الثلاثاء، 3 أغسطس 2021

وزارة ناجي طالب في العراق 9 آب 1966-3 مايس 1967




 

وزارة ناجي طالب في العراق 9 آب 1966-3 مايس 1967
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
يبدو ان وزارة الاستاذ عبد الرحمن البزاز وسياستها الخارجية والداخلية ، لم تحظ برضى الاحزاب الوطنية والتقدمية والقومية والناصرية في العراق ، وكثيرا ما اصدرت الاحزاب هذه ومنها حركة القوميين العرب وحزب البعث العربي الاشتراكي والحزب الشيوعي والكثير من التنظيمات السياسية العراقية مذكرات تنتقد فيها حكومة الاستاذ عبد الرحمن البزاز التي تشكلت بعد مقتل المشير الركن عبد السلام محمد عارف في حادث طائرة في البصرة نيسان 1966 ، وتتهم هذه الاحزاب حكومة البزاز بإتهامات من قبيل ( اليمينية )و(العمالة للشركات النفطية) و(السير بإتجاه اعادة العراق الى اوضاع ماقبل ثورة 14 تموز 1958) .. لذلك اضطر عبد الرحمن البزاز الى تقديم استقالته الى الفريق عبد الرحمن محمد عارف رئيس الجمهورية في 6 اب سنة 1966 فقبلها وغادر البزاز بغداد الى جنيف في 12 اب 1966 لقضاء بعض الوقت للراحة وقال في تصريح لمندوب جريدة الحياة "اللبنانية " في 13 اب 1966 :"كل ما استطيع قوله هو انني ارجو كل التوفيق لخلفي وامل ان يسير كل شيء بسلام " .ومانت بعض الاقاويل قد ترددت على ان البزاز لم يتخل عن منصبه الا بإنقلاب ابيض .
ومهما يكن من امر فقد كلف الفريق عبد الرحمن محمد عارف الاستاذ ناجي طالب بتشكيل الوزارة وصدر في 9 اب سنة 1966 مرسوم جمهوري ينص على تشكيل الوزارة كما يلي :
ناجي طالب رئيسا للوزراء ووزيرا للنفط بالوكالة
رجب عبد المجيد نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للداخلية
الدكتور عدنان الباجه جي وزيرا للخارجية
الدكتور عبد الله النقشبندي وزيرا للمالية وقد استقال بعدئذ وعين مكانه خالد الشاوي وزيرا للصناعة ووزيرا للمالية بالوكالة
اللواء الركن شاكر محمود شكري وزيرا للدفاع
مصلح النقشبندي وزيرا للعدل
الدكتور عبد الرحمن خالد القيسي وزيرا للتربية
فريد فتيان وزيرا للعمل والشؤون الاجتماعية
الدكتور فؤاد حسن غالي وزيرا للصحة
دريد نعمة الله الدملوجي وزيرا للثقافة والارشاد (كان ضابطا برتبة عميد )
اسماعيل مصطفى وزيرا للمواصلات
الدكتور احمد مهدي الدجيلي وزيرا للاصلاح الزراعي ووزيرا للزراعة وكالة
الدكتور محمد يعقوب السعيدي وزيرا للتخطيط
كاظم عبد الحميد وزيرا للاقتصاد
الدكتور خالد الشاوي وزيرا للصناعة
داؤود سرسم وزيرا للبلديات والاشغال
غربي الحاج احمد وزيرا للوحدة
احمد كمال قادر وزير دولة لاعمار الشمال
ويشير الاستاذ الدكتور جعفر عباس حميدي في الجزء التاسع من كتاب :"تاريخ الوزارات العراقية " الذي اصدره " بيت الحكمة " ببغداد ، الى ان الاختصاص يغلب على هذه الوزارة . كما ان وزيري الخارجية والدفاع في الحكومة السابقة احتفظا بمنصبيهما ، وان الوزارة الجديدة ضمت أحد عشر وزيرا جديدا وثلاثة من الاكراد هم : عبد الله النقشبندي واحمد كمال قادر ومصلح النقشبندي واعرب الرئيس عبد الرحمن محمد عرف عن امله في ان تعمل الوزارة كفريق متكامل وان تتظافر جهودها لخدمة البلد .
وقد قوبلت الوزارة بالترحيب من لدن معظم القوى السياسية لماعرف به ناجي طالب من حكمة وحسن تدبير وسمعة طيبة واعلنت الوزارة الجديدة في 21 اب 1966 منهاجها وكان منهاجا واضحا اكد التمسك بمبادئ ثورة 14 تموز 1958 التحررية وفي انتهاج سياسة عدم الانحياز وفي رسم السياسة العربية الهادفة الى تحقيق الوحدة العربية الشاملة والى السير في تطبيق ثقانون الاصلاح الزراعي وفي اقامة المجتمع الاشتراكي الذي نص عليه الدستور والقرارات الاشتراكية لسنة 1964 وفي تطبيق قانون رقم 80 النفطي الذي كفل حقا من حقوق العراق في ثروته النفطية وفي تأكيد الوحدة الوطنية وضمان حقوق اخواننا الاكراد القومية ضمن الوطن العراقي الواحد وان الحكومة ستعمل على اعادة تنظيم الاتحاد الاشتراكي وتولي اهتماما للقوات المسلحة وتعمل في سبيل الوحدة مع الجمهورية العربية المتحدة وتعد ذلك الخطوة الاولى في الطريق الوحدوي ووتعمل الحكومة على بناء جييل واع مستنير مؤمن بالله مخلص للوطن ويثق بنفسه وامته وتهتم بارسال البعثات الى الخارج وتطوير المناهج الدراسية والاهتمام بالتعليم العالي وضمان استقلال الجامعة ونشر الثقافة بشتى الوسائل وتنمية التعاون الثقافي مع الدول كافة وتطوير وسائل الاعلام وتقويتها ودعم الصحافة ورفع مستواها ونشر الوعي الصحي وتقديم الخدمات الصحية وتحسين شبكات الاتصالات والعناية بقضايا العمال والنقابات وتوفير الخدمات البلدية وتهيئة السكن للمواطنين وتوسيع مشاريع نقل الركاب ورعاية الامومة والطفولة وتطوير المواصلات واقامة الصناعات الكبيرة وتطبيق قانون الاصلاح الزراعي والحرص على مصلحة الفلاح وتنفيذ مشاريع الري .
في 3 مايس 1967 استقالت وزارة ناجي طالب بعد ان ظهر نوع من التباين في المواقف بين رئيس الجمهورية عبد الرحمن محمد عارف ورئيس الوزراء ناجي طالب بعد فترة قصيرة من تأليف الوزارة واتضح ذلك من خلال تضارب التصريحات حول عدد من القضايا الاساسية التي تضمنها منهاج الوزارة وخاصة في مجال التعاون مع القوى السياسية القومية والعلاقة مع الضباط الناصريين ةالخلاف حول السياسة النفطية والعلاقة مع الجمهورية العربية المتحدة .لذلك قدم ناجي طالب استقالة وزارته وقبلها رئيس الجمهورية في 6 مايس 1967 وكما هو معروف فإن وزارة ناجي طالب تولت المسؤولية في ظروف صعبة عبرت عنها جريدة المنار (البغدادية ) في عددها الصادر يوم 11مايس 1967 حين قالت ان ناجي طالب لم يأل جهدا في الدعوة الى رص الصفوف ووحدة الكلمة والسير وفق رسالة الثورة ايمانا منه بأن هذا الطريق هو الذي يقود الى سلامة البلد واستقراره وليس ثمة انكار لما حققته الوزارة على صعيد معالجة الازمة النفطية والخروج منها بأقل قدر من المضاعفات وقطع الطريق على كل محاولة للاضرار بمصالح البلاد وتعريض العلاقات العراقية مع الدول العربية والدول المجاورة والدول الاخرى للاخطار .
جَرَبَ رئيس الجمهورية الفريق عبد الرحمن محمد عارف بعد استقالة وزارة ناجي طالب ان يؤلف بنفسه وزارة جديدة فألفها في 10 مايس 1967 وقد استمرت حتى 10 تموز 1967 .
ولم تكن تجربة ناجحة مع انه كان الى جانبه اربعة نواب لرئيس الوزراء هم الفريق طاهر يحيى واللواء عبد الغني الراوي واسماعيل مصطفى وفؤاد عارف .وليس ثمة شك في ان الوضع الداخلي المضطرب والعلاقة مع شركات النفط والوضع العربي المتعلق بالقضية الفلسطينية والصراع العربي –الاسرائيلي والصراعات بين القوى السياسية كل ذلك كان وراء عدم الاستقرار والفوضى السياسية والاقتصادية التي اخد العراق يشهدها في تلك الحقبة من تاريخه .
*الى جانب هذه السطور قصاصة من جريدة "صوت العرب " البغدادية العدد الصادر في 10 آب 1966 والذي يتضمن مراسيم تكليف الاستاذ ناجي طالب بتشكيل الوزارة واسماء الوزراء وصورهم وقد وفر لي العدد الاستاذ جعفر الزاملي فشكرا له






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...