صلاح عبد الصبور في ذكرى وفاته ال (40)
في مثل هذا اليوم 13 من آب -اغسطس 2021 تمر الذكرى ال (40) لوفاة الشاعر المصري الكبير صلاح عبد الصبور (1931-1981) وصلاح عبد الصبور من رموز الحركة الشعرية العربية الحديثة وله العديد من الدواوين المنشورة .كتب للمسرح ولعل من ابرز ما كتب مسرحية مأساة الحلاج ومسرحية الاميرة تنتظر ومسافر ليل وبعد ان يموت الملك .خريج قسم اللغة العربية - كلية الاداب جامعة القاهرة سنة 1951 .. الناس في بلادي (1957) أول مجموعات عبد الصبور الشعرية وله ايضا (أقول لكم ) 1961و(تأملات في زمن جريح ) 1970و(أحلام الفارس القديم ) 1964و(شجر الليل ) 1973و( الإبحار في الذاكرة ) 1977 .في مكتبتي الشخصية كتابه الجميل ( حياتي في الشعر ) ومن كتبه مذكراته (على مشارف الخمسين) وله :(قراءة جديدة لشعرنا القديم) .
كتبتُ عن كتابه ( حياتي في الشعر ) في صفحتي قبل سنوات وقلت :" ..كتاب جميل إنطلق فيه من اهتمام سقراط بالانسان ووجوب ان يعرف نفسه ؛ فالانسان هو الموجود الوحيد الذي يستطيع ان يعي ذاته ..ويقول :"لما كان الشعب لايكتب بالافكار وايضا لايكتب بالصور العيانية كالاحلام ولكن بالكلمات ، فلابد من اللجوء الى رموز الكلام لكي يستطيع وصف هذا العالم الجديد المتفتح فجأة "..واضاف :" يلتقط الانسان خلال حياته ملايين الملايين من المرئيات ، والانطباعات ، والمعلومات ،كما تتولد في ذهنه ملايين الملايين من الخواطر ، والبوادر ، واللوامح ...والواقع ان اهم مايميز ذات الشاعر هو رغبتها العارمة في عرض ذاتها على ذاتها " .ومن شعره :
أغنية ولاء
شعر : صلاح عبد الصبور
صنعت لك
عرشا من الحرير .. مخملي
نجرتـه من صندل
ومسندين تتكّى عليهما
ولجة من الرخـام ، صخرها ألماس
جلبت من سوق الرقيق قينتين
قطرت من كرم الجنان جفنتين
والكأس من بللور
أسرجت مصباحا
علقته في كـّوة في جانب الجدار
ونوره المفضض المهيب
وظله الغريب
في عالم يلتف في إزارةالشحيب
والليل قد راحا
وما قدمت أنت ، زائرى الحبيب
هدمتُ ما بنيت
أضعتُ ما اقتفيت
خرجتُ لك
علـّى أوافي محملك
ومثلما ولدتُ . غير شملة الإحرام. قد خرجت لك
أسائل الرواد
عن أرضك الغريبة الرهيبة الأسرار
في هدأة المســاء ، والظلام خيمة سوداء
ضربت في الوديان والتلاع والوهاد
أسائل الرواد
( ومن أراد أن يعيش فليمت شهيد عشق)
أنا هنا ملقي على الجدار
وقد دفنتُ في الخيــال قلبي الوديـع
وجســمي الصريــع
في مهمه الخيال قد دفنت قلبي الوديع
يا أيها الحبيب
معذبي ، أيها الحبيب
أليس لي في المجلس السنّى حبوة التبيع
فإنني مطيع
وخادم سميع
فإن أذنت إنني النديم في الأسحار
حكايتي غرائب لم يحوها كتاب
طبائعي رقيقة كالخمر في الأكواب
فإن لطفت هل إلىّ رنوةُ الحنان
فإنني أدل الهوى على الأخدان
أليس لي بقلبك العميق من مكان
وقد كسـرت في هواك طينة الأنســان
وليس ثمّ من رجوع
.............................................................ابراهيم العلاف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق