ديوان الامام علي بن ابي طالب عليه السلام ورضي الله عنه وارضاه
- ابراهيم العلاف
الديوان جمع وتعليق الدكتور احمد احمد شتيوي ، وصدر عن دار الغد الجديد للنشر والتوزيع- المنصورة -مصر 2003 ، والشعر ديوان العرب وهو اداة من ادوات الحكمة ، واخذ العبرة ، وليس كا يقول البعض مجرد ترف او وسيلة لتزجية الوقت .
وقد اهتم العرب بالشعر كثيرا حتى بعد الاسلام ، وفي القرآن الكريم آيات عن الشعر والشعراء والرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قدر الشعر والشعراء ، وكان يستنشده وكثيرا ما حث الشعراء على قوله . وممن اهتم بالشعر وتعلمه الامام علي بن ابي طالب عليه السلام ، ورضي الله عنه ، وبلغ الامام علي من الفصاحة والبيان والبلاغة مبلغا عظيما ، وكان ابلغ البلغاء بعد النبي صلى الله عليه وسلم وماقاله من شعر وما نسب اليه فيه فائدة عظيمة وخاصة في ما تحمله تلك القصائد من قيم وحكم يجدر بنا تعليمها ابناء امتنا في كل عصر وزمان وقد قام الاستاذ الدكتور احمد احمد شتيوي بجمع هذه القصائد من مظانها في بطون كتب الادب والشعر والسير والتراجم ووضع ترجمة موجزة لصاحب الديوان ورتب الابيات هجائيا وعزا كل قصيدة الى البحر الشعري الذي نظمت عليه وقام بتفسير الالفاظ الصعبة في الديوان حتى يتسنى فهم المعنى المراد بيسر وسهوله واخيرا وضع عنوانا مناسبا لكل قصيدة .
الديوان يضم قصائدا قيلت في فضل العلم ، والاصدقاء ، والزمن ، والمرأة ، وجمع المال ، والدنيا ، والصمود في مواجهة احداث الزمان ، والقضاء والرثاء ، والحث على العمل ، وطلب المعاش ، وعزة النفس ، والصبر ، والمال ، والفقر ، والعقل ، والحسب ، وفضل الصمت ، والحكمة ، والدهر ، والنصيحة ، والصديق ، ورفض مجالسة اللئام ، وعدم ايداع السر الا عند ذي كرم .
طبعا الجامع والمعلق بذل جهدا كبيرا ، من اجل جمع كل القصائد والابيات الشعرية وقسم منها محدود الابيات وقسم منها طويل فمثلا هناك قصيدة في ذكر قبيلة الازد تتألف من ( 20) بيتا ، وقصيدة اخرى ينصح فيها ولده ابا عبد الله الحسين عليه السلام تتألف من (31) بيتا ، وهي من البحر الكامل ، وهناك القصيدة الزينبية تتألف من (66) بيتا من البحر الكامل ، ويغلب على ابياتها الحكمة ، وهذا مما رفع قدر بلاغتها ، وروعة بيانها مع ان هناك من يجزم بصحة نسبتها للامام علي عليه السلام ورضي الله عنه وارضاه .
الديوان الى جانبي دوما وافيد منه وانشر لكم بعضا مما فيه من ابيات شعرية مهمة . ومما يزيد في قيمة العمل ان جامعه قد بذل جهودا كبيرة في العودة الى كم كبير من المصادر من قبيل كتاب (البداية والنهاية ) لابن كثير و(طبقات الشعراء ) لابن قتيبة الدينوري و(العقد الفريد) لابن عبد ربه الاندلسي و(العمدة في نقد الشعر ) لابن رشيق القيرواني ، و(الكامل في اللغة والادب ) للمبرد النحوي ، و(الكشكول الكامل ) للحارثي الهمداني و(لباب الاداب) لاسامة بن منقذ ، و( المخلاة ) لابن منظور ، و(المستظرف في كل فن مستظرف ) للابشيهي ، و(معجم الادباء ) لياقوت الحموي ، و(معجم الشعراء ) لابي عبيد الله محمد بن عمران المرزباني . بورك جهده الطيب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق