مملكة الحجاز 1916-1925 والملك علي بن الحسين 1879 - 1935
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
في كتابي (تاريخ الوطن العربي الحديث والمعاصر ) ، وصدر عن دار الكتب للطباعة والنشر بجامعة الموصل سنة 1985 ، تحدثتُ عن الكيانات السياسية العربية التي تشكلت بعد الحرب العالمية الاولى ، ومنها (مملكة الحجاز) ، والتي تعد اول دولة عربية مستقلة تؤسس في القرن العشرين ، وقلتُ أن أعيان الحجاز في 2 تشرين الثاني 1916 اجتمعوا ، وبايعوا الشريف حسين ملكا وتولى الامير عبد الله ولده منصب وزير الخارجية ، والبيعة تمت في الحرم المكي الشريف وجاء ذلك بعد اعلان الثورة العربية الكبرى ضد الدولة العثمانية .
وقد انجز المرحوم الزميل الدكتور طالب محمد وهيم رسالته للماجستير في جامعة بغداد عن (مملكة الحجاز) ، وظهرت في كتاب ، ورفع علمها ذي الالوان الثلاثة الابيض والاخضر والاسود مع مثلث احمر يتصل باطراف الالوان الثلاثة ، وصدرت جريدة باسمها هي جريدة (القبلة ) في 15 اب سنة 1916 ، واستمرت حتى سنة 1925 ، والصورة التي ترونها هي للامير علي رئيس الوزراء ، وعلي بن الشريف حسين شريف مكة وهو والد الامير عبد الاله 1913-1958 الوصي على عرش العراق وولي العهد وخال الملك فيصل الثاني ، وتولى الامير فيصل بن الشريف حسين منصب وزير الداخلية ، والفريق اركان حرب عزيز علي المصري منصب وزير الحربية (الدفاع) ، وعلي المالكي صار وزيرا للمعارف ، واحمد عبد الرحمن باناجه وزيرا للمالية، ومحمد امين وزيرا للاوقاف ، والشيخ عبد الله سراج نائبا لرئيس الوزراء والشيخ يوسف بن سالم وزيرا للاشغال والمواصلات ، والشيخ عبد القادر العزاوي وزيرا للبرق والبريد ، والدكتور نديم وزيرا للصحة .
وكان للدولة جيش ، هو الجيش العربي يتكون من ثلاثة فيالق وتولى السلطة التشريعية مجلس الشيوخ يعين اعضاؤه من قبل الملك حسين ، وكانت المدن الحجازية تضم دوائر للبلدية وكانت هناك مدرسة (كلية ) حربية يدرس فيها ضباط سوريين وعراقيين وتحت ضغوط من بريطانيا تنازل الملك حسين في 3 تشرين الاول 1924 عن العرش لولده علي وتخلت بريطانيا عن مملكة الحجاز التي رفضت توقيع معاهدة معها ، وحدث الصراع الهاشمي -السعودي ، وفي 16 تشرين الاول 1924دخل السعوديون مكة وسقطت جدة تحت سيطرة السعوديين واضطر الملك علي ان يوسط القنصل البريطاني السير ريدر بولارد لانهاء حالة القتال والتسليم لعبد العزيز بن سعود في 15 كانون الاول 1925 ، وفي 17 كانون الاول 1925 تم الاتفاق على الشروط التي تقدم بها الملك علي بن الحسين لتسليم عاصمته وابرزها ضمان ابن سعود لسلامة أهالي جدة ، وتعهده بمنح العفو العام ، وتسفير الضباط والجنود الراغبين في العودة الى اوطانهم ان رغبوا .
وفي 22 كانون الاول 1925 غادر الملك علي جدة متوجها الى العراق ليستقر الى جانب اخيه ملك العراق الملك فيصل الاول 1921-1933 ، وبعد يومين دخل ابن سعود جدة لينهي بذلك اول دولة عربية هاشمية مستقلة انشأها العرب بعد تخلصهم من السيطرة العثمانية .
فيما يتعلق بالملك علي ، كما قلت، جاء الى العراق مع عائلته ومنهم ولده الامير عبد الاله الذي ظل ناقما وحزينا على فقدان المملكة ، وقد منح الملك فيصل اخيه الملك علي قطعة ارض في الصويرة ليفلحها ، ويستفيد منها الى ان توفي رحمة الله عليه في 13 من شباط - فبراير 1935 ، ودفن في المقبرة الملكية في الاعظمية ببغداد .
وكما هو معروف فان من بناته فضلا عن ولده الامير عبد الاله :
عابدية (1907 - 1958)
عالية (1911 - 1950) (ملكة العراق - زوجة الملك غازي )
بديعة (1920 - 2020 ) تزوجت من الشريف حسين بن علي. لديها 3 أبناء منه. الشريف علي بن الحسين الهاشمي.
جليلة (1922 - 1955)
واخوان الملك علي هما :عبد الله الأول بن الحسين ( ملك الأردن ) ( 1921 - 1951 ) وزيد بن الحسين ( ولي عهد المملكة السورية المتحدة 1920 ).
قيل الكثير عن الملك علي ، فقد كان انسانا شجاعا حكيما كيسا نبيلا لكنه كان حزينا وقلقا وهادئا وباردا رحمه الله وطيب ثراه ولااعلم في ما اذا كتبتُ عنه رسالة ماجستير أم اطروحة دكتوراه فهو يستحق ذلك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق