أفغانستان ..ما الذي يجري ؟
- ابراهيم العلاف
منذ عقود ، والشعب الافغاني المسكين في دوامة . ومنذ سقوط نظام حكم الملك ظاهر شاه في سنة 1973، عندما كان الملك ظاهر شاه في إيطاليا من أجل إجراء عملية جراحية لعينيه ولعلاج ألم أسفل ظهره، قاد الجنرال داود خان انقلابا عسكريا وكما هو معروف ؛ فان محمد ظاهر شاه حكم أفغانستان لمدة 40 سنة من سنة 1933 إلى سنة 1973، منذ ذلك الوقت وانا اتابع ما يجري ، والغزو السوفيتي الذي حصل ( من 25 ديسمبر - كانون الاول 1979. وانسحبت القوات السوفييتية من البلاد بين 15 ايار - مايو 1988 و2 شباط فبراير 1989 ) ، ومسلسل التدخل الامريكي الذي ابتدأ في 11 ايلول - سبتمبر 2001 بعد الهجمات على الولايات المتحدة والتي خطط لها تنظيم القاعدة الإرهابي بزعامة أسامة بن لادن الذي كان في أفغانستان تحت حماية طالبان .
وما اراده البعض من توجيه ماسمي بالجهاد الى افغانستان والحملات العسكرية والاعلامية وما نجم عن سوء الاوضاع في افغانستان حتى قرار الامريكان بالانسحاب ومعهم مترجميهم والاف مؤلفة ممن تعاون معهم والذي سينتهي مع نهاية آب -اغسطس الجاري 2021 وتقدم قوات حركة طالبان السريع وسيطرتهم وبدون قتال في اغلب الاحيان على جزء كبير من افغانستان وقرب دخولهم العاصمة كابل .
ماالذي جرى وما الذي يجري ؟ ؟ وما الذي جناه الافغان من كل ما حدث ؟ ولماذا حدث الذي حدث ولماذا شجع الغرب التيار الاسلاموي ولماذا تخلى عنه ولماذا خربت افغانستان ولمصلحة من ؟ كل ما يمكنني قوله ان الغرب وراء ذلك والشعب المسكين يدفع الثمن .
جمهورية أفغانستان الإسلامية وهذا اسمها رسميا ( أفغانستان اسلامي جمهوریت ) ، تأسست سنة 1709 ميلادية . يبلغ عدد نفوسها 34.124.811 مليون نسمة. ونظامها رئاسي ، وفيها جمعية وطنية تشريعية لكن الفساد ، والصراع الداخلي نخرها من الداخل بسبب التدخلات الخارجية .
وكما جاء في انسكلوبيديا ويكيبيديا الالكترونية ورابطها التالي :
فأفغانستان دولة حبيسة تقع في آسيا الوسطى، تحدها كل من طاجكستان وأوزبكستان وتركمانستان من الشمال وإيران من الغرب والصين من الشرق، فيما تحدها باكستان من الجنوب. ومعنى كلمة أفغانستان هو أرض الأفغان، وتعتبر إحدى نقاط الاتصال القديمة لطريق الحرير والهجرات البشرية السابقة. وتلك الدولة ذات الموقع الجيوإستراتيجي تربط شرق وغرب وجنوب ووسط آسيا، وهي موطن لكثير من الأمم القديمة والحديثة خلال العصور المتتالية. وكانت المنطقة هدفا لكثير من الشعوب الغازية والفاتحين منذ القدم، منذ عهد الإغريق تحت حكم الإسكندر الأكبر، ومرورا بالفتوحات الإسلامية وحكم المغول وغيرهم. وقد كانت أفغانستان منبع للعديد من الممالك، مثل مملكة باكتريا الإغريقية والكوشانيون والهياطلة والصفاريون السامانيون والغزنويون التيموريون، وممالك أخرى ظهرت في أفغانستان فشكلت دولًا عظمى هيمنت على جيرانها من الممالك الأخرى.
الأفغان بهذا المصطلح شعب معروف في التاريخ الإسلامي من الشعوب الآرية، هم أخوة الفرس والكرد والطاجيك يسكنون هذه البقاع، ولقد ذكرهم عدد كبير من المؤرخين، ووصفهم الرحالة ابن بطوطة بالقوة والبأس الشديد، عند زيارته لمدينة كابل وما جاورها.ومنذ القرن الثامن عشر ومع ظهور قبائل البشتون بدأ التاريخ السياسي الحديث لأفغانستان، عندما أسس أحمد شاه الدراني سلالة الهوتاكي سنة 1709 حكمها في قندهار، مكونا (مملكة دراني ) سنة 1747 آخِر الممالك الأفغانية، والأم الشرعية لأفغانستان الحديثة. فانتقلت العاصمة سنة 1776 من قندهار إلى كابول، وقد تنازلت مؤقتا عن معظم أراضيها للممالك المجاورة. باتفاقيات مع الإنكليز .
وفي أواخر القرن التاسع عشر ، أضحت أفغانستان دولة حاجزة في لعبة الأمم ما بين الإمبراطوريتين الروسية والبريطانية. ففي تاريخ 19 آب - أغسطس 1919 بُعيد الحرب الإنجليزية الأفغانية الثالثة استعاد البلد الاستقلال في سياسته الخارجية من المملكة المتحدة. ومع أواخر سبعينيات القرن العشرين عاشت أفغانستان تجربة مريرة من الحرب الأهلية الأفغانية تخللها احتلال أجنبي سنة 1979 تمثل في الغزو السوفيتي تلاه الغزو الأمريكي لأفغانستان سنة 2001 وحتى يومنا هذا وافغانستان في دوامة لانعرف كيف ستخرج منها .
فمنذ رحيل السوفييت سنة 1989، دارت رحى العديد من الحروب الداخلية في البلاد.وفي 24 نيسان -ابريل 1992، تم توقيع اتفاق عرف باسم اتفاق بيشاور من قبل أحزاب الاتحاد الإسلامي لمجاهدي أفغانستان السبعة ، وحزب الوحدة ، والحركة الإسلامية محسني، فتم الاتفاق على تشكيل حكومة مؤقتة لمدة شهرين وعلى رأسها (صبغة الله مجددي) ، ثم يتبعه ولمدة أربعة أشهر ( برهان الدين رباني) . ولكن الحزب الإسلامي بقيادة ( قلب الدين حكمتيار) والذي كان موالياً لباكستان رفض الاتفاقية بالرغم من أنه من الموقعين عليها. فهاجم كابل وانهارت الاتفاقية، وبقي رباني في رئاسة الدولة.
ثم عادت الأحزاب المتناحرة لتجتمع في 7 مارس- آذار 1993 في إسلام أباد في باكستان بعد حرب ضروس ومعارك طاحنة في كابل، وتم توقيع اتفاقية عرفت ب(اتفاقية إسلام أباد) ، وشاركت فيها السعودية وباكستان، ونصت الاتفاقية على أن لرباني رئاسة الدولة لمدة ثمانية عشرة شهرًا، وقلب الدين حكمتيار يتولى رئاسة الوزراء، وأن يتم وقف إطلاق النار. ولكن الاتفاقية لم تنفذ بسبب اندلاع القتال من جديد بين رباني وحكمتيار بسبب الاتهامات المتبادلة بينهما .
في الأول من يناير - كانون الثاني سنة 1994 تعرض برهان الدين رباني لمحاولة انقلاب من تحالف بين حكمتيار وعبد الرشيد دوستم وصبغة الله مجددي وحزب الوحدة ، ولكن الانقلاب فشل، من قبل أحمد شاه مسعود وتم تجديد فترة حكم رباني لعام آخر في - تموز - يوليو 1994. وفي تشرين الثاني - نوفمبر 1994 بدأت (حركة طالبان ) ومعنى طالبان أي الطلاب بالظهور، وخلال سنتين سيطرت على معظم مناطق أفغانستان ودخلت كابول سنة 1996 وأعلنت نفسها الحاكمة للبلاد بإزاحة رباني وحكمتيار الذي وقع مع رباني اتفاقية سنة 1996 أيضا تقضي بالعمل المشترك واقتسام السلطة. واستمرت سيطرة طالبان حتى بدأت القوات الأمريكية بضرب قوات طالبان في 7 أكتوبر- تشرين الاول - 2001 وذلك بسبب هجمات 11 سبتمبر- ايلول 2001 التي استهدفت برجي التجارة العالميين.
وأفغانستان من الناحية الادارية ، تنقسم الى ( 34 ) ولاية، مع وجود كل محافظة عاصمتها الخاصة .هي دولة غنية بكل شيء لكن شعبها فقير ، والفساد قد ضرب اطنابه ، والولايات المتحدة لم تفعل شيئا لشعب افغانستان ، وها هي تتركه ، وتنسحب واحتمال اعلان دخول حركة طالبان العاصمة كابل قريب وقريب جدا حتى ان الامريكان يفكرون في نقل كادر سفارتهم الى المطار مطار كابل .
هل ستنجح الجهود في الدوحة لانهاء الصراع واقتسام السلطة بين الحكومة الافغانية الحالية والرئيس الافغاني الحالي أشرف غني وممثلي حركة طالبان ؟ .
أشك في ذلك ، فالولايات الافغانية تتساقط الواحدة تلو الاخرى بايدي حركة طالبان وحتى بدون قتال ، وانا اكتب هذه السطور (ظهر يوم الجمعة 13 من آب 2021) وقوات حركة طالبان لاتبعد عن العاصمة كابل الا ( 50) كبلومترا
ومسؤولي الحركة يعلنون انهم سيكونون الممثلين الحقيقيين للشعب الافغاني وانهم سيحققون أمانيه في الوحدة والتقدم والسلام . وانهم سيقيمون افضل العلاقات مع الدول في العالم ...لننتظر ونر .
الموصل 13 -8-2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق