهود على العرب والطلب من الولايات المتحدة انصاف القضية الفلسطينية في ضوء الحقائق بعيدا عن التحيز الانتخابي .

وفي سنة 1948 لعب كل من السيد حمدي الباجه جي وزير الخارجية ونجيب الراوي وزير الشؤون الاجتماعية والسيد محمد حسن كبة عضو مجلس الاعيان دورا كبيرا في الدفاع والعمل من اجل القضية الفلسطينية كما كان السيد ارشد العمري وكان وزيرا للدفاع قد حل محل حمدي الباجه جي في منصب وزير الخارجية وكالة كلهم لعبوا دورا مهما في اجتماعات مجلس الجامعة العربية في شباط 1948 وكان الاجتماع منصبا على مناقشة تخلي بريطانيا عن انتدابها على فلسطين وكان صالح جبر رئيس الوزراء السابق قد وعد بارسال قوة من الجيش.

وجهود رئيس اركان الجيش العراقي الفريق صالح صائب الجبوري معروفة كما هي جهود السيد محمد الصدر رئيس الوزراء معروفة .

قادة ثورة 14 تموز 1958 والضباط الاحرار كلهم كانوا مساندين للقضية وداعمين لها ومنهم الزعيم الركن عبد الكريم قاسم والعقيد الركن عبد السلام محمد عارف وعدد كبير من القادة العسكريين ومنهم من قاتل في فلسطين امثال الفريق الركن محمد نجيب الربيعي والعقيد الركن عبد الكريم فرحان .ولاننسى موقف الفريق عبد الرحمن محمد عارف رئيس جمهورية العراق السابق 1966-1968 والمهيب احمد حسن البكر رئيس جمهورية العراق السابق 1968-1979 .

نحتاج الى مجلد كبير لنقف عند كل من عمل من اجل القضية الفلسطينية وفي مقدمتهم الكتاب والشعراء والفنانين ولانكاد نقف عند اي ديوان لشاعر عراقي دون ان نجده يفيض بكثير من القصائد من اجل فلسطين فشاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري له الكثير من القصائد عن فلسطين كما الشاعر بدر شاكر السياب والشاعر شاذل طاقة والشاعر هلال ناجي .

ولابد من الاشارة الى ما كتبه وقدمه للقضية الفلسطينية اللواء الركن محمود شيت خطاب المؤرخ العسكري العراقي الكبيرولدينا كتابات السياسي العراقي اليساري الاستاذ عزيز شريف عن (قضية فلسطين) وكتابات الدكتور عادل الجادر وسيف الدين عبد القادر والدكتور عواد الاعظمي والدكتور فاضل حسين واللواء الركن خليل سعيد والاستاذ قاسم حسن والاستاذ فيصل حسون الصحفي الكبيروالسيد عبد الجبار فهمي والمطران سليمان الصائغ والدكتور حكمت شبر والاستاذ خالد اسماعيل علي والاستاذ علي غالب عزيز والاستاذ مهدي هاشم النجفي والدكتور زكي صالح والدكتور ابراهيم خليل العلاف والدكتور غانم محمد الحفو والدكتور عباس عطية جبار والاستاذ عبد التواب احمد سعيد والدكتور ابراهيم الداقوقي والاستاذ كامل الجاردرجي زعيم الحزب الوطني الدمقراطي والاستاذ احمد فوزي عبد الجبار والدكتور مالك دوهان الحسن والاستاذ عبد الحميد العلوجي والاستاذ عزيز السيد جاسم والفريق الركن شكري محمود نديم والاستاذ محمد عبد الحسين وغيرهم .

في الختام اقول القضية الفلسطينية لاتزال تعيش في قلب وعقل كل العراقيين .

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حركة الشواف المسلحة في الموصل 8 من آذار 1959 وتداعياتها

  حركة الشواف المسلحة  في الموصل  8 من آذار 1959 وتداعياتها  أ.د. إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل ليس القصد ...